في الذكرى الثانية.. أزمة «الطائرة المنكوبة» في 26 بيانا

ضحايا الطائرة المنكوبة
ضحايا الطائرة المنكوبة

رحلة أراد الله أن تنتهي نهاية مأساوية، حيث طوت مياه البحر المتوسط أحلام وآمال وحكايات 66 راكباً، لتسقط بهم في أعماق البحر، بدلا من أن تصل بهم إلى مطار القاهرة.

 

 

في فجر 19 مايو 2016 قالت شركة مصر للطيران، إن طائرة تابعه لها قادمة من باريس إلى القاهرة تحمل رقم MS804، اختفت عن شاشات الرادار فوق مياه البحر المتوسط عقب دخولها إلى المجال الجوي المصري بحوالي 10 أميال، على ارتفاع 37.000 ميل.

 

عقد مجلس الأمن القومي المصري، اجتماعاً برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وناقش أزمة اختفاء الطائرة.

 


كما عقد وزير الطيران، مؤتمرا صحفيا بعد ساعات قليله من خبر اختفاء الطائرة، أكد خلاله للإعلام أن يتعامل مع الحادث على أنه حادث اختطاف ولكن كل هذا لا ينفي وجود سيناريوهات أخري.

 

وشكلت شركة مصر للطيران بمطار القاهرة الدولي، مركزا لإدارة الأزمات ومتابعة تطورات الحادث، وأصدر المركز الإعلامي بيانات تضمن تطورات حول الحادث التي تعاملت معه على أنه حادث اختطاف في بادئ الأمر، إلى أن أعلنت القوات المسلحة عثورها في الساعات الأولي من صباح 20 مايو 2016 على حطام الطائرة، وحينها أصدر وزير الطيران شريف فتحي، قرار بتشكيل لجنة تحقيق في حادث طائرة مصر للطيران برئاسة الطيار أيمن المقدم.


وقامت لجنة التحقيق الفني في حادث الطائرة A320 بإصدار26 تقريرا عن الحادث.

 

و شارك في عمليات البحث عن الحطام، الطائرات التابعة للقوات الجوية المصرية ووزارة البترول وطائرات فرنسية ويونانية، وقام مركز البحث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة المصرية بالتنسيق بين الجهات المشاركة بتخصيص منطقة البحث لكل جهة في نطاق محيط موقع سقوط الحطام، وتعاقدت وزارة الطيران المدني مع  السفينة JHON LETHBRIDGE التي تحمل على متنها معدات شركة DOS" Deep Ocean Search" للقيام  بأعمال البحث واستعادة صندوقي المعلومات الخاصين بالطائرة.


وافقت لجنة التحقيق على الطلب الوارد من مجلس سلامة النقل الأمريكي NTSB لتعيين ممثل معتمد للاشتراك في التحقيقات، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الصانعة للمحركات، وكذلك انضمام أحد الخبراء المتخصصين من الشركة صانعة أجهزة مسجلات الطائرة.


 وتمكن فريق التحقيق المصري بالاشتراك مع المحققين الفرنسيين بانتشال بعض جثامين الضحايا وتحديد مكان الصندوقين الأسودين للطائرة.


العثور على CVR

 


وفي 16 يونيو، أي بعد ما يقرب من شهر من الحادث تمكنت السفينة Lethbridge John المؤجرة من الحكومة المصرية للمشاركة في أعمال البحث عن حطام الطائرة A320 التي سقطت في مياه البحر المتوسط، من العثور على مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة "Cockpit voice recorder".


وقد تم انتشال الجهاز على عدة مراحل، حيث أنه وجد في حالة تحطم إلا أن أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل، وقد تم إخطار النيابة العامة والتي أصدرت قرارها بتسليمه إلى لجنة التحقيق الفني لاتخاذ إجراءات فحص وتفريغ المحادثات.

 


 انتشال FDR


وتمكنت فجر 17 يونيو السفينة Lethbridge John من انتشال الصندوق الأسود الثاني الخاص بمسجل بيانات الطائرة "Flight data recorder"، و تم أيضاً انتشال الجهاز على عدة مراحل وقد نجحت أجهزة السفينة من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة والتي تعتبر هي الأخرى أهم جزء في جهاز المسجل.


وتم عمل الفحوصات والاختبارات الدقيقة للوحات الإلكترونية لجهازي مسجل محادثات الكابينة CVR ومسجل معلومات الطيران FDR للطائرة A320 المنكوبة، قبل البدء في عملية تفريغ البيانات، وذلك بمعرفة لجنة التحقيق، وبحضور الممثل المعتمد لدولة فرنسا والممثل المعتمد للولايات المتحدة الأمريكية دولة صانع محرك الطائرة ومستشاريهم من الخبراء في هذا المجال.


وتتم عملية الفحص وإزالة الترسبات الملحية لأكثر من 200 دائرة كهربائية لتحديد الدائرة التي لا تعمل بصورة صحيحة من أجل التوصل إلى قراءة ما تحتوي عليه وحدات الذاكرة الخاصة بالصندوقين.


وفي 16 يوليو، أكدت لجنة التحقيق إنها تقوم بدراسة عدد كبير من المعلومات الخاصة بجهازي مسجل المعلومات FDR ومسجل محادثات كابينة القيادة CVR  وتم عمل مراجعة مبدئية وتدقيق لبيانات جهاز مسجل المعلومات كما تم الانتهاء من عمل توافق زمني بين المعلومات والبيانات الصادرة عن الجهازين.


وقامت اللجنة بتفريغ البيانات الخاصة بجهاز CVR وتم الاستماع الأولي لمحادثات كابينة القيادة التي دارت قبل وقوع الحادث والتي أشارت إلى  ذكر كلمة حريق إلا انه من المبكر جدا تحديد سبب أو مكان بداية حدوث هذا الحريق.


وأكدت اللجنة في بيانها رقم 25، بأنها لازلت مستمرة في تحليل المعلومات الصادرة عن جهازي مسجل المحادثات والبيانات الخاصين بالطائرة وكذلك أجزاء الحطام التي تم انتشالها.

 


وفي البيان الأخير للجنة الذي حمل رقم 26، قالت إنه ورد إلى الإدارة المركزية للحوادث تقارير الطب الشرعي بجمهورية مصر العربية بشأن جثامين ضحايا الطائرة وقد تضمنت الإشارة إلى العثور على آثار مواد متفجرة ببعض الرفاة البشرية الخاصة بضحايا الحادث.

 

وتطبيقا للمادة رقم 108 من قانون الطيران المدني رقم 28 لسنة 1981 والمعدل بالقانون رقم  136 لسنة 2010 والتي تقضى بأنه إذا تبين للجنة التحقيق الفني وجود شبهة جنائية وراء الحادث وجب عليها إبلاغ النيابة العامة وعليه فإن لجنة التحقيق الفني قد أحالت الأمر إلى النيابة العامة كما وضعت اللجنة الفنية خبراتها تحت تصرف النيابة.

 


وتسلمت مصر للطيران 31 ديسمبر2016، رفات طاقم طائرتها رقم MS804، وتم تسليم الرفات من مشرحة زينهم لذوي وأهالي الضحايا، وذلك بحضور عدد من ممثلي الطيران المدني، جاء ذلك تنفيذاً للقرار الصادر عن النائب العام المصري، كما تم الأحد 1 يناير 2017، تسليم رفات الركاب المصريين إلى ذويهم يليها تباعا تسليم رفات الضحايا الفرنسيين والجنسيات الأخرى.

 

يذكر أن في 19 مايو 2016، سقطت طائرة مصر للطيران رقم 804 في مياه البحر الأبيض المتوسط، عقب دخولها إلى المجال الجوي المصري بحوالي 10 أميال، وكانت الطائرة على ارتفاع 37 ميلا، وعلى متنها 66 شخصا، بينهم 7 أفراد طاقم الطائرة و3 أفراد أمن وطفل ورضيعان.