باب زويلة يحتضن «الخيامية» منذ 300 عاما

اللي بنى مصر كان في الأصل «فنان»

إقبال من المواطنين على شراء الخيامية - تصوير محمد يوسف العناني
إقبال من المواطنين على شراء الخيامية - تصوير محمد يوسف العناني

ألوانها ستبهرك وروعة ما تحمله من جمال الفن الإسلامي ستخطف أنظارك وعقلك، وتشعر دائما عندما تراها في كل مكان بروحانيات شهر رمضان الكريم، وربما كان ظهوره في كل مكان دلالة على قدوم ذلك الضيف الجليل إنها أقمشة فن «الخيامية» التي تحمل الكثير من الديكورات الجديدة التي تثبت مهارة العامل المصري وقدرته الفائقة على صناعة جميع الفنون والأشكال من الخيامية.


تجولنا داخل أسواق «الخيامية»، حيث دخلنا في عالم جميل من الديكورات والتحف والرسومات والمشغولات اليدوية والمفروشات والفوانيس، الجميع يفترش بضاعته لجذب الزبائن من الأجانب والعرب والمصريين، وخاصة السياح والأجانب الذين ينبهرون بالمنتجات اليدوية الصنع فهي تمثل لهم ثروة فنية ذات قيمة عالية ولا تتوافر فى بلادهم وانتشرت لديهم خلال الفترة الأخيرة بواسطة الماكينات.


 وتنتشر ورش «الخيامية» في منطقة باب زويلة بالدرب الأحمر منذ أكثر ما يزيد عن 300 عام، وكما يقول لنا أحمد السعيد 42 عاماً الذي جلس داخل ورشته وفى يده أحد المفروشات وكأنه يرويها بفنه الجميل،: «عملت مع والدي في هذه المهنة منذ أن كان عمري في الثامنة بعد أن أصر والدي على العمل برفقته لتعلم أصول المهنة وإتقانها، أحببتها وأغرمت بها فهي مهنة الإبداع والابتكار وتعرف زبائنها».

 

 وأضاف، «الخيامية» عبارة عن قماش من التيل ويشبه الكتان لكنه سميك، وسعر المتر عرض 90 سم 15 جنيهاً، وكلما ارتفع عرض القماش زاد ثمنه ويستخدم هذا القماش في صنع المفروشات والبراويز صغيرة الحجم، أما القماش الذي يبلغ عرضه مترين فيصل سعره إلى 25 جنيهاً للمتر الواحد ويستخدم في صنع مفارش الأسرة ويصل سعر المفرش الواحد إلى 2000 جنيه ويزداد السعر كلما اختلف الفن الإسلامي المطلوب تصميمه.

 


ويوضح أحمد سعيد أن هناك سائحين يفضلون كتابة بعض العبارات باللغة العربية وآخرين كتابة بعض الآيات القرآنية على الخيمة لاستخدامها كبراويز يتم عرضها على الحوائط، وهى الأكثر طلباً من العرب، أما الأجانب فيقبلون أكثر على الفن الفرعوني، وخاصة زهرة اللوتس.

 

وتابع في السوق قماش «الخيامية» المطبوع، وسعر المتر فيه 8 جنيهات ويستخدم في عمل الزينات التي تزين شرفات المنازل وكسوة الصاج المجهز على هيئة فانوس رمضان وبعض العلب الأخرى كالصواني وعلب المناديل، فيما يستخدم القماش القطني الملمس في صناعة الخيم الرمضانية.


ويؤكد «سعيد» لنا أن مهارة الصانع تظهر في قص كميات من الرسومات بنسب وأحجام متساوية وتناسب الرسومات التي تم عملها على التيل ، مشيرا إلى ضرورة التركيز أثناء تلك العملية، لأن الغرزة بطريقة «الخيامية» تحتاج إلى جهد وتركيز بعناية، موضحا أن آخر خيمة قام بتنفيذها كانت مساحتها 300 متر وساعده في إنهائها 55 عاملا واستغرق العمل فيها 8 أشهر .