محمد البهنساوي يكتب: السياحة العربية.. وحديث أشجان يتجدد فهل من مجيب؟

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي

كالعادة.. ومنذ سنوات تعبنا من عددها.. يحل شهر مايو.. ويبدا الحديث المكرر عن السياحة العربية.. أمالها والامها.. مثل مرض مزمن وعلاجه قرص « اسبرين « متوافر بالصيدليات وبأرخص الأسعار.. لكن المعالج يتغاضى عن وصفه.. والمريض يتكاسل عن شرائه وتناوله
لن نعيد حديثا حفظناه عن اهمية السياحة العربية لمصر.. لكننا فقط نعرض رقما مهما فى دلالاته.. فرغم كل ما لا نفعله لحل مشاكل الأشقاء.. فقد زادت السياحة العربية من حوالى 18% من إجمالى السياحة الوافدة لمصر قبل سنوات لحوالى 30% العام الماضى.. فمابالنا لو نفذنا ما يحلم به الجميع منذ سنوات وعقود !!
وبنظرة لما تعانيه السياحة العربية بمصر.. نجد مشاكل عامة يعرفها القاصى والدانى لكل السائحين العرب.. نبدأها من المطارات.. مطلوب تنظيم العمل خاصة بمطار القاهرة فيما يتعلق باستقبال السائحين العرب.. وهل من الصعب القضاء على ظاهرة مطاردتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم المطار.. ناهيك عن الفشل ولسنوات فى توفير سيارات أجرة « شيك « وبعداد ملزم للسائقين.. فظهرت فوضى سيارات التاكسى والمغالاة فى الأسعار.. وحل هذا الأمر سهل بالتنسيق بين شرطة السياحة أو شركات السياحة والوزارة والغرف مع هيئة الميناء لاستقبال السائح من باب الطائرة وحتى فندقه او مندوب شركته.. وكله بمقابل معلوم مقدما للسائحين
وهناك فوضى التعامل معهم بالمطاعم والكافيهات.. ولعنة ال « مينيوم تشارج « التى تعد وسيلة نصب عليهم وتترك على هوى كل مطعم وكافيه.. مرورا بالمضايقات التى يتعرضوا لها ومحاولات النصب عليهم.. بالبطع هناك تحسن ولو طفيف ببعض تلك المشاكل.. لكن الحلول الجذرية مطلوبة حتى لا يهرب الأشقاء خاصة مع توافر مصاقد عديدة منافسة
لعنة التأشيرات
اما مشكلة التأشيرات فأصبحت مثل لعنة الفراعنة.. قديمة ولا احد يعرف سرها !!.. فالتأشيرات مفتوحة بالوصول للأشقاء بالخليج فقط.. وأصبحت هناك إشكالية مزدوجة.. اولها تخص الخليج ايضا سواء المرافقين من عمالة وخدم وغيرهم.. هؤلاء يحتاجون تأشيرة مسبقة يصعب الحصول عليها.. وهذا سبب لهروب الأسر الخليجية.. بجانب المقيمين بدول الخليج وهؤلاء عددهم يفوق الخليجيين أنفسهم.. ونسبة كبيرة منهم بوظائف عليا وميسورى الحال.. ومعظمهم من جنسيات جنوب شرق اسيا يحتاجون تأشيرة مسبقة أيضا.. ولا ندرى لماذا لا نعامل الحاملين لإقامة بدولة خليجية مثل الخلجيين واغلبهم يحلم بزيارة مصر وسيكرر زيارته عدة مرات سنويا.. وللعلم فإن المرافقين والمقيمين يخضعون لندقيق أمنى مشدد بالخليج
نصل للشق الثانى والمهم من مشكلة التأشيرات والخاص بالدول غير الخليجية.. وخاصة دول المغرب العربى.. فالجزائر مثلا ترسل حوالى مليون سائح لتركيا سنويا بسبب التسهيلات فى التأشيرات.. فى حين لا ترسل لمصر عشر هذا الرقم لنفس السبب أيضا وكذلك تونس والمغرب.. وللعلم فقد تشكلت فى وقت الوزير الاسبق هشام زعزوع لجنة لحل مشاكل التأشيرات وبشرونا بقرارات مهمة.. لكنها ماتت برحيل الرجل من الوزارة.. ولا ندرى ما هى معوقات او أسباب عدم تسهيل حصول الجزائريين والمغاربة على التأشيرات لدى الوصول وهو ما يحدث معهم بكل المقاصد المنافسة ؟!!
نقطة مهمة اخرى تحولت لعلامة إستفهام أيضا الا وهى التأشيرة الإكترونية التى قتلت بحثا وتم الإعلان عن تطبيقها قبل شهور ثم «لا حس ولا خبر» !! وكانت كفيلة بحل أزمة تأشيرات الأشقاء
نصل إلى التسويق.. وهنا رأيان.. الأول يميل لعدم حاجة السوق العربى للتسويق فالأشقاء يعرفون مصر ربما أكثر من بعض اهلها.. والرأى الاخر يرى ضرورة التسويق للمنافسة الشرسة من مقاصد اخرى بالسوق العربى.. وأرى ان الر أى الأخير مهم خاصة ان هناك جيل من الشباب ربما لا ينتمى كثيرا لزيارة مصر بمشاكل تلك الزيارة.. ويهتم بانماط جديدة على السوق العربى مثل الغوص والسفارى وغيرها
وبما أن الوزارة تشارك بقوة فى بعض المعارض خاصة ملفتى دبى.. فلابد أن تكمل دورها بتسويق حقيقى وفعال.. وهنا أعتقد دور الوزيرة الجديدة الدكتورة رانيا المشاط.. والتى عادت قبل أيام من ملتقى دبى.. وبكل تأكيد إستمعت لكل المشاكل السابقة.. لكن هلى تكتف بالسمع.. عليها ان تضع خطة مع خبراء السياحة العربية المتميزين بمصر وتعلنها وتسارع بالترح خاصة مع قرب شهر رمضان وهو فرصة ايضا لزيادة السياحة العربية.. بالتوازى مع تحركات عاجلة أيضا لحل مشاكل التأشيرات والسلبيات فهل تفعها المشاط ؟!