«الاعتراف بإسرائيل مقابل التخلي عن النووي».. ترامب يساوم العرب

ترامب
ترامب

لم ينسى أبدًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه كان يومًا ما رجل أعمال يسعى للحصول على أفضل صفقة ممكنة، منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماه البيت الأبيض وهو يتبع أسلوب «المساومات» في سياسة أمريكا الخارجية.


«الاعتراف بإسرائيل مقابل التخلي عن النووي» كان آخر الشروط التي وضعها البيت الأبيض أمام الدول العربية من أجل الوصول إلى صفقة سلام بينهم وبين الكيان الصهيوني تتخلى من خلالها إسرائيل عن برنامجها النووي، ويقرب قضية الأولى «القدس» خطوة جديدة نحوه موتها. 


ولم يكن شرط الاعتراف بإسرائيل هو المساومة الأولى التي يضعها ترامب أمام الدول العربية، بل هي حلقة في سلسلة المساومات التي اتبعها منذ وصوله للحكم في بداية 2017.


الاعتراف بإسرائيل


قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن البيت الأبيض وضع مؤخرًا شرطًا وحيدًا قبل مناقشة البرنامج النووي الإسرائيلي، وهو اعتراف الدول العربية بدولة إسرائيل.


وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة التي أرسلها البيت الأبيض للجنة التي تعد لمؤتمر ميثاق منع انتشار الأسلحة النووية المقرر في 2020 إلى أن الولايات المتحدة تريد شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية.


وجاءت المساومات الأمريكية للدول العربية بوضع شرط الاعتراف بالكيان الصهيوني أمام الضغط على إسرائيل لوقف برنامجها النووي.


ولم توقع إسرائيل حتى الآن على أي من اتفاقيات منع انتشار السلاح النووي بالشرق الأوسط، وهو ما سعت عدد من الدول لتغيره.


وكانت آخر تلك المحاولات البيان المصري الذي ألقاه السفير علاء يوسف، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، خلال الإعداد لمؤتمر 2020 بضرورة انضمام إسرائيل إلى تلك الاتفاقيات من أجل تحقيق السلام بالمنطقة.


صفقة القرن

هو الاسم الذي أطلقته أغلب وسائل الإعلام العالمية والعربية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


ولم تخرج صفقة القرن إلى النور بشكل رسمي حتى الآن إلا أن العديد من التسريبات رسمت ملامح مبدئية لتلك الصفقة ومنها ما نشرته الصحف الأمريكية عن الصفقة.


وأشارت إلى أن بعض بنود الصفقة «لن يقبل بها أي رئيس فلسطيني وليس أبو مازن فقط» بسبب عدم اشتمالها على عدد من أساسيات القضية الفلسطينية ومنها حق العودة، والسيادة على جزء من الأراضي المُحتلة.


ومع الرفض الفلسطيني بدأت الإدارة الأمريكية العمل على إدخال بعض التعديلات على صفقة القرن من أجل جعلها أكثر ملائمة للفلسطينيين.


وقالت القناة الثانية العبرية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن تعديل جديد على «صفقة القرن» ومنها أن تشتمل على تعويض مادي للفلسطينيين الذي اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي.


نقل السفارة


في مايو 2017 بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما عُرف وقتها بـ«جولة العواصم الدينية الثلاثة» والتي بدأها بالسعودية ثم إسرائيل ثم الفاتيكان.


وحضر الرئيس الأمريكي وقتها 3 قمم في الرياض وسط تواجد عدد من القادة الدول الإسلامية، إلا أن هذا لم يمنعه بعد عدة أشهر من الوقوف في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض وإعلان اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل.


وطالب ترامب خلال المؤتمر الصحفي  الخارجية الأمريكية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل مقر السفارة من تل أبيب إلى القدس، وأشارت التقرير الإسرائيلية إلى أن افتتاح السفارة بشكل رسمي من الممكن أن يكون أحد يومي 14 أو 19 مايو الجاري وهو تاريخ إعلان دولة إسرائيل ونكبة العرب.


ولم يعلن ترامب عن أنه سيحضر افتتاح السفارة ليكون أول المحتفلين بذكرى هزيمة العرب وقيام الكيان الصهيوني، إلا أن الصحف الإسرائيلية أكدت حضور زوجه ابنته ومهندس «صفقة القرن» جاريد كوشنر وزوجته إيفانكا لحفل الافتتاح.