3 جماعات دموية اتخذت طرقًا استثنائية للتجنيد.. أعنفها «تمنح صكوك الجنة»

صورة مجمعة لمقاتلي 3 جماعات دموية
صورة مجمعة لمقاتلي 3 جماعات دموية

«عضة» واحدة من فم مصاص دماء وفق الأساطير الغربية، ستكون من جماعتهم ولكن ليس كل الدمويين من نسل «دراكولا» فالجماعات الدموية وُجدت في التاريخ وجندت أعضائها بعناية وطرقا استثنائية عبر غرز أنيابها في العقول، فكيف تستطيع تلك الجماعات السيطرة على أعضائها؟

عندما ننظر إلى أفعال الإرهابيين، نتساءل كيف لعاقل أن يقوم بهذه الجرائم دون لوم النفس أو مراجعتها، وتكمن هنا كلمة السر في طريقة التجنيد والإقناع بالانضمام.

"قلعة الجبل" حصن تجنيد الحشاشين
البداية ستكون مع الحشاشين.. قرنان من الزمن كانا شاهدين على إجرام تلك الجماعة الدموية التي أسسها الحسن بن الصباح، وكان تدعو لإمامة نزار المصطفى لدين الله، وذلك في القرن الحادي عشر، ليتخذ ابن الصباح من قلعة الموت بفارس منطلقًا لنشر دعوته، وتثبيت أركان دولته، ووسيلة لشيءٍ أهم، هو تجنيد المقاتلين ليقتلوا بناءً على أوامره.

قلعة الجبل تلك كانت هي الجنة المزعومة التي يوهم من خلالها الحسن بن الصباح أتباعه بها، لينفذوا كل ما يأمرهم به بطاعةٍ عمياء، وقد روى عنها الرحالة الإيطالي ماركو بولو في كتابٍ له تحت عنوان «أسطورة الفردوس» بأن الحديقة كانت فيها حديقة كبيرة مليئة بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة.

ويقول عنها بولو "لقد كان ممنوعًا على أي فردٍ أن يدخلها، وكان دخولها مقصورًا فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين، كان شيخ الجبل يُدخِلهم القلعة في مجموعات، ثم يُشرِبهم مخدّر الحشيش، ثم يتركهم نائمين مغيبين، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فإنهم سوف يعتقدون بأنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدها يُشبعون شهواتهم من المباهج.

ويضيف الرحالة الإيطالي في كتابه "كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين؛ ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يُعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قُتلوا أثناء تأدية مهماتهم فسوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة!

تركزت دولة الحشاشين في فارس وبلاد الشام، وقد اتخذت من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلًا لنشر تلك الدعوة الإسماعيلية النزارية.

نهاية تلك الجماعة كانت في منتصف القرن الثالث عشر، وبالتحديد عام 1256، حينما قضى التتار بقيادة هولاكو على أتباعها في فارس، بعد مذبحةٍ كبيرةٍ وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية، لتتهاوى على إثر ذلك الحركة في الشام، والتي سرعان ما قُضي عليها عام 1273 على يد الظاهر بيبرس.

جماعة «kkk»
وفي العصر الحديث، نتحول من الدمويين الإسلاميين، إلى الدمويين المسيحيين المنتمين إلى طائفة "البروتوستانت"، ومن منطقة الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، حيث منظمة "كوك كلوكس كلان" التي تأسست عام 1866 في أعقاب انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، وبعد اغتيال الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن في أبريل عام 1865 من قبل المتطرفين البيض بالجيش الكنفدرالي آنذاك.

ومن هذا الجيش تأسست تلك المنظمة الدموية التي اتخذت من الصليب المحروق شعارًا لها لإثارة الرعب في النفوس، حيث أسسها المحاربون القدامى المناهضون لفكرة إعادة تأسيس الجيش ومعارضة تحرير العبيد.
اتخذت هذه المنظمة من تلك الأهداف أرضيةً لتجنيد الأفراد بها، وتؤمن بسمو الجنس الأبيض، تعمد على استخدام العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم، لذا فهي تستقطب عددًا من الشباب من ذوي الفكر المتطرف، الذي ينادي بسمو الجنس الأبيض.

وفي منتصف أغسطس الماضي، تسبب هدم تمثال للجنرال المتطرف، إدوارد لي، بولاية فيرجينيا، في اندلاع اشتباكاتٍ عنيفةٍ بين تلك الجماعات، التي تعتبر الجنرال العسكري رمزًا، ومناهضون لهم.
أهم ما خلفته تلك الأحداث الموقف الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اُعتبر بالمتخاذل من قبل الأوساط السياسية هناك، من بينها دوائره الداعمة له، وعلى رأسها وزير خارجيته ريكس تيلرسون.

وألقى ترامب باللوم على الجانبين في اشتعال الأحداث بفيرجينيا، وهو ما جعله يتعرض للومٍ شديدٍ، وصرح حينها تيلرسون بأن تصريحاته لا تمثل إلا نفسه.

 

 
المقاتلون الفولّان
حاليًا تنشط جماعة المقاتلين الفولّان في جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا، بتجنيد مجموعة عرقية من البدو ورعاة الأغنام الذين يتنازعون مع الفلاحين على ملكية الموارد، فيقومون بعمليات السطو على القرى لتخويف الفلاحين.
وقتلت تلك المجموعة نحو 1300 شخص مدني، في عام 2014، لتستمر في نهج دموي معتاد لجماعات استباحت إراقة الدماء بدم بادر وبجنود مغيبة، تعرضت لما يشبه التنويم المغناطيسي من قبل قادة تلك الجماعات على مر العصور.