قطر..بين «زعزعة السياسة» و«السطو على التاريخ»

رأس افروديت
رأس افروديت

دأبت قطر على محاولة زعزعة استقرار وأمن المنطقة بشتى الوسائل، وفي حين كانت الدول العربية تشتعل بها التظاهرات التي انقلب البعض منها إلى نزاعات مسلحة لاتزال مستمرة، استغلت الدوحة تلك الظروف القاسية لتحقيق أغراض دنيئة وانتقامية.

سوريا وليبيا..تلك الدولتين العريقتين ذوات التاريخ الذي يعود لآلاف السنين، تسببت الصراعات الدائرة هناك تدمير ما يشهد علي هذا التاريخ من تماثيل ولوحات إضافة إلى استهداف المتاحف والمناطق الآثرية، في مشهد أبكى الملايين.

لكن أن تعرض آثار العرب على مرأى ومسمع أمام بسويسرا ويثبت فيما بعد أنهم أتوا من خلال دولة قطر؟، كانت تلك الصدمة الحقيقية خاصة أن بعض القطع لم تأت خلال فترة الربيع العربي فقط بل جاءت خلال أعوام 2009 و2010.

بحسب موقع «هيستوري انا أوربيت» المتخصص في الآثار، جاءت البداية من خلال مصادرة مسؤولون سويسريون لتسع قطع أثرية يعتقد أنها سرقت من مدينة تدمر القديمة في اليمن واليمن وليبيا.

وتشمل القطع الأثرية رأس منحوت لأفروديت من القرن الأول قبل الميلاد والتي تم الاستيلاء عليها من ليبيا، إضافة إلى اثنين من النقوش الجنائزية من القرن الثالث قبل الميلاد بمدينة تدمر وخمس قطع من اليمن.

وجاءت مصادرة القطع الثمينة بعد إضافة اليونسكو لخمس مواقع في ليبيا واثنتين في اليمن إلى قائمة التراث العالمي للمنظمة المعرضة للخطر، وذلك بعد كارثة تدمير تدمر علي يد التنظيم الإرهابي التي تعد موقعا ثقافيا هائلا للتراث العالمي لليونسكو.

خضعت القطع الآثرية لإجراءات جنائية بعد تفتيش جمركي أظهر أعلاما حمراء حول القطع مما يثبت وفقا لعلماء الآثار أنها حقيقية وليست مقلدة، مما استدعى السلطات إلى عرض الآثار على الجمهور في متحف جنيف للفنون والتاريخ قبل إعادتها إلى بلدانهم الأصلية.