«رمضان» في دمياط.. عادات وتقاليد مميزة و«البط» الأكلة المفضلة

«رمضان في دمياط» عادات وتقاليد ولا يزال «البط»الأكلة المفضلة
«رمضان في دمياط» عادات وتقاليد ولا يزال «البط»الأكلة المفضلة

شهر رمضان الكريم شهر للعبادة والتقرب إلى الله وإلى جانب العبادات؛ وللأسرة الدمياطية طقوس وعادات، تبدأ من الاستعداد له بتوزيع «المواسم» التي تضم البط والأرز والسكر والزيت والسمن وياميش رمضان على بناتهن المتزوجات، كما يقوم الشباب في مراحل الخطوبة بإهداء فانوس رمضان لخطيبته وكلذك احضار «الموسم» أيضًا.

 

وتقوم بعض الأسر بالتعاون بين الجيران في تعليق الزينة وفانوس رمضان، وكذلك أصحاب المحلات، كما يقوم الأهالي بإحياء أيام رمضان ولياليه بالعبادة وصلة الأرحام وتبادل الزيارات والعزائم بالإضافة إلى العديد من العادات والتقاليد التي تشمل تناول وجبات مفضلة على الافطار وبعد الافطار وعلى السحور، كما أن هناك طقوس خاص لأصحاب المهن الحرفية والصناعية من أبناء المحافظة خلال أيام الشهر الكريم.

 

أول ليالي رمضان

ليلة رمضان الأولى لها طابع خاص عند أبناء دمياط، حيث يتوجه العديد منهما لأداء صلاة التراويح ثم يتوجهون لشراء الفول والجبن والزبادي من بعض المحلات المفضلة داخل كل منطقة سكنية أو داخل القرية أو المدينة ليتناولوا السحور ثم يتوجهوا لصلاة الفجر، ومعه تبدأ أول أيام الشهر الكريم الذي يكون له طبيعة خاصة حيث تحرص العديد من الأسر الدمياطية على عمل عزومات كبيرة خاصة لأولادهم.

 

وأيضا بعض الأقارب يحرصون على تناول البط والرقاق كوجبة أساسية على الإفطار كما يحرصون على تناول الحلويات خاصة الكنافة والجلاش والقطايف والمكرونة بعد الإفطار ويستمر تبادل العزومات بين الأهل والأقارب والأصهار خاصة أيام الجمعة نظرًا لطبيعة عمل أبناء دمياط طوال الأسبوع.

 

كما تتبادل العزومات بين الأصدقاء والزملاء سواء داخل المنازل أو داخل المطاعم والنوادي ويستمر تبادل الأطعمة والحلويات بين الجيران طوال الشهر الكريم، ويفضل أبناء دمياط معظم أيام الشهر الكريم تناول الوجبات المطبوخة ما بين الدواجن واللحوم وبعض الأيام القليلة الأسماك، وأيضا يلجأ العديد من الأسر لتناول وجبات «حرشه» -عيش وفول وفلافل وبيض وجبن وباذنجان وفلفل مقلي-، من يومين إلي ثلاثة أيام على مدار الشهر للفصل بين الوجبات الدسمة.

 

صيادي عزبة البرج

لأن لقمة العيش تحكم على أصحابها فإنها تجعل العديد من أصحاب مهنة الصيد خاصة في مدينة عزبة البرج لا يستطيعون قضاء معظم أيام الشهر الكريم وسط أسرهم ولكنهم يخرجون لعرض البحر بحثا عن لقمة العيش، إلا أن الصيادين المغادرين لرحلات صيد قبل أيام رمضان يحرصون على أخذ مخزون من الطعام وخاصة البط ليتناولوه أول يوم رمضان على الإفطار بالإضافة إلى الحلويات الرمضانية والاحتفاظ بها داخل ثلاجة المركب كما يحرصون على شراء الياميش.

 

وتحرص بعض الأسر التي سافر أبنائهم لرحلات صيد ولن يرجعوا في أول أيام رمضان، على إرسال بعض الأطعمة وخاصة البط مع زملائهم المغادرين قبل رمضان وتكون اتجاه رحلاتهم في نفس اتجاههم.

 

صناعة الأثاث ورمضان

أما بين أوساط أصحاب مهنة صناعة الأثاث فيعد شهر رمضان موسم عمل من المواسم السنوية الكبرى، ولذلك يكون لهم طقوس خاصة بهم، حيث يقومون بتعديل مواعيد عملهم خلال أيام الشهر المبارك ليبدأ عملهم داخل الورش بعد الإفطار وحتى بعد السحور.

 

كما أن الشهر الكريم يعتبر موسم للعديد من المهن فتقوم بعض المحلات بصناعة عجينة الكنافة والقطايف لأن هناك العديد من السيدات تفضلن صناعة الحلويات بأنفسهن داخل منزلهن علي طريقتهن الخاصة، كما أن البعض يفضل شراء الحلويات الجاهزة لذلك تضاعف مصانع الحلويات الإنتاج خاصة من الحلويات الشرقية الكنافة المكرونة الجلاش القطايف بلح الشام والبسبوسة والهريسة، لزيادة المعروض منها في محلات الحلويات نظرًا لزيادة الإقبال خلال أيام الشهر الكريم.

 

وفي السياق ذاته تقوم محلات الألبان من مضاعفة إنتاج الزبادي والجبن وأيضا أصحاب مطاعم الفول والفلافل زيادة إنتاج كميات الفول والطعمية المحشية لتفضيل أبناء دمياط تناول تلك الوجبات علي السحور، ولأن الشهر الكريم شهر عبادات وروحانيات إيمانية تكثف مديرية الأوقاف بدمياط استعدها وتم تحديد جداول لدروس الإيمانية داخل المساجد.

 

من جانبه أكد د. إسماعيل طه، محافظ دمياط، أن شهر رمضان الكريم شهر عمل وإنتاج وعبادة وأنه أصدر تعليماته لرؤساء المراكز والمدن والقرى أكد فيها على ضرورة أن يكون شهر رمضان المعظم شهر العمل والإنتاج والعبادة، كما أكد على ضرورة إنجاز الأعمال وقضاء مصالح المواطنين وتلبيه احتياجاتهم اليومية والمضي قدما في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى مثل الطرق والإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي والمستشفيات وغيرها مع تقسيم العمل بها إلى ورديات وذلك للالتزام بمواعيد التنفيذ المحددة لها .