شيالو محطة مصر.. 50 عامًا من العذاب على أرصفة السكة الحديد

شيالو محطة مصر
شيالو محطة مصر

•    أقدم شيال: «بنشتغل بملاليم.. ومنقدرش نقول لأ».. و«عم صلاح»: تعبنا من الكلام
•    السكة الحديد: لا يتبعون الهيئة

 
بملابس بالية، وملامح غلب عليها الزمن، وقف أمام عربته الحديدية محاولا دفعها إلى الأمام بعد أن التقط أنفاسه المتثاقلة، ملامحه تؤكد أنه يحمل هموم الدنيا، وأوجاع سنين، لكنه تغلب على كل هذا بصمته، محاولا الانهماك في عمله الشاق من أجل لقمة عيش تسد رمق أولاده.. إنه «عم فخري صليب».. أقدم «شيال» في محطة مصر .

 

اقتربت «بوابة أخبار اليوم» من «عم صليب»، وحاولت كسر صمته، وبعد لحظات معدودة، فتح لنا قلبه، وبابتسامة هادئة قال: «أهلا وسهلاً.. نورتونا».


 
«على باب الله»

قال «عم صليب» إنه يعمل شيالا في محطة مصر، ويحمل حقائب المسافرين وأمتعتهم على كتفه، منذ عام 1968، وأنه أرزقي «على باب الله»، موضحاً أن يستيقظ في السادسة صباح كل يوم، ويتوجه إلى محطة مصر للانتظام في ورديته التي تبدأ من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهرا . 

 

وذكر أن بعض الركاب يطلبونه لإدخال حقيبة سفر أو «كرتونة»، مضيفاً: «بشتغل، وبترزق، وراضينا باللي قاسمه ربنا ولو ملاليم».

 

«عمالة غير منتظمة»

 

وأوضح أن هيئة السكك الحديد تعتبرهم عمالة غير منتظمة نظير خدمات، وتتعاقد معهم تحت هذا البند، إلا أنها لا تقدم أي دعم مادي أو تأميني لهم، متابعا: «اتكلمنا كتير ومحدش بيسمعنا».

 

وبالنسبة للعربة المستخدمة في حمل الحقائب، ذكر أنهم أعدوا تلك العربات على حسابهم الخاص، ويستخدمونها في حمل أمتعة المسافرين بدلًا من حملها على الأكتاف.

 

 «الإهمال.. وحمل الفلنكات»

 

والتقط زميله «عم صلاح» أطراف الحديث، قائلا: «تحدثنا كثيرا للإعلام، ولا أحد ينظر لنا»، مضيفاً أنهم يعانون منذ سنوات من الإهمال والتهميش، مستطردا: «بنروح في أي مكان يطلبونا فيه، شيلوا فلنكات نشيل، شيلوا زبالة نشيل، كله ببلاش ومنقدرش نقول لأ».

 

وتابع: «أنا بشيل شنطتين في اليوم برزق بيهم، لا في تأمين ولا معاش ولا أي حاجة، واللى بيجراله حاجة بياخد الخارجة بتاعته 3 آلاف، وينتهي الموقف».


«أزمات الشيالين»

 

وعن أبرز الأزمات التي تواجههم، قال زميله «عم محمود»: «بتحصل خلافات مع الركاب على الأجرة، والسكة الحديد بتنصف الراكب، وتعمل لنا محاضر».

 

ولفت إلى أن جميع أوراقهم من بيانات شخصية ومقر الإقامة وفيش وتشبيه لدى الهيئة، لإجراء الإجراءات الجنائية أثناء حدوث مشكلة .

 

وتابع في نهاية حديثه: «تعبنا من الكلام، احنا بنلجأ لربنا، مبنقولش غير يارب».

 

«رد السكة الحديد»

 

وتعليقا على أوجاع الشيالين، قال مصدر بهيئة السكك الحديدية، إنهم كانوا يتبعون ما يسمى بالإدارة التجارية منذ سنوات، لتقديم خدمات حمل حقائب المسافرين نظير أجر مالي، إلا أنهم في الوقت الحالي لا يتبعون السكة الحديد.

 

وأضاف المصدر- الذي تحفظ على ذكر اسمه- لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنهم غير تابعين للهيئة الآن إلا أنها تعرفهم جميعهم نظرا لعملهم في محطة مصر.

 

وعن وإصدار قرار وزاري لتسوية أوضاعهم، رد قائلا: «مفيش وبعضهم جشعين، يتحاملون على الركاب ويطالبون أموالا مبالغ فيها».

 

وعن استعانة الهيئة بهم في بعض المهام، نفى المصدر ذلك، قائلا: «هم يعملون لحسابهم الخاص، ويزقون».