عاجل

رمضان «موسم الموائد».. أرقام صادمة عن «هدر الطعام»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

*السعودية الأولي عربيًا.. و«المصري» يهدر 73 كيلو جراما سنويًا

خبير اقتصادي: الظاهرة قلت بعد «االتعويم».. وأستاذة «علم اجتماع» تقدم روشتة الحل

 

«موسم لم الشمل».. تجتمع فيه الأسرة المصرية على مائدة إفطار واحدة، ويمارس الجميع طقوسًا مليئة بنفحات روحانية تميزه عن غيره، ورغم تلك الأجواء المميزة إلا أنه هناك جانبًا سلبيًا تشهده معظم البلدان العربية والإسلامية، وهو إهدار الطعام في شهر الصيام.

 

وفقا للإحصائيات والأرقام الرسمية، يهدر المصريون أطنانا من بواقي الإفطار والسحور، بالتخلص منها في القمامة، وتتكرر هذه الظاهرة كل عام رغم النداءات المستمرة بالبعد عن التبذير، لنظل أمام أزمة تستوجب الحل السريع. 

إحصائية صادمة

كشفت آخر الإحصائيات، أنه يتم إهدار حوالي 1.3 مليار طن من الغذاء سنويا حول العالم، وبتكلفة تزيد عن تريليون دولار، وتعد الدول العربية من أكثر الدول إهدارا للطعام وخاصة في شهر رمضان، إذ تذهب أطنان من الطعام للنفايات.

 

فيما أكد مسئولون في منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة «فاو»، أن الفرد الواحد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يهدر 250 كيلوجراماً من الطعام الصالح للأكل سنويا، ويزداد المعدل بشكل خاص في شهر رمضان، لافتين إلى أن المواطن المصري الواحد يهدر 73 كيلوجراما من الطعام سنويا.

 

الدولة الأولى في هدر الطعام

أما عن الدول العربية، فتتصدر المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية الأكثر هدرًا للطعام، إذ يُهدر المواطن السعودي 427 كيلوجرام من الطعام سنويًا، وتتبعها الإمارات، بواقع 196 كيلوجرام، وفقًا لدراسة  أعدها مركز «باريلا» للطعام والتغذية.

 

ونرصد في هذا السياق، آراء خبراء الاقتصاد وعلم الاجتماع، حول طرق مواجهة تلك الظاهرة، ووقف امتداد هدر الطعام، وكذلك وسائل الاستفادة من بواقي الأطعمة.

 

التعويم واجه الظاهرة

قال د. رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، «إن هدر الطعام قل كثيرًا في رمضان الحالي، بسبب قرار التعويم، ورغم أننا لسنا مع الدول الغنية إلا أننا عاداتنا مرتبطة بالغذاء، فكان المواطنون يهدرون طعاما بشكل كبير في ظل سهولة المعيشة واستقرار الأسعار، لكن الآن تضاعفت الأسعار، فازدادت التكاليف وبطبيعة الحال زاد الغلاء، فقل البذخ والإهدار».

 

موائد استعراض

وأضاف «عبده» في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هدر الطعام مرتبط بعادات وسلوكيات المصريين منذ مئات السنين، فالكل يحاول أن يقتصد إلا أن «العزومات الرمضانية» تتطلب الكثير، فالكل يستعرض نفسه في الطعام على الموائد الرمضانية وخاصة أمام المعازيم، وخاصة إذا كانوا من أهل الزوج أو الزوجة، فمازلنا نعيش بنظرية «الكرم الحاتمي».

 

وذكر: «بعد انتهاء وجبات الإفطار، تظل بقايا الأكل على المائدة الرمضانية لمدة 3 أيام، فهنا تظهر محاولات الاقتصاد بقدر الإمكان».

 

وتابع: «أما الفنادق، فالهدر فيها للركب، فهي تتخلص من كميات مخيفة من اللحوم والحلوى والمأكولات في صناديق القمامة»، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن توجه كل تلك الأطعمة إلى الفقراء والمحتاجين، أو بنك الطعام.

 

وشدد الخبير الاقتصادي في نهاية تصريحاته، على ضرورة الاقتصاد بقدر الإمكان في الطعام وخاصة في رمضان، مع توافر البيانات والمعلومات الرسمية حول هذه الظاهرة، للفت نظر المصريين إلى خطورتها، في خطوة لوقفها تدريجيًا.

  

روشتة الاقتصاد

فيما قالت د. إنشاد عز الدين، أستاذة علم الاجتماع بجامعة المنوفية، «إن المصريين يلقون أكثر من نصف الأطعمة في المهملات نتيجة سوء الاستهلاك خلال شهر رمضان، وناك سلوكيات معينة يمكن من خلالها وقف ذلك».

 

ووجهت «عز الدين» عدة نصائح للمصريين، قائلة: «قم بتحضير الطعام بكميات مناسبة لأفراد العائلة، مع تجنب عدم الزيادة على المائدة، وتجنبوا ملء طبق بالطعام؛ فلا يمكنك أن تأكل أكثر من حاجتك، وإذا فاض طعام الإفطار عن الحاجة، يمكنك تناوله عند السحور».

 

واختتمت قائلة: «إذ لم تكن لدينا رغبة في تناول الفائض من طعام الإفطار، فإنه يمكن أن نقدمه لبعض الجيران أو الفقراء، وابتعد تمامًا عن رميه، كما يمكنك أن تقدمه إلى بعض الجهات التي تجمع تلك الأغذية وتقوم بإعادة توزيعها على المستحقين».