في ذكرى تجليها الخمسين| كيف تناول الإعلام «الظهور المريمي» بالزيتون؟

تجلي السيدة العذراء
تجلي السيدة العذراء

أطلت بردائها الأزرق ومن حولها هالة نورانية قوية، استطاع الجميع رؤيتها فوق قبة كنيستها بمنطقة الزيتون، وسط الدهشة والانبهار فلا أحد يصدق أنها السيدة العذراء مريم، وبين التيقن والتشكيك تسارعت وسائل الإعلام العالمية في نقل الحدث، ليصبح شارع طومانباي الصغير بالزيتون مكتظا بالحضور من كافة الأماكن.

بداية..ما هو تاريخ إنشاء الكنيسة؟

في عام 1924 فكر بعض الأقباط المقيمين بالزيتون في بناء كنيسة، لأنه لم يكن في هذه الضاحية الكبيرة أي كنيسة على الإطلاق، فلجأوا إلى المرحوم خليل إبراهيم وقد كان أحد سكان المنطقة الأكثر ثراءا وطلبوا منه التبرع بقطعة أرض لبناء الكنيسة فوعدهم بذلك.

وبينما عزموا في جمع التبرعات، توفي خليل إبراهيم، فتقدم الأقباط بما جمعوه وقدره 450 جنيهاً إلى نجل خليل إبراهيم، فاعتذر عن قبول المبلغ وطالب بإعادة ما جُمِع إلى أصحابه، وقال للمجتمعين « إن والده كان عازما على أن يبني الكنيسة على نفقته الخاصة، ولذلك سيلتزم هو بتنفيذ وصيته».

اتفق الابن البار مع مهندس إيطالي يدعى ليموفيلي كي يصنع تصميم كنيسة السيدة العذراء على نسق كنيسة القديسة أجيا صوفيا بالقسطنطينية.

وبالفعل تم بناء الكنيسة عام 1925، وقام بتدشينها الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف.

وهناك رواية أخرى، تقول أن خليل إبراهيم كان من الأراخنة الأثرياء ويمتلك عدد كبير من الأراضي وقد عزم على تخصيص أرض لنجله كي يبني عليها فيلا، إلا أن العذراء ظهرت له في المنام لتنبئه بظهورها بعد سنوات، فيقرر تخصيص الأرض لبناء الكنيسة التي سميت على اسمها.

التجلي في عام 1968

كانت مصر تعيش آنذاك مرارة النكسة، وفي مساء الثلاثاء 2 إبريل عام 1968 ظهرت السيدة العذراء مريم لأول مرة فوق قبة كنيستها بالزيتون حيث اعتبر الكثيرون ظهورها بمثابة عزاء للمصريين «المنكسرين من الهزيمة».

لا يختلف أحد على مكانة العذراء بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، فمكانتها المقدسة وحب الجميع لها جعل الناس يتوجهون بالآلاف إلى محيط الكنيسة الذي لا يتجاوز سوى أمتار قليلة مما أحدث ازدحاما شديدا حيث أغلقت الشوارع المحيطة وأوقفت الحركة المرورية لأيام.

استمر الظهور أياما عديدة، ولكون الحدث تاريخي وفريد من نوعه، دفعت وسائل الإعلام المختلفة بمندوبيها لمتابعته بصورة مباشرة، واستطاع المصورين التقاط صورا لها حيث ظهرت شبيهة بهالة نورانية ضوءها شديد. في الوقت ذاته، اصدر المقر الباباوي بيانا أوضح فيه ملابسات الظهور الجليل.

تناول بعض الكتاب هذا الحدث في أعمالهم الأدبية، أشهرهم: نور من السماء، حقيقة ظهور العذراء، البابا كيرلس وعبد الناصر.