«بدو سيناء».. في رمضان عادات وموروثات وموائد للغني والفقير

بدو سيناء.. في رمضان عادات وموروثات وموائد للغني والفقير
بدو سيناء.. في رمضان عادات وموروثات وموائد للغني والفقير

تشهد المجالس والخيم البدوية، أول أيام رمضان، إقبالا كبيرا للصائمين من بعد صلاة العصر، وحتى موعد الإفطار مع آذان المغرب من خلال تجهيز الطعام والشراب.

 

وعن عادات الطعام في هذا الشهر، يقول الشيخ مصطفي سليمان - من قبيلة العليقات، «إن كل فرد من أفراد القبيلة يحرص طوال رمضان خاصة أول يوم على إحضار إفطاره، ويضع كل منهم الأطباق التي احضرها، على مائدة كبيرة حتى يتناول الغني طعام الفقير، ويتناول الفقير طعام الغني‏.

 

وعند آذان المغرب يقومون للصلاة بعد توزيع التمر والمياه والعصائر، ثم يقبلون على المائدة، فيأكل كل فرد من جميع الأطباق الموجودة دون فارق‏.‏ 

 

ويضيف الشيخ مصطفى سليمان‏:‏ غالبا ما يبدأ تجهيز مجلس الإفطار عقب صلاة العصر، فيتوافد جميع رجال وشباب القبيلة، ويصطحبون معهم أطفالهم لتعويدهم على العادات والتقاليد السائدة‏,‏ ثم يتم التجهيز للإفطار الشاي والقهوة حتى يحين موعد آذان المغرب‏.‏

 

ويقول الشيخ مصطفى سليمان: «إن معظم طعام البدو في رمضان يكون من الفطائر المصنوعة من الطحين والسمن، إضافة إلي الفتة وفوقها الأرز واللوز وحمص الشام واللحم، ولا يأكلون السمك في رمضان‏،‏ ويجلس كل فرد في أقل مساحة ممكنة حتى يكون هناك متسع لآخرين‏,‏ ويتم تناول الطعام باليد اليمنى، وبدون‏‏ استخدام ملاعق سوى للضيوف فقط‏».

 

ويكمل الشيخ مصطفى سليمان، «بعد الإفطار تترك المائدة، ولا يرفع عنها الطعام حتى بعد صلاة التراويح تحسبا لوصول أي ضيف أو عابر سبيل أو مار على الطريق ولم يفطر‏، وفي حالة حدوث وفاة خلال شهر رمضان، يقوم أهل المتوفى بتجهيز مقعدا لاستقبال مشايخ وعواقل البدو، وتجهيز الفطار لهم ثلاث أيام مدة العزاء».

 

ويقول غريب حسان من قبيلة المزينة - عضو مجلس النواب عن جنوب سيناء: «إنه يوجد في كل بيت حجرة مستقلة عنه يطلق عليها الديوان أو المندرة او المقعد، فهي معدة لاستقبال الضيوف والزوار وفيها يتناولون الإفطار، فيأتي الضيف إليها دون استئذان فهي مخصصة لذلك طيلة شهر رمضان، وهنا يتجسد كرم الإنسان العربي الأصيل، وتستخدم المندرة مكانًا للتسلية، والسمر بعد صلاة التراويح مع تناول الحلوى مثل الكنافة والمشروبات والعصائر والقهوة والحبق، حتى موعد صلاة التهجد، وبعد ذلك ينصرفون إلى منازلهم لتناول وجبة السحور، والتي تتكون من لبن حامض، والفراشيح، والجبن المصنوع من لبن الماعز، وفى أوساط النهار.