السفارة في القدس «2»

هبة عبد العزيز
هبة عبد العزيز

كنت قد تحدثت  الأسبوع الماضى عن «فلسطين» و»القضية الفلسطينية»، بهدف إلقاء شعاع نور على عدد من الحقائق الهامة، فى ظل القرار الترامبى العنترى بنقل السفارة الأمريكية إلى «القدس».
يحدث كل ذلك فى نفس الوقت الذى يجدد فيه أبناء الشعب الفلسطينى نضالهم بالدماء التى سالت من 60 شهيدا و2500 جريح فى «مسيرات العودة الكبرى» خلال الاحتفال ب»يوم الأرض»، والذى أثلج قلبى ،حيث بدا لى بمثابة إعادة وإحياء للوعى الوطنى بجوهر الصراع مع العدوالصهيونى،  هذا الجوهر الذى تاه فى أروقة السياسة والسياسيين،  ما بين انقسامات السلطة والتناحر بين فتح وحماس و...... وكل ما صب ويصب فى نهاية الأمر فى مصلحة  «إسرائيل».
وكنت قد تحدثت أولا بشىء من التفصيل عن فكرة صبغة القضية الفلسطينية بالصبغة الدينية .
واليوم استكمالا لتلك الحقائق التى يجب أخدها بعين الاعتبار.... 
فثانيا: إسرائيل ليست مستعمرا تقليديا، كالذى يأتى عبر البحر، وينتهى فى النهاية إلى حيث جاء، وإنما هى استعمار واستيطان 
وثالثا: لا يمكن أن تقوم دولة فلسطين دون القدس الشريف، وإن حدث فسوف تكون - جملة واحدة - بلا معنى. هذا وقد بات حل الدولتين غير ممكن حاليا وخاصة بعد القرار الاستعمارى الأحمق، الخارق للشرعية والقوانين الدولية.
أما رابعا: وقبل التفكيرفى الحل الآخر أو ربما بجانبه، فإن انتقلنا من ساحة الخطاب السياسى إلى الساحة القانونية، فإنه كان ولايزال بايدينا ( وأعنى بايدينا اى مجموع الدول العربية ،  تحريك دعوى قضائية ضد ترامب وقراره فى المحاكم الامريكية والدولية. ولكن هل من فاعل؟!!!. كما كان من الممكن بل من المفترض أن تتخد الدول العربية على الاقل قرارا بإعلان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المعترف بها من كافة الدول العربية ومن المجتمع الدولى ايضا، والتى تتمتع بعضوية الأمم المتحدة وجميع منظماتها مقابل القرار الامريكى المشئوم بنقل السفارة إليها.
وأخيرا:  أمريكا قوة عظمى نافذة فى العالم  سواء رضينا أم لم نرض، ولذا يجب ألا نعاديها معاداة سافرة، كما يجب أيضا ألا نستسلم ونخضع لقراراتها، لأننا قادرون على تهديد جزء من مصالحها تهديدا خطيرا بنعومة كالنعومة التى تمارسها معنا طوال الوقت.
 وختاما فقد علمنى وطنى أن دماء الشهداء هى التى ترسم حدود الوطن.