«الخطوة الأخيرة».. هل ينقذ الاتحاد الأوروبي الاتفاق النووي من الانهيار؟

إيران والاتحاد الأوروبي
إيران والاتحاد الأوروبي

بدأ مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، ميجيل أرياس كانتي، زيارةً إلى إيران اليوم السبت 19 مايو، والتي تستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، والتي يأتي هدف الحفاظ على الاتفاق النووي من أهم أهداف تلك الزيارة.

وقد سعى مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة اليوم السبت إلى طمأنة إيران بأن الاتحاد ملتزم بإنقاذ الاتفاق النووي مع القوى الكبرى رغم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض العقوبات.

ووجه ميجيل أرياس كانتي هذه الرسالة أثناء زيارته لطهران وقال إن الاتحاد الذي كان يوما أكبر مستورد للنفط الإيراني يرغب كذلك في تعزيز العلاقات التجارية مع إيران.

إثبات موقف

وقال كانتي للصحفيين بعد محادثات مع علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "وجهنا رسالة إلى أصدقائنا الإيرانيين بأن الأوروبيين سيبقون على التزامهم بالاتفاق النووي طالما التزم الإيرانيون به ، وهم قالوا الأمر ذاته من جانبهم".

وأضاف "سنحاول من جانبنا تعزيز تدفقات التجارة التي كانت إيجابية للغاية بالنسبة للاقتصاد الإيراني".

ويهدف الاتحاد الأوروبي من هذه الزيارة إلى إبراز حسن النوايا للإيرانيين، وتأكيد عزم زعماء بروكسل الإبقاء على الاتفاق النووي بصيغته الحالية، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه.

ويعتبر أرياس كانتي أول مسؤول أوروبي يزور إيران منذ إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو، وهو الأمر الذي أثار حفيظة زعماء أوروبيين، على رأسهم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

آمال بترجمة الأقوال إلى الأفعال

من جهته قال صالحي، إن الاتحاد الأوروبي تعهد بإنقاذ الاتفاق النووي رغم قرار الرئيس الأمريكي ترامب الخروج منه وفرض عقوبات على إيران، مشيرًا إلى أن الاتحاد قدم مقترحات وقام ببعض الإجراءات الأولية، وهو ما يجعل هناك إمكانية للحديث بقوة عن التزام أوروبا بالاتفاق ما لم يتم تطبيق هذه الوعود على الأرض، معربًا عن أمل بلاده بأن تترجم أقوال الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي إلى أفعال على أرض الواقع.

وأضاف صالحي: "نأمل أن تثمر جهودهم، تصرفات الولايات المتحدة توضح أنها دولة ليست محل ثقة في التعاملات الدولية".

وبحث قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلغارية صوفيا الأربعاء الماضي خيارات للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، وحماية تعاونهم الاقتصادي مع طهران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق، الذي تصر دول الاتحاد على بقائه.

وقد دعا رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، الاتحاد الأوروبي إلى تبني موقفٍ موحدٍ لمواجهة ظاهرة جديدة، وهي الإصرار القائم على ما وصفه بالنزوات للإدارة الأمريكية.

قال دونالد توسك، يوم الأربعاء الماضي، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلص أوروبا من كل الأوهام بالنزاع التجاري والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، في إشارةٍ منه للاستياء الأوروبي من مواقف ترامب الأخيرة.