الخوذ البيضاء| منظمة حائرة بين الاتهامات السياسية والعمل الإنساني

الخوذ البيضاء - صورة ارشيفية
الخوذ البيضاء - صورة ارشيفية

«عندما يتعلق الأمر بالحياة، لا يهم من أنت، أو من تتبع أو تؤيد. عندما تحتاج للمساعدة، فواجبنا أن نساعدك»..هكذا يرى «أبو عمر» دوره كأحد أعضاء منظمة «الخوذ البيضاء» للإنقاذ.


أبو عمر كان يعمل حدادًا قبل أن يقرر الانضمام للجماعة الإغاثية التي تم تأسيسها عام 2013 كنتيجة للحرب السورية، وهو يعمل مع عدد كبير من المتطوعين الذين كان يمتهن أغلبهم وظائف متعددة قبل اندلاع الحرب، فهم نجارين، ومدرسين، وأطباء ومهندسين ومن مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، تدخلوا بشكل إنساني في الحرب وأنقذوا حوالي 99 ألف شخص وفقًا لموقع history.com.


وإلى جانب إنقاذ السوريين، فإن «الخوذ البيضاء» -التي اكتسبت اسمها من لون الخوذ التي يرتديها أعضائها- تعمل على إعادة إصلاح المباني وتوفير الحماية للأطفال العالقين وسط الحرب، ووفقًا للموقع البريطاني فإن أعضاء الجماعة يسافرون عندما يستطيعون للحصول على بعض التدريبات في تركيا بواسطة جمعية البحث و الإنقاذ AKUT، ثم ليعودوا بعد ذلك لمواصلة عملهم في سوريا.


اشتهرت الخوذ البيضاء أو الـ White Helmets بمرور الوقت لتقديمها خدمات حقيقية لكل من يحتاج تحت القصف السوري بغض النظر عن انتماءه السياسي، وفي عام 2017 فاز فيلم وثائقي يحمل عنوان White Helmets بجائزة الأوسكار لعرضه واقع المعاناة السورية وطبيعة عمل الجماعة الاغاثية وما تتعرض له من مخاطر يومية.


كان الفيلم الفائز يحتوي على عدد من المشاهد الحقيقة التي تم تصويرها بواسطة «خالد الخطيب» وهو أحد أعضاء الجماعة السورية التي يصل عددها الآن إلى 3 آلاف متطوع تقريبًا. كما ترشحت الجماعة لنيل جائزة نوبل للسلام في نفس العام، لكنها لم تفز بها.

 


وعلى الرغم من أن المنظمة أكدت أنها لا تتبع أي اتجاه سياسي محدد فإن عدد من وسائل الإعلام كانت تتهمها أحيانًا بأنها تساند الجماعات المسلحة و أنها غطاء للإرهابيين خاصة عقب ترشحها للحصول على جائزة نوبل للسلام، بينما اتهمها النظام السوري بأنها كانت تقف وراء عدد من الهجمات التي تعرضت لها المدن السورية، وأنها لا تسعى فقط لإنقاذ حياة المدنيين كما تدّعي، وإنما لها أغراض سياسية أخرى.


وفي تقرير لصحيفة «الجارديان» البريطانية، تم التأكيد على أن «الخوذ البيضاء» أو الجماعة التي تُعرف أيضًا بالدفاع المدني السوري تعرضت لحملة تشويه إعلامية من قِبل وسائل الإعلام الروسية، الحليف الأول للنظام السوري، والتي اتهمتها بأنها مجرد ذراع لـ«تنظيم القاعدة» الإرهابي وأنها قامت بـ«فبركة عدد من المشاهد في المدن السورية»


وفي خطوة مفاجئة، قررت الإدارة الأمريكية تجميد تمويلاتها لجماعة الإنقاذ السورية، الجمعة 5 مايو، مشيرة في بيان لأنها سوف تراجع برامج التمويلات الخارجية الخاصة بها.


ووفقًا لتصريحات عدد من العاملين داخل منظمة الإنقاذ فإن هذه الخطوة «مقلقة» لأنها ربما تؤثر على العاملين داخل المنظمة وقدراتهم، بينما يؤكد آخرين أنه يوجد «خطط بديلة» لاستمرار العمل حتى بدون الحصول على تمويلات واشنطن.


جدير بالذكر أن هذا القرار يأتي عقب مرور وقت قصير على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الشأن السوري وتركه «لمن يهتم بأمره»، التصريح الذي تبعة بضربة عسكرية ثلاثية بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا نتيجة لاتهامهم النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في مدينة «دوما».