حوار| سائق القطار «919»: الكوارث قادمة إذا لم تُستبدل «المزلقانات» بكباري

 سائق القطار «919»
سائق القطار «919»

<< أعطال القطارات كثيرة.. و«نقص قطع الغيار» يؤرقنا

<< قائد القطار وخفير المزلقان أول «المسئولين» في أي كارثة

<<تحديث الأسطول يحتاج ميزانية ضخمة.. والمزلقانات «مش مسئولية» السكة الحديد

<<نعمل بأقل الإمكانيات حتى تسير المركب... وهذه طرق التحكم في الجرار آثناء الكوارث

 

جلس منهمكًا في مهمته الروتينية التي يحفظها عن ظهر قلب.. 8 ساعات متواصلة يوميًا على كرسي «القيادة».. يدير بيديه «مركبة» تحمل أرواح الآف المسافرين، وتنقلهم إلى بلاد بعيدة.

قبل انطلاقه برحلته اليومية الوحيدة، يتوجه إلى ورشة المحطة ليفحص «جرار» قطار رقم 919 «هينشل»- ألماني الصنع-، الذي ينطلق من محطة مصر بالقاهرة حتى الإسكندرية، يتمم عليه بنفسه مع مساعده ورفيق رحلته، ثم يطمئن على حالة عربات القطار، ويرفع يديه إلى السماء داعيًا الله أن يستر طريقهم.. إنه مصطفى شكري، سائق القطار الإسباني المكيف «919»، الذي صاحبته «بوابة أخبار اليوم» في كابينة القيادة بالقطار لمدة 20 دقيقة.

بدأ «شكري» في حالة تركيز شديدة، وانطلق في الحديث معنا عن مهمته اليومية، بعد أن تناول كوب شاي ساخن أعده له مساعده.. وإلى التفاصيل..

  بداية.. متى التحقت بالعمل سائقاً بالسكة حديد؟

منذ أكثر من 10 سنوات، بوظيفة تلميذ سائق، ومن ثم تم تعييني سائقًا بعد الخضوع لاختبارات شديدة الصعوبة، اجتزتها كلها عن جدارة، ثم ترقيت، وها أنا أواصل المسيرة.

  كيف يسير يومك؟

ورديتي تبدأ قبل انطلاق القطار بساعتين، أصل المحطة للتوقيع على انطلاقي بالرحلة، ثم أتفقد الجرار وكابينة القيادة، للاطمئنان على عدم وجود أي مشكلة أو عطل فني سواء يعطل الرحلة .

 صف لنا شكل كابينة القيادة التي تجلس فيها؟

أسير بجرار «هينشل» ألماني الصنع، وفي الكابينة دفة القيادة، وقيادة الكباس للجرار، وجهاز التحكم الآلى الذي يحدد المسارات والساعات، فبها أتحكم في القيادة بكل أريحية، وتعمل بكامل طاقتها وقوتها.

 ألم ترى أن الكابينة في حاجة للتحديث؟

هذا الجرار يعمل في مصر منذ 40 عاما، وندرك أن الدولة تمر بظروف اقتصادية صعبة لا تستوجب التحديث، لكن رئيس الهيئة أكد على تحديث الأسطول، وسمعنا عن الصفقة التي تستهدف تحديث أسطول قطارات الهيئة بالكامل، وشراء 1300 عربة جديدة.

 

 كم عدد رحلاتك يوميًا؟

رحلة واحدة إلى الإسكندرية «ذهاب وعودة»، تستغرق نحو 8 ساعات، تحديدًا من 2 ونصف بعد الظهر إلى 6 مساء، وأعود مجددا إلى القاهرة في تمام الحادية عشر مساء.

 

هل تستخدم مطفأة الحريق؟

نعم، كثيرا وهى شيئًا أساسيً في عملنا، ومن المفترض وجود 3 مطافئ داخل كل جرار، لتجنب حوادث الحرائق أو أي أعطال في الجرار، فهي تنقذنا دائمًا من الكوارث.

 

وكيف تتحكم في القطار؟

من خلال صندوق التحكم الآلي، فهو يتحكم في السرعات المقررة من الإشارات، بالدائرة المغلقة، وكذلك كل أدوات القيادة من دفة القيادة، وكباس الجرار، وجهاز التحكم الآلى الذي يحدد المسارات والساعات بشكل دقيق.

 

حدثنا عن أبرز المواقف الطارئة التى واجهتها؟

مثلا أثناء عبور أحد المواطنين لخط السكك الحديد أثناء مرور القطار، فهنا أطلق «السارينة» أولا، ثم أحاول بقدر الإمكان تهدئة السرعة، لأن ليس من السهل إيقاف القطار، وأحاول جاهدًا إنقاذ حياة عابري شريط السكة الحديد تزامنًا مع مرور القطار.

 

هل مازلت المزلقانات تشكل عائقاً لكم؟

في الحقيقة المزلقانات كارثة، وحتى الآن لم نصل إلى حل لها، والكل يوجه أصابع الاتهام للسكك الحديدة، والسائق بشكل خاص، لكن في الأساس هي مهمة مُكلفة من الدولة، ومن المفترض أن تساهم المحليات في عملية تطوير المزلقانات، فالمزلقان ليس له أي صفة أو علاقة بالسكة الحديد، فلو كنت على مسافة قريبة من المزلقان تحدث الكارثة، سواء اصطدام القطار بسيارات أو دهس مواطنين وغيرها، وكل ذلك خارج عن إرادتنا .

 

وما الحل لتلك الأزمة في رأيك؟

من المفترض استبدالها بكباري أو أنفاق، لمنع الحوادث، كما يتورط قائد القطار وخفير المزلقان في الكارثة.

 

لمسنا سير سائقي القطارات بسرعات عالية.. أليس هذا تجاوزًا قد يهدد الركاب؟

لا، كل سائقي القطارات يلتزمون بالسرعات المحددة، وكل قطار له سرعته الخاصة، فمثلًا قطار 919 سرعته 120، وأحيانا أخفض السرعة إلى 90 أو 50 في مناطق معينة عن طريق جهاز التحكم الآلى، ولا استطيع تجاوز سرعتي المحددة.

 

هل يتابعكم وزير النقل؟

في الحقيقة الوزير يتفقد بنفسه المواقع، ويحل مشاكلنا، ويشرف على عملية التطوير بنفسه، كما يلتقينا لكن مشاغله كثيرة.

 

ما أبرز الأعطال التى تواجهك أثناء الرحلة؟

الأعطال كثيرة، ولعل أبرزها هي نقص قطع الغيار، ونحاول استقدامها للورش، وكذلك أحيانا تتعطل الفرامل، إلا أننا نعمل بأقل الإمكانيات حاليا حتى تسير مركب الوطن، فنحن ليس لدينا الموارد الكافية لتغطية قطع الغيار المطلوبة للجرارات، ومن الطبيعي حدوث أعطال بسبب ذلك، لكن فريق الصيانة الذي يعمل الآن في ظل القيادة الحكيمة، يبذل أقصى مجهود لحل تلك الأزمات.

 

وآخيرًا.. ما هي مطالبكم؟

بالطبع لدينا مطالب، لكن نؤجلها لأننا في فترة بناء الوطن، فنحن نريد أولا الارتقاء بمرفق السكة الحديد، ثم بعد ذلك ننظر لمطالبنا الفردية.