حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: مصر.. طيب خواطرهم وسوء مقصدنا !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

«مصر هى النبض الذي يمدنا جميعا بالحياة» بهذه الكلمات الصادقة المخلصة النابعة من القلب.. استهل الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام العماني كلماته في حفل الاستقبال والتعارف مع الإعلاميين المصريين الذي أقامته سفارة عمان بالقاهرة.. لم يكتف الرجل بتلك الكلمات.. لكنه أسهب وأفاض في وصف مشاعره الصادقة تجاه مصر والمصريين.. وقالها بصراحة وبدون أية مواربة «مصر بثقلها الإعلامي والحضاري قادرة أن تقود إلى المستقبل».. وأن حضارة مصر والمصريين رسالة سلام للعالم أجمع، وقال «إن أهم ما يجمعنا اهتمامنا ببناء الإنسان وعدم التفكير في الحرب والهدم لأن هذا الفكر يمثل فقرا حضاريا فالحديث من قاهرة المعز حديث عن المحبة والسلام».

 

اكتفى بتلك الكلمات الصادقات من بين جمل عديدة للوزير العماني عن مصر ودورها وريادتها وعمق علاقتها ببلاده.. والتي لا تكشف إلا حبا جما لمصر الكنانة.. ووفاء لدورها في نهضة العرب.. وتفهما وتقديرا لحرص الشقيقة الكبرى على أمن وأمان كل أشقائها.. وتكشف كذلك معدن أشقائنا العمانيين الأصيل الذي يحميهم من غي الكبر فلا يجدون أية غضاضة بالاعتراف بجميل مصر ومكانتها.. وهذا أروع ما في الأمر.

 

نفس الكلام ينطبق على الكثيرين من أشقائنا الخليجيين وربما كلهم.. باستثناء دولة عديمة الحضارة والأصل.. فيمنعها غيها وكبرها وسواد قلبها أن تحفظ لمصر الجميل.. أو أن ترتمي في أحضان الشقيقة الكبرى.. وهذا ليس عيبا مطلقا بين الأشقاء إلا المارق المتمرد منهم.. أما باقي أشقائنا بالخليج فنسمع منهم دائما كلمات الإطراء على مصر والمصريين ونشعر منهم خوفا مخلصا عليها أن تسقط أو ينالها مكروه باعتبارها عمود الخيمة العربية.. وحمايته حماية لكل العرب.

 

وليس مارقو العرب فقط من لا يحفظون لمصر مكانتها.. أو يسعون جاهدين لهدمها وإدخالها في دوامة لا تنتهي من العنف والارتباك والفوضى.. فهناك «وبكل أسف» من المصريين أنفسهم من يقومون بنفس الدور المشبوه أغلب الظن انه عن عمد مدفوعين بمصالح شخصية لهم تعلو على الصالح العام للمصريين وأجندات ومصالح دولية تستخدمهم وتدفعهم قوى الشر المتربصة بمصر لتنفيذها.. فنجد من هؤلاء من يسب ويلعن في مصر والمصريين.. ووصلت الوقاحة مؤخرا بأحد أعضاء تلك الحركات المشبوهة التي بدأت تطل علينا من جديد بوجهها القبيح في محاولة لتشويه صورة مصر وزرع بذور الفوضى بها.. لتقوم من يسمونها بالناشطة وتدعى «أ ف ع» بنشر فيديوهات عبر حسابها الشخصي على الفيس بوك تحمل سبا وقذفا بألفاظ يعاقب عليها القانون وكتبت «...... مصر وأي حاجة عليها اسم مصر.. بنك مصر محطة مصر أي حاجة عليها اسم...... مصر» ومعذرة للنقاط الكثيرة التي يمنعني حيائي من كتابة الألفاظ البذيئة مكانها التي لا تعبر إلا عن انحطاط أخلاقي وبالطبع انعدام وطني.

 

هناك من يختلف مع الحكومة والنظام بمصر حاليا.. وبغض النظر عن قناعتنا بصحة أو خطأ هذا الاختلاف لكن الاختلاف ليس رجسا من عمل الشيطان.. طالما حافظ على ثوابت الدولة وأركانها وسعى لصالح حاضرها ومستقبل شعبها ووحدتها.. لكن أن يصبح الخلاف منطلقا لإشاعة الفوضى وإشعال الفتن تحت ستار الاختلاف وحرية التعبير.. بينما في الحقيقة هو معول وسعي خفي لهدم الدولة وأجهزتها ومؤسساتها تنفيذا حرفيا لأجندات خارجية.. هنا يصبح الخلاف ليس إلا رجسا خبيثا لا يستطيع الشيطان بما أوتي من خبث ولؤم وسواد أن ينفذه بنفس براعة وإتقان شرذمة من بني الإنسان !!.. هؤلاء يختبئون في جحورهم.. مستغلين أي فرصة لبث سمومهم.. متعللين بالشعب وصالحه وهم من ذلك ما أبعدهم.. معلنين خوفهم على وطنهم ولا أدرى أي وطن هذا الذي يكون الخوف عليه بتمزيقه وتفتيته.

 

للنبلاء الأوفياء من كل أشقائنا العرب نقول «ألف شكر».. أما المرجفون المثبطون المحبطون من أبناء جلدتنا المصريين.. ندعو الله لهم بالهداية.. مع إني متأكد أن هذه الدعوة لن تكفيهم أو ترضيهم !