صور| حكايات أصحاب المهن الشاقة تحت لهيب الشمس فى نهار رمضان

أصحاب المهن الشاقة
أصحاب المهن الشاقة

الأسطى خالد: أحرص على حضور موائد الإفطار مع الأقارب في رمضان ولا أعرف الكسل 

عادل ماسح أحذية: «ربينا ولادنا بالحلال واعتدنا العمل في صيام رمضان تحت لهيب الشمس»


كثيرون من أصحاب المهن الشاقة يكدحون فى نهار رمضان بحثا عن الرزق، ولعل أبرزهم «أهل الصنعة» ممن لا يكلون عن العمل تحت لهيب الشمس محتملين تعب الصيام، بل يكون دافعا لهم للعمل، وتلقى «بوابة أخبار اليوم» الضوء على بعض أصحاب هذه المهن الشاقة وعملهم فى صيام رمضان.

 الأسطى خالد ميكانيكي سيارات 

فى البداية يقول عم خالد، صاحب الـ57 عام، بمدينة شبين الكوم بالمنوفية «أعشق مهنتي والتي أعمل بها  منذ ربع قرن حين تخصصت فيها بعد رحلة كفاح بدأتها في عمر الصبا بقريتي "شنوان" التابعة لمركز شبين الكوم، وفى رمضان لا يختلف الحال عن سابقه فالعمل هو الشعار فلا مجال للكسل إطلاق». 

وأضاف: «رزقني الله بخمسة من الأبناء أربعة بنات وولد وحريص على تعليمهم جميعا لإيماني بأن العلم نور وسلاح قوى لمواجهة أنواء الحياة القاسية».

وتابع عم خالد «أنه حريص على مداومة ذكر الله وقراءة القران وأداء الصلاة في أوقاتها ورمضان يقربنا أكثر إلى الله حين نتجرد من عاداتنا السيئة والتي تغلب علينا أحيانا». 

وأشار إلى أنه في هذه المهنة لابد وأن يكون الضمير حاضر وبقوة في التعامل مع المواطنين من الزبائن الذين يترددون علينا لإصلاح سياراتهم وهذا يمنحنا القدرة على الاستمرار لأن الأمانة مطلوبة وهذا شعارنا مع الجميع فما بالك في رمضان شهر التقوى. 

ولفت  الأسطي خالد الميكانيكي «أحرص في رمضان على تناول وجبة الإفطار مع أفراد عائلتي وهذا شيء مقدس ناهيك عن العزائم التي اشتهر بها الشهر الفضيل فكله مليء بالخيرات والبركات فأقوم بإعداد وليمة لاستقبال إخوتي وأصدقائي ابتهاجا بالشهر الكريم منها أنها صلة للرحم وقربى من الله».

واختتم قائلا: «كمصريين المفروض إننا نخاف أكثر على بعض ونحب بعض في ظل الظروف التي تمر بها البلاد في الآونة الراهنة  من تحديات كبيرة وفى مقدمتها الإرهاب الأسود اللعين ورمضان يعلمنا الصبر والكرم والاقتراب أكثر من الله حتى ننال عفوه ورضاه».

 

«عادل وسعيد..شقيقان ماسحا أحذية»

 

وقال عم عادل، ماسح الأحذية« نجلس أنا وشقيقي بالشارع منذ الصباح الباكر وحتى حلول الظلام بحثا عن الرزق واللقمة الحلال ..وفى شهر رمضان لا يختلف الحال فحب العمل وكسب الرزق هو الغاية الأكيدة ورغم الحر الشديد والظمأ في نهار رمضان إلا إننا لا نكل عن مباشرة مهنتنا».

وأوضح عم عادل لـ«بوابة أخبار اليوم» لا ابغي إلا الستر ومهنتي ملمع أحذية، وهى مهنة بسيطة لا تكلف كثيرا من النفقات، يكفيك فقط شراء صندوق وقليل من أنواع الصابغات والورنيش وفرشاه ومكان في زاوية بأحد الشوارع الرئيسية أو حتى على الناصية ويأتيك الرزق حسب التساهيل.

وأضاف «ورثت هذه الصنعة عن أبي ولنا قصص طويلة من الكفاح على مر السنين ونعمل بهذه المهنة منذ عام 1970 وحتى الآن حيث توفى والدى ودفعتنا الظروف للخروج من المدرسة الابتدائي وحمل الصندوق السحري للإنفاق على أنفسنا وتحمل مشاق الحياة العاصفة وكانت أول أجرة حصلنا عليها "ثلاثة أبيض" ثم تطور الحال إلى التعريفة ثم الشلن وهكذا بدأت الحياة تسير بنا والرزق على الله».

وأشار عم عادل أنه بدأ العمل بمهنة ماسح الأحذية كجوال يجوب الشوارع والميادين ويستقبله كبار الموظفين بالمصالح الحكومية نظرا لبراعته في مهنته وإجادته لفنونها إلى أن استقر به المقام على ناصية أشهر شوارع محافظة المنوفية وهو شارع الزعيم سعد زغلول على ناصية ميدان عمر أفندي أقدم ميادين المحافظة.

وأوضح «طبعا زبون زمان كان يختلف كثيرا عن زبون هذه الأيام وفى رمضان نواصل العمل تحت لهيب أشعة الشمس وفى الحر الشديد ونعود قبل الإفطار لبيوتنا بالرزق حيث اعتدنا على اصطحاب مشروب العرقسوس والذي أفطر عليه لفوائده العظيمة».

وتابع «وفى رمضان أقوم بإعداد وليمه وأعزم بها أقاربي صلة للأرحام فهي أيام مباركه و مهنتي اعتز بها جدا فلها الفضل بعد الله في زواجي والإنفاق على أسرتي حيث رزقني الله بالولد والبنت وعلمتهم بالمدارس وأنفقت على زواجهما من هذه المهنة وربنا يخلى الأقساط ساعدتنا كتير في تجهيزهما، وللأمانة مافيش أحسن من البساطة في هذه المهنة التي علمتني أن احترم الجميع كما أنى احتفظ معها بأجمل ذكريات الزمن الجميل».