نساء على عرش الحكم في «بريطانيا»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

وصول المرأة إلى أعلى المناصب وإلى سدة الحكم، مسألةٌ لم تحضر في البلدان العظمى إلا في بريطانيا وألمانيا، فالأخيرة تحكمها أنجيلا ميركل منذ عام 2005، أما بريطانيا فقد تخطت دولًا عظمى في العالم في مسألة تمكين المرأة، فهي الآن تشغل ثلاث سيدات أعلى المناصب في المملكة المتحدة، وهو ما لم يحدث في كبرى بلدان العالم.

ففي الولايات المتحدة، فشلت هيلاري كلينتون في عام 2016 في أن تكون أول سيدة تحكم البيت الأبيض وتتولى رئاسة الولايات المتحدة، لتبقى الولايات المتحدة الأمريكية من دون أن تتولى رغم جلوس خمسة وأربعين رجلًا على كرسي الحكم هناك.

الحال نفسه في فرنسا، فقد فشلت ماريان لوبان، التي دخلت جولة إعادة مع إيمانويل ماكرون، في أن تصبح أول سيدة تتولى الحكم في فرنسا، بعدما مُنيت بهزيمةٍ كبيرةٍ أمام ماكرون الذي أصبح الرئيس رقم 25 في تاريخ الجمهورية الفرنسية، والرئيس الثامن في عمر الجمهورية الخامسة.

إليزابيث الثانية

أما في بريطانيا، فالوضع مختلفٌ، فالنساء يتصدرنْ مشهد الحكم في المملكة المتحدة، وأولهم إليزابيث الثانية، المرأة التي تجلس على عرش المملكة في قصر بكنجهام منذ فبراير عام 1952.

وأمضت إليزابيث، البالغة من العمر 93 عامًا، في تولي ملك بريطانيا ستة وستين عامًا، وقد حطمت في 9 سبتمبر 2015 رقمًا قياسيًا بالجلوس على عرش المملكة لـ 63 عامًا وسبعة أشهر كان مسجلًا باسم جدتها الثالثة الملكة "فيكتُوريا".

وتشغل إليزابيث منصبًا شرفيًا في حكم بريطانيا، فهي تملك ولا تحكم، وتتركز السلطات في يد البرلمان، الذي يقوم بتشكيل الحكومة وتسمية رئيس الحكومة من قبل الأغلبية البرلمانية، التي تشكل خلال الانتخابات العامة لمجلس العموم البريطاني.

تيريزا ماي

وإن كانت إليزابيث الثانية تشغل منصبًا شرفيًا في بريطانيا، فإن تيريزا ماي، تُعتبر هي الحاكم الفعلي لبريطانيا، فهي تشغل منصب رئيسة الوزراء في المملكة التي تتبع النظام الدستوري في الحكم، وهو ما يجعل من رئيس الوزراء المنتخب من قبل البرلمان حاكمًا فعليًا للبلاد.

وخلفت تيريزا ماي، ديفيد كاميرون، في رئاسة الحكومة البريطانية في يوليو عام 2016، وهي ترأس حزب المحافظين الديمقراطي الحاكم، وهي ثاني امرأة تتولى رئاسة الحكومة في بريطانيا بعد مارجريت تاتشر، التي شغلت المنصب لأحد عشر عامًا خلال الفترة ما بين عامي 1969 و1990.

نيكولا ستيرجن

وفي بريطانيا أيضًا، ولكن في إدنبرة عاصمة اسكتلندا، حيث تجلس المحامية نيكولا ستيرجن على رأس الحكومة هناك، وهي تتزعم الحزب القومي الاسكتلندي.

ستيرجن ترغب في انفصال اسكتلندا عن بريطانيا، وقالت إنها تنوي تنظيم استفتاءً جديدًا لتقرير مصير اسكتلندا، بعد الاستفتاء الذي جرى في يوليو عام 2014، لكن دعاة الوحدة انتصروا خلاله على دعاة الانفصال بـ 54% مقابل 46%.

وتتولى نيكولا ستيرجن منصب رئاسة الحكومة الاسكتلندية منذ نوفمبر عام 2014، خلفًا لأليكس ساموند، الذي كان يتولى رئاسة الحكومة إبان تنظيم استفتاء الانفصال عن بريطانيا.