أخر الأخبار

رمضان «مولد يا إعلانات».. وخبراء: لا رقابة ولا إبداع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

خبراء الإعلام: قطع الإعلانات للمسلسلات استهانة بحق المشاهد

«المرسي»: إعلانات التبرعات تضر بصورة مصر بالخارج

«فهمى»: إعلانات المنتجعات الفاخرة تحبط الجمهور

 

يعتبر شهر رمضان الكريم موسما سنويا لإعلانات الشركات والمؤسسات على القنوات الفضائية، إذ أصبح يتابعها الجمهور ويهتم بها كالمسلسلات الدرامية، لمشاهدة ما تقدمه من سلع وخدمات وأفكار، إلا إنها خلال السنوات الأخيرة بدت كجرعة منفرة للجمهور تصيبه بـ«التخمة» وذلك بسبب عدة عوامل سلبية بحسب الخبراء.

وعدد الخبراء هذه الأسباب فمنها قطع الإعلانات للمسلسلات لوقت يطول عن وقت المسلسل ذاته وعدة مرات، وكذا حشد نجوم الفن والرياضة بها دون وجود إبداع أو تقديم فكرة جديدة، وإنما يقتصر الإعلان على أغنية فقط ترافق النجوم، وأيضا إعلانات المنتجعات الفاخرة التي تصيب الغالبية بالإحباط، ولاسيما إعلانات جمع التبرعات الكثيفة.

تشتت التركيز ورغبة في الربح

  يقول الدكتور  محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن قطع المسلسلات بالإعلانات التليفزيونية الطويلة أكثر من مرة ولوقت طويل يزيد عن مدة المسلسل ذاته، يصيب المشاهد بملل كبير من متابعة المسلسلات، وهذه الظاهرة ليست في رمضان هذا العام، إنما منذ عدة سنوات، فمثلا المسلسل مدته 40 دقيقة ونضع به إعلانات ساعة ونصف وهذا أمر غاية في الغرابة، وتحدث في مؤسسات لا تحترم المشاهد، ورغبة في مزيد من الربح على حساب العمل الفني، وهى تشتت التركيز عن العمل الفني وتفصل المشاهدين عما قبل وبعد الإعلانات.

وتابع: «مبدأ الإعلانات على مستوي العالم أنه في إطار كل ساعة إعلامية يكون بها 10- 15 دقيقة إعلان وهى موجودة في أمريكا وأوربا، على عكس ما هو موجود في مصر التي تصل الفواصل الإعلانية لنصف ساعة، والمجلس الأعلى للإعلام قرر بعض المبادئ فيما يتعلق بالإعلانات ومرات قطعها للمسلسلات، لكن لا يُطبق قراره ولابد من المحاسبة من المجلس الأعلى للإعلام على هذا التجاوز الفج للإعلانات على العمل الفني».

ولفت إلى أن «إعلانات الفيلات والكمبوندات والمنتجعات من المفترض أنها ليس لها محل علي شاشات التليفزيون في تلك الفترة لأننا في مرحلة نمو اقتصادي وكل الناس تعانى الغلاء والطبقة المتوسطة تنقرض، ومعاناة الفقراء في إكمال شهر رمضان بنفقاته الكبيرة، والقادم أكبر في ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة.. وذلك كله لا يناسب عرض فيلات بملايين الجنيهات إذ يصيب المشاهدين بالتعجيز والإحباط، وهناك طرق لمخاطبة هذه الشريحة التي تشتري الفيلات من خلال التليفون والمقابلات والإيميل، والخطاب يكون بشكل مباشر لهم دون التعدي على إحساس جموع الناس بعرض هذه الإعلانات».    

وأوضح المرسى، أن استخدام النجوم في الترويج لسلعة وعلامة تجارية معينة وبعدها يروج لسلعة منافسة يضر بالهدف من الإعلان، ومن المفترض أن الشركة عندما تتعاقد مع أحد النجوم للترويج لسلعة وتدفع له مبالغ كبيرة، تشترط عليه ألا يقوم بعمل إعلانات لشركات منافسة لمدة معينة، وهذا لا يتحقق لأن بعض النجوم يعتبرون هذا الأمر «سبوبة» يحصدون منها مبالغ كبيرة، فيقوم بعمل إعلان لشركة وبعدها لشركة منافسة، وبالتالي تقل المصداقية في الإعلان، مثل النجم الذي يقوم بعمل درامي ويشرب الخمر في أحد البارات ثم بعدها يقوم بعمل ديني ويوعظ الناس وبالتالي المصداقية تقل، وأصحاب الشركات لابد أن تخطط جيدا للحملات الإعلانية وتوظيف النجوم فيها.

وذكر أن إعلانات التبرعات باتت كثيرة جدا وتملأ الشاشات بشكل يوحى للمشاهد أن «البلد بتمد أيديها» والحكومة لا تقدم شيئا ولا تساهم في عملية التكافل الاجتماعي وكل الاعتماد على المجتمع المدني، وتظهر مصر أمام العالم الخارجي بصورة سلبية، وفى العالم الخارجي ذلك لا يحدث إلا بمعدل قليل جدا، أما في مصر منتشرة بشكل فج، متسائلا: هل هذه المؤسسات لا تدفع أموال للقنوات؟ بالطبع تدفع حتى ولو بتخفيض، وكثرتها بهذا الشكل تقلل من تأثيرها.

 

المعلنون يفقدون جمهورهم

واتفق معه د. عادل فهمي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن قطع الإعلانات للمسلسلات لأكثر من مرة ولفترة طويلة تزيد عن وقت المسلسل، يعتبر نوع من الاستهانة بحق المشاهد وفرض وجهة نظر معينة عليه ونوع من الإكراه على مشاهدة المادة الإعلانية، ولذلك يلجأ المشاهد إلى حيل آخري كمشاهدتها على الإنترنت خالية من الإعلانات، وبذلك يفقد المعلن قطاعا كبيرا من الجمهور.

وتابع فهمي: «أما بخصوص إعلانات المنتجعات الفاخرة وتشكيك بعض الناس فيها بأنها لم تُبنى بعد، وتستهدف جذب مشترين ودفع مقدم ليتم البناء به، فهناك جهاز حماية المستهلك من المفترض أن يُوعى الناس بما يجب أن يحصلوا عليه من معلومات عن الشركات التى تقدم إعلاناتها وسلعها وخدماتها للجمهور، ويجب على وسائل الإعلام أيضا التوعية بالإعلانات المضللة».

وتابع: «هذه الإعلانات موجهة لفئة معينة قادرة على شرائها، وكون باقي المجتمع غير قادر على الدفع وشراء هذه السلع فذلك يُعالج تربويا واجتماعيا، والمجتمع المصري مكون من طبقات وفئات والفئة القليلة جدا هي الميسورة الحال التي يخاطبها الإعلام بهذه السلع، وباقي فئات المجتمع يزداد إحباطها وتُحد من طموحاتها كنتاج للوسائل غير المرغوبة لوسائل الإعلام».

وأوضح أن إعلانات التسول غزت القنوات ولا توجد رقابة عليها ولا أحد يعلم كيف تنفق وتستثمر وأين تذهب هذه الأموال، وأعتقد أن الصحافة عليها دور بخصوص هذا الأمر فى توعية الجمهور.

وأكد أن هذه القضايا دائما ما تثار فى رمضان، ولدينا آمال بأن الهيئات الوطنية للصحافة والإعلام، والمجلس الأعلى للإعلام يكون لديه مركز بحثي متخصص يدرس هذه الأمور ويخرج بتوصيات تكون رؤية واستراتيجية واضحة للإعلام تعيد مصر لدورها الريادي بدلا من أن هناك دولا صغيرة فى المنطقة سبقتنا فى مجال الإعلام والإنتاج الدرامي.