حوار| وزير الإعلام السوداني: علاقة الخرطوم بالقاهرة مقدسة.. وتشهد أحسن حالاتها

وزير الإعلام السوداني - تصوير: كريم فاروق إبراهيم
وزير الإعلام السوداني - تصوير: كريم فاروق إبراهيم

- مصر قطعت شوطاً كبيراً للقضاء على الإرهاب.. والحل السياسى الأجدر فى الملف الليبى

- استراتيجيتنا فى مسألة سد النهضة ألا يضار السودان ومصر فى حصتيهما

- اللجنة العليا بين البلدين سبتمبر القادم

- إيران تحارب بالوكالة وتتمدد فى الوطن العربى وسنقف مع السعودية إذا تعرضت لأى هجوم

- القمة العربية أعــادت البوصلة نحــــــو فلسـطين.. وجنــــوب الســـودان لم يشهد استقراراً منذ انفصاله


الدكتور أحمد بلال عثمان نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام السودانى والناطق باسم الحكومة دخل السياسة من باب الطب فتخصصه الأساسى ودراسته طب المناطق الحارة، ولكنه مثل آخرين من النخبة السودانية يستهويهم العمل السياسى كما يقول: «لست نادما على ذلك القرار» ترشح فى ثمانينات القرن الماضى عن حزب الاتحادى الديمقراطى ليصبح نائبا فى البرلمان ثم أصبح نائب الأمين العام للحزب، مارس المعارضة ضد النظام الحالى وكان من رموزها قبل أن يشارك حزبه فى الحوار الوطنى ويلتحق بالعمل التنفيذى من وزارة الصحة إلى الاعلام.

 

«الأخبار» التقته خلال زيارته القاهرة للمشاركة فى الدورة الـ49 لمجلس وزراء الإعلام العرب، وخصنا معه هذا الحوار الذى ناقشنا فيه عددا من القضايا المطروحة على الساحة من العلاقات المصرية السودانية التى قال عنها إنها علاقة مقدسة يجب الحفاظ عليها.. الحوار تطرق إلى زيارة الرئيس البشير إلى القاهرة وقرار الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق مع إيران، وحقيقة نيتهم الانسحاب من التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن، بالإضافة لملف الإرهاب ودول الجوار.


وإلى نص الحوار..

> فى البداية حدثنا عن العلاقات المصرية السودانية؟
- العلاقة الآن تعتبر فى أحسن حالاتها، فالقنوات «مفتوحة» ما بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس عمر حسن البشير، وكذلك القنوات الدبلوماسية، ونحن نعتقد بأنها ستتوج إن شاء الله بلقاء الرئيسين مع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة الرئيسين، وهنالك العديد من المصالح المشتركة يمكن الدفع بها والمضى قدما لانفاذها، دون التوقف فى نقاط الاختلاف أيا كانت.


> كيف رأيتم آخر زيارة للرئيس البشير إلى القاهرة وتأثيرها على العلاقات ؟
- الاختلاف فى بعض القضايا شىء طبيعى يحدث حتى فى البيت الواحد، والعزيمة والإرادة متوفرة لدى الرئيسين لحلحلة الاشكالات، ويمكن أن تحل.. ولدينا القضايا المتفق عليها والمصالح المشتركة كثيرة جدا، ولقاء الرئيسين أعطى دفعة قوية جدا، فى المضى قدما بهذا الاتجاه.


محاربة الإرهاب
> بصفتكم وزيراً للإعلام ومشاركتكم فى أعمال الدورة الـ49 لمجلس وزراء الإعلام العرب كيف ترى دوركم فى محاربة الإرهاب وكافة القضايا الأخرى التى تواجه الأمة؟
- الإرهاب أصبح ظاهرة عابرة للحدود ولا وطن ولا دين له، تآذت منها بلدان كثيرة وعلى رأسها مصر.. والقاهرة ظلت تواجه الإرهاب ليس فقط فى الفترة الأخيرة، لكن منذ زمن طويل، والآن مصر قطعت شوطا كبيرا فى القضاء على الإرهاب.


نحن السودان العمق الجنوبى لمصر، بالنسبة لنا نهتم جدا باستقرار مصر، فالآن المسألة ليست الإرهاب فقط، فالاتجار بالبشر، وتدفق السلاح والمخدرات قضايا كثيرة نعانى منها بالسودان، فهى بلد معبر لأفريقيا، وبالتالى التعاون بين السودان ومصر ضرورة أمنية قصوى لمحاربة هذه الظاهرة وتبادل المعلومات الأمنية أيضا واحدة من الأذرع الرئيسية، فكلها ملفات محاربة الإرهاب حتى الجانب الفكرى نحن على استعداد للتعاون مع مصر فيه.


اللجنة المشتركة
> هل هناك موعد متوقع لانعقاد اللجنة العليا بين البلدين؟
- غالبا ستكون فى شهر سبتمبر القادم، وتقريبا ستنعقد فى الخرطوم.


> كيف ترى الدور الذى تلعبه إيران فى أزمات المنطقة.. خاصة وأنك قلت نقف ضدها ونقف مع الشقيقة السعودية؟
- طبعا إيران تحارب بالوكالة وبأذرع وتتمدد فى الوطن العربى بشكل كبير، وكذلك فى أفريقيا وتثير كثيرا من القلاقل، فلهم وجود فى العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار فى البحرين.


ونحن قطعنا علاقتنا بإيران والآن نحارب فى اليمن مع قوات التحالف العربى لاستعادة الشرعية، ونحن عملياً نعمل ضد أى تغلغل إيرانى سواء فى السودان أو فى افريقيا أو فى السعودية.


> كيف ترى توابع القرار الأمريكى بالانسحاب من الاتفاق النووى؟
- الآن المنطقة مأزومة، وبعد قرار الرئيس ترامب لا ندرى ما الذى سينجم عن ذلك، ربما تحدث حرب أخرى أو كثير من التداعيات فى المنطقة تقتضى منا الحزم، وسياستنا واضحة نحن نجاهد وندافع مع من يلينا من الجيران.


ونحن نمثل العمق الإستراتيجى لمصر جنوبا، وظهر السعودية فى البحر الأحمر، وسنقف مع الرياض قطعا إذا تعرضت لأى نوع من الهجوم، هذه مسألة مفروغ منها.


وبالنسبة لنا نعتقد أن المسألة تحتاج إلى الحكمة وتحتاج إلى التضامن العربي، فمصر والسعودية دولتان محوريتان فى الحراك العربى، والاستقرار فيهما ضرورة، بالنسبة للمنطقة، ونسأل الله أن تأتى العواقب سليمة، لكن المنطقة أساساً مأزومة، وهذا القرار قد يزيد المنطقة اشتعالا.


الانسحاب من اليمن
> هناك بعض الأنباء تم تداولها عن إمكانية سحب القوات السودانية من اليمن.. ما صحة هذا الأمر؟
- نحن لم نقل بالانسحاب، نحن قلنا التقييم والتقويم، الآن نحن لنا أكثر من سنتين، ولابد من إعادة النظر فى المسألة والموقف الكلى، وهذه مسألة عسكرية بحتة، ولاتوجد نية لسحب قواتنا.


> كيف رأيت نتائج القمة العربية التى عقدت مؤخرا فى الظهران بالمملكة العربية السعودية؟
- لو كان هناك شىء واحد مهم من هذه القمة، فهى إعادة البوصلة نحو فلسطين والقدس، فالبوصلة ظلت مهتزة وغائبة تماما عن توجهها الذى يجمع العرب جميعا نحو قضية مركزية كقضية فلسطين، والقمة خرجت بهذا، والاجتماع الخاص بوزراء الإعلام العرب أكد على هذا الجانب فى الدفاع عن المقدسات فى القدس، وأن تعود القدس عاصمة عربية إسلامية مسيحية لدولة فلسطين.


سد النهضة 
> كيف ترى التطورات الأخيرة فى مسألة سد النهضة؟
- ملف سد النهضة، مسألة فنية خالصة، والمختصون من وزراء الرى والمياه فى الدول الثلاث علينا أن نترك الحديث والحلول لهم فى هذا الجانب.
ونحن بالنسبة لنا النقطة الاستراتيجية ألا يضار السودان فى حصته، وألا تضار مصر فى حصتها، ومسألة الترتيبات الأخرى الفنية نتركها للفنيين.


> ماذا عن علاقاتكم بجنوب السودان؟
- جنوب السودان منذ أن انفصل لم يشهد استقراراً، والوضع فيه غير مستقر، والحرب ظلت مستمرة، والعنف مستمر، ونحن نسعى كثيرا لوجود معادلة استقرار فى جنوب السودان.


ونحن نتأذى كثيراً من الحرب فى جنوب السودان، والتى أفرزت لنا أكثر من مليون لاجئ، ويمر من جنوب السودان إلى دولتنا السلاح، وبالنسبة لنا استقرار جنوب السودان هو ضرورة، لكن للأسف الشديد المسألة غير مطمئنة.


الحل السياسى 
> هل هناك توافقات بين مصر والسودان بشأن ملف ليبيا؟
- الملف الليبى نحن رأينا منذ البداية وسيظل لا حل عسكريا فى هذا الملف، والحل السياسى هو الأجدر، هذا ما أبلغه الرئيس البشير للرئيس السيسى حتى فى أول زيارة وصل فيها إلى الخرطوم قال له ذلك.


> فى ختام الحوار ماهى الرسالة التى توجهها للشعبين المصرى والسودانى؟
- أقول لهما هناك من يعبث بالعلاقة المصرية السودانية من المعارضين هنا وهناك، وعلى الشعب المصرى أن ينتبه تماما أن هذه علاقة مقدسة يجب الحفاظ عليها، وألا يجب الانزلاق فيما يسيء من الطرف المصرى أو السودانى إلى الشعبين.