الأقرب إلى الحقيقة..«مقتدى الصدر» في صدارة المشهد السياسي العراقي

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات النيابية العراقية، أن النتائج النهائية للانتخابات ستظهر خلال ساعات، وأن التحقيق حول ما حدث في كركوك لن يؤثر على موعد إعلان النتائج، فيما تُظهر النتائج الأولية عودة رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، إلى صدارة المشهد السياسي في العراق مجددًا.

وقبل أن نتناول النتائج الأولية التي تظهر تقدم قائمة سائرون في تسع محافظات، نطلع قرائنا على ما يحدث في كركوك، فمنذ الأمس يفرض محافظة المدينة حظرًا للتجوال في عموم المدينة على خلفية اتهامات المعارضة الكردية بتزوير الانتخابات، والتي تطالب بإعادة الانتخابات مرة أخرى في الإقليم.

ولم يتم بعد بدء فرز الأصوات، وأمهلت الأحزاب والكتل السياسية في محافظة كركوك المفوضية العليا للانتخابات 24 ساعة لإصدار قرار بدء الفرز اليدوي للأصوات.

تقدم تحالف سائرون

وبشأن النتائج الأولية التي تظهر تباعًا، فقد أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، تقدم "قائمة سائرون" المدعومة من التيار الصدري، والتي يتحالف خلالها الحزب الشيوعي مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في تسع محافظات، من بينها العاصمة بغداد، تلتها قائمتا الفتح، التي يتزعمها الحشد الشعبي، والنصر، التي يتزعمها رئيس الوزراء، حيدر العبادي، اللذان يتنافسان على المركز الثاني في الانتخابات.

وتمثل النتائج المعلنة إلى الآن نحو 60% من إجمالي فرز الأصوات الانتخابية، وقد أشارت المفوضية إلى أن النتائج النهائية ستظهر خلال ساعات.

ولا تزال نتائج ثماني محافظات غير معلنة بسبب عدم الانتهاء من تدقيقها، حسبما قالت المفوضية، والمحافظات هي أربيل والسليمانية والنجف ودهوك وصلاح الدين وكركوك وميسان ونينوى.

وأغلب المحافظات التي لم يُتاح معرفة نتائجها بعد تنتمي لإقليم كردستان التي كما أشرنا سلفًا تشهد اضطراباتٍ تحديدًا في كركوك والسلمانية على خلفية الانتخابات.

وشهدت السلمانية اشتباكاتٍ أمس اندلعت قرب مقر حركة التغيير، وقد دعا رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني (نجل شقيق زعيم الإقليم السابق مسعود بارزاني)، القوات الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها وحماية جميع المقرات الحزبية في السليمانية.

الزمام في يد الصدر

ووفقًا للمعطيات الحالية، فإن تحالف سائرون الذي يدعمه ويقوده مقتدى الصدر سيكون المعني بتشكيل الحكومة العراقية، وربما يدفع بالصدر مرشحًا لرئاسة الحكومة خلفًا لحيدر العبادي، أو سيكون رئيس الحكومة من دوائره السياسية.

مقتدى الصدر، البالغ من العمر 45 عامًا، هو رجلٌ عُرف طيلة حياته السياسية بموالاته إيران، بحكم المذهبية الشيعية التي يعتنقها، والتي تتألف مع إيران.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مقتدى الصدر قد أجرى زيارةً أواخر يوليو من العام الماضي إلى السعودية، والتقى هناك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في خطوةٍ أغضبت طهران، في حين لم يعتبرها الصدر تتعدى كونها زيارةً، لكنه في الوقت ذاته أثنى على المملكة السعودية، والتي وصفها بأنها بمثابة الأب، ومشيدًا بجهودها في دعم إحلال السلام بالمنطقة.

ومن قبل ذلك، أبدى مقتدى الصدر استعداده لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران، المتناحرتين على الساحة الإقليمية، في مواقف تظهر تغير وجهة الرجل الذي كان يعادي الرياض قبل ذلك.

وفي انتظار اكتمال المشهد الانتخابي في العراق، الذي ربما يحمل نتائج مغايرة، في وقتٍ تشير فيه النتائج الأولية بمحافظة نينوى إلى أسبقية تحالف النصر الذي يتزعمه حيدر العبادي.

ولكن الأقرب للحدوث الآن هو أن مقتدى الصدر في طريقه الآن لأن يكون اللاعب رقم واحد في السياسة العراقية، وهو الذي كان فاعلًا بشدة خلال أيام الاحتلال الأمريكي للعراق من خلال ميليشيات جيش المهدي، والتي كانت تتصدر مشهد المواجهات المسلحة ضد القوات الأمريكية إبان الحرب على العراق.