رمضان 2018| برامج «المقالب» في ميزان الخبراء: مفبركة ومكروهة شرعًا

برامج المقالب
برامج المقالب

 •    «المرسي»: الجمهور تشبع منها وستختفى قريبًا
•    «كامل»: برامج مفتعلة ومشاهدتها سادية وعلينا توعية الجمهور
•    «الكاميرا الخفية» حققت شعبية كاسحة بأقل التكاليف.. وبرامج السنوات الأخيرة تكلفتها مرتفعة 
•    وكيل الأوقاف: مشاهدتها مكروهة ومضيعة للوقت وتُعّد من لغو الحديث
•    طبيب نفسى: تأثيرها سلبي على الأطفال لجرعة الخوف الزائدة وألفاظها الخارجة
•    «الإعلاميين»: «تمثيلية بايخة متفق عليها ونطالب المنتجين بالبحث عن جديد»

 

ساعات ويحل علينا شهر رمضان المبارك، ويُقبل الجمهور على مشاهدة برامج المقالب بكثافة، والتي باتت طبق دائم على المائدة الرمضانية، إذ تحظى هذه البرامج بمشاهدات عالية على القنوات الفضائية التي تعرض عليها، وكذا على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، لكن تلقى هذه البرامج كل عام انتقادات واسعة من خبراء الإعلام ورجال الدين والأخصائيين النفسيين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، لما تستخدمه من أسلوب الاستدراج وإثارة الرعب والفزع لدى الضيوف بما يهدد حياتهم، والمبالغة في الإنفاق المادي، واحتواءها على التجريح وألفاظ مبتذلة خارجة عن قيم الدين والمجتمع، كما يرى البعض أنها مفتعلة وسبق الاتفاق عليها بين مقدمي البرامج والضيوف.


«مقالب رمضان 2018»


ومن المقرر أن يقدم الفنان رامز جلال، برنامج «رامز تحت الصفر» في روسيا بالتزامن مع مونديال كأس العالم 2018، إذ يتم خلال البرنامج استدراج المشاهير لتشجيع المنتخبات العربية المشاركة في المونديال، وتتوقف السيارة بهم نتيجة عطل فني ليخرج لهم رامز جلال في صورة «دب قطبي» من وسط الجليد، وكان قد قدم في السنوات السابقة «رامز تحت الأرض»، و«رامز بيلعب بالنار» و«رامز واكل الجو»، و«رامز قرش البحر»، و«رامز عنخ آمون»، و«رامز ثعلب الصحراء».


وكان من المقرر أن يقدم الفنان هاني رمزي برنامجه الكوميدي من رومانيا في صورة منطاد به الضيوف ويشب به حريق، لكنه اعتذر عن إتمام البرنامج دون إبداء أسباب، ليغيب عن الساحة بعد تقديمه برامج «هاني هز الجبل»، و«هاني في الأدغال»، كما قدم العام الماضي المطرب محمد فؤاد برنامجه الكوميدي «فؤش فى المعسكر»، ليغيب كذلك هذا الموسم.

 

«مقالب زمان»


ومن أبرز نجوم برامج المقالب في السابق النجم الكوميديان فؤاد المهندس، والفنان إبراهيم نصر، في برنامج «الكاميرا الخفية» وشخصية «زكية زكريا» التي حققت شعبية كبيرة وسط الجمهور، إذ كانت تُقدم في الشارع مع مواطنين ويتم سؤال الجمهور حول إمكانية إذاعة المشهد أم لا حسب رغبته، وبإمكانات بسيطة بعيدا عن التكاليف الضخمة، على عكس البرامج الحالية  التي تقتصر ضيوفها على نجوم المجتمع وتستخدم إمكانات تكنولوجية وفنية كبيرة.

 

«جاذبة للجمهور والإعلانات»


في البداية يقول د.محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن برامج المقالب أو «الكاميرا الخفية» جاذبة جدًا للمشاهد، خاصة إذا تم إعدادها وتنفيذها بشكل جيد وأخلاقي.


وأضاف - في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»- أن هذه البرامج تعتمد على جانب نفسي مهم جدًا إذ يضع المشاهد نفسه مكان الضيف، ويتخيل تصرفه ويضحك على التصرف في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أن مثل هذه النوعية من البرامج تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وتأتي بإعلانات مغرية وبالتالي مكاسب كبيرة.


«مفبركة ومبتذلة»


وتابع المرسي: «تحولت هذه البرامج لدينا إلى "بقرة حلوب" يتم استنزاف طاقاتها كل عام بشكل يسئ إلى القيم والأخلاقيات من ضرب وألفاظ خارجة وجرح وإهانة سواء للضيف أو المذيع وهو ما يتأذى منه فعليا المشاهد».


وقال: «هناك إحساس عام لدى قطاع كبير من المشاهدين أن هذه البرامج بما فيها من مبالغات وخروج علي الأخلاقيات هى برامج مفبركة، ومتفق على تمثيل المقلب ما بين الضيف والمذيع، وما يؤكد ذلك هو كم المبالغات الموجود فيها، بالإضافة إلى الخطورة الحقيقية على حياة البعض من وضعهم في مواقف تمثل خطورة صحية يمكن أن تعرض بعضهم لأزمات قلبية حقيقية إذا ما كان المشهد غير متفق عليه».


وتابع: «اعتقد أن المشاهد قد تشبع من مثل هذه النوعية من البرامج، ولاسيما رفضه الأخلاقي لها، وبالتالي أتوقع أنه لن تحظي بنفس المشاهدة الكبيرة، واستمرار هذه النوعية بهذا الابتذال الموجود بها سيعجل بطريقها إلى الزوال».

 

«مشاهدتها سادية»

من جهتها قالت د.نجوى كامل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن برامج المقالب مصطنعة وبها خطورة شديدة على الضيوف، مضيفة أن هذه البرامج بالغت في مسألة الترفيه والتسلية إلى حد العنف وإثارة الرعب.


وأضافت: «أرفض مشاهدة برامج المقالب لأنى لست لدي السادية لرؤية الناس خائفة ومرعوبة، وايه اللى يضحك في كدا؟! وعندما تزيد جرعة التخويف والترهيب تتحول إلى شيء غير مقبول».

 

«توعية الجمهور»

 

وتابعت: «المطلوب هو توعية الجمهور بما يضرهم وما ينفعهم ونترك لهم الخيار، وإذا منعنا هذه البرامج سيقوم الشباب بمشاهدتها على اليوتيوب، وإذا منعتها الدولة عن بعض الفضائيات المصرية لن نستطيع السيطرة على البعض الأخر، ولكن ينبغي ترسيخ التربية الإعلامية وتوعية الجمهور، كما ينبغي أن يحتوي التليفزيون على جرعة دينية وترفيهية ودرامية».

 

«+18» دون جدوي

 

وأوضحت: «البعض يقترح إضافة علامة +18 أثناء عرض البرنامج، وهذه الحلول لا تصلح أيضا لأنه لا يمكن إجبار القنوات على وضعها، والشباب دون الـ18 عام سيشاهدونها على الإنترنت، وفكرة الرقابة مرفوضة ويجب ألا نحجر على فكر الآخرين لأنه ليس من المنطق والذكاء».

 

«مكروهة شرعا»

 

بدوره قال الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف «في حقيقة الأمر الإسلام لا يعرف الهزل ويدعو إلى الجدية والاجتهاد في الأمور، ومن هنا فكل برنامج غير هادف لا يسمن ولا يغني من جوع، ويجب علينا أن نتخلى عن البرامج التافهة، التي تدعو إلى العبث وإضاعة الوقت، لأن الإسلام ينظر للمستقبل وما ينفع الإنسان في حياته اليومية، وهذه برامج تدعو إلى الفضول ولا توجد استفادة منها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ومشاهدتها مكروهة وليست حراما».


وتابع: القرآن الكريم قال «والذين هم عن اللغو معرضون».. وهذه برامج بلا غاية أو هدف ومضيعة للوقت الذي يسأل الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة، كما أن تكلفتها باهظة جدا وينبغي أن تنفق هذه الأموال في أعمال الخير، كما أن حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -  بعدم جواز أن يروع المسلم أخاه حتى ولو على سبيل المزاح.

 

«تأثيرات نفسية سيئة»

 

وأوضح د.أحمد هلال، طبيب نفسي، أن برامج المقالب لها تأثيرات سلبية ونفسية ضارة على الجمهور وخاصة الأطفال كمشاهد العنف الزائدة والسخرية من الناس والألفاظ الخارجة وغير اللائقة في حضور الأسرة، وهى برامج تافهة تنفق فيها الملايين هباءا على السفر والطيران ودفع مبالغ مالية للضيوف، فهي بمثابة إسفاف على المشاهدين في شهر كريم من المفترض أن يتقرب الناس فيه إلى الله وينفقون على الفقراء.


وأضاف أن كثير من الضيوف يدرك حقيقتها وأنها متفق عليها مسبقا حتى يستطيع تمثيل الدور جيدا، هذه البرامج لا يمكن منعها بالقوة والقهر وإنما يجب توعية الجمهور بخطورتها.

 

«ضوابط إعلامية»

 

وكان طارق سعدة، وكيل نقابة الإعلاميين، قد صرح بأن النقابة تسعى الآن لوضع ضوابط لبرامج المقالب، استعدادا لشهر رمضان المقبل، مؤكدا أن النقابة لن تسمح بتكرار التجاوزات التي وقعت خلال رمضان الماضي.

 

وتابع سعدة: «برامج المقالب أصبحت شيئا عقيما وليس فيها أي جديد، تجربة كررت لسبع مواسم، على المنتجين أن يبحثوا عن أشياء جديدة»، لافتا إلى أن النقابة ستطالب القنوات وجهات الإنتاج بالبحث عن قوالب برامجية جديدة تتناسب مع الوضع الرمضاني.

 

وشدد على فرض عقوبات صارمة على كل من يستهتر بعقلية المشاهد، مضيفا «برامج المقالب لابد أن تكون في شكل محترم مثل الفوازير، وأشياء ترفيهية أو مسابقات، برامج المقالب تمثيلية بايخة متفق عليها، ولذلك نرفضها».

 

«تأييد ورفض»

 

وقالت بسمة سمير، 26 عاما: «أفضل مشاهدة برامج المقالب كبرامج ترفيهية بعد تعب الصيام، وكونها مضحكة ورمضان يحب السهر والضحك والبرامج المثيرة، وبحب تصرف الفنانين في المواقف دي مع الأكشن والإثارة».

 

وأوضح إيهاب عمارة، 28 عاما: «لا أفضل مشاهدتها لأن بها تكلف وتصنع مبالغ فيه وأراها غير مضحكة على الإطلاق».