«النموذج الليبي» يهدد قمة ترامب وكيم جونج أون 

دونالد ترامب و كيم جونج أون - صورة من رويترز
دونالد ترامب و كيم جونج أون - صورة من رويترز

الكثير من القلق أصبح يسيطر حاليًا على الجانبيين الكوري الشمالي والأمريكي نتيجة عدد من التصريحات والبيانات المتلاحقة التي ربما تشير لإلغاء القمة المنشودة بين الزعيمين، دونالد ترامب وكيم جونج أون، في يونيو القادم بسنغافورة.


بدأ التوتر بين البلدين بتصريحات أدلى بها مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الأسبوع الماضي خلال أول لقاء تلفزيوني له منذ توليه منصبه الجديد رسميًا. وفي تلك المقابلة أشار بولتون «للنموذج الليبي» للتخلي عن الأسلحة النووية، موضحًا أن الحديث عن مفاوضات كوريا الشمالية للتخلي عن ترسانتها النووية لا يمكن أن يأتي على ذهننا دون أن نفكر في نموذج ليبيا.

 

لماذا اختار ترامب و كيم كونج أون «سنغافورة» لعقد قمتهما؟ 
 


ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن تلك التصريحات أعادت إلى بيونج يانج مخاوف سيطرت عليها منذ عام 2003، عندما تخلت ليبيا عن طموحها النووي من أجل علاقات اقتصادية وتجارية أكثر ازدهارا مع الولايات المتحدة، إلا إنه وبعد مرور عدة أعوام، تم قصف ليبيا بدعم من «الناتو» الأمر الذي بعد ذلك لسقوط البلاد ومقتل الزعيم معمر القذافي.


ما هو النموذج الليبي للتخلي عن السلاح النووي؟


في عام 2003، عقب غزو الولايات المتحدة للعراق بسبب مزاعم وجود أسلحة نووية، توقع العالم أن الدور سيكون على ليبيا إن لم تتخلى عن طموحها النووي، خاصة وأن التفتيش الدولي أثبت أن لديها أجهزة يمكن استخدامها في تخصيب اليوارنيوم وصنع قنابل نووية.


ولذلك أقدم الزعيم القذافي على التخلي عن كل ما يوجد داخل بلاده من أجهزة يمكن استخدامها في صنع الأسلحة النووية وقام بشحنها إلى الولايات المتحدة ليبدأ عهد جديد من التعاون المثمر مع واشنطن.


إلا إنه بمرور الوقت، وبحلول عام 2011، قصف الناتو ليبيا وتدهورت الأوضاع داخل البلاد وصولاً إلى مقتل الزعيم الراحل. ووفقًا للتقرير الأمريكي فإن كوريا الشمالية كانت تنظر لما يحدث هناك باهتمام شديد، وتسجل ملاحظاتها.

 

 


ووصفت كوريا الشمالية ما حدث في ليبيا ذلك الوقت بأنه «تخطيط تكتيكي من البداية لنزع السلاح النووي من البلاد ثم إسقاطها».

 

المخاوف الكورية الشمالية

 

تسببت تصريحات بولتون في عودة مخاوف بيونج يانج للظهور مرة أخرى، علمًا بأن ليبيا لم تكن تمتلك أسلحة نووية بالمعنى الحقيقي عدما قررت التخلي عنها عام 2003، وذلك مقارنة بما تملكه كوريا الشمالية الآن.


وفي يوم الأربعاء 16 مايو، أصدرت بيونج يانج بيانًا أكدت فيه أنها ستنسحب من المفاوضات حال قامت واشنطن بالضغط عليها للتخلي عن برنامجا النووي من جانب واحد، وفي المقابل لم يعلق ترامب سوى قائلًا: «سنرى ما سيحدث».


وبسؤال المتحدثة باسم البيت الأبيض، «سارة ساندرز» خلال أحد المؤتمرات الصحفية إن كانت واشنطن تأخذ ليبيا كنموذج لنزع السلاح النووي من البلاد عند الحديث اليوم عن مفاوضات جديدة مع كوريا الشمالية، قالت إنها لم تستمع لتصريحات بولتون، ولم تكن تعلم أن بلادها تسير على «وصفة محددة» لنزع الأسلحة النووية من العالم.