كأس العالم وأزمات السياسة .. من «حرب السلفادور وهندوراس» إلى «المغرب وإيران»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

قطعت المغرب علاقاتها الدبلوماسية مع إيران اليوم الثلاثاء 1 مايو، وقد عزت ذلك إلى ما اعتبرته دعمًا تقوم به طهران لمنظمة "البليساريو" التي تقود تمردًا في الصحراء الغربية، التي تعتبرها الرباط جزءًا من أراضيها وترفض انفصالها عن الدولة المغربية.

وتريد المغرب أن تمنح الصحراء الغربية حكمًا ذاتيًا موسعًا لكن تحت سيادتها، فيما تطالب منظمة البوليساريو بتنظيم استفتاء تقرير المصير للانفصال عن المغرب، وهو ما ترفضه الرباط بشدة.

وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أن المغرب ستغلق سفارتها في طهران، وستطرد السفير الإيراني لدى الرباط.

وفي منحنى آخر، ستتواجد إيران والمغرب معًا في المجموعة الثانية لكأس العالم 2018، الذي سينطلق بروسيا بعد نحو 45 يومًا، إلى جانب كلٍ من البرتغال وإسبانيا، وسيقصان شريط مواجهات تلك المجموعة يوم الخامس عشر من يونيو.

وستفتح هذه المواجهة بالتأكيد بابًا من التساؤلات حول الظروف التي ستحيط هذه المواجهة، ونسترجع معًا في هذا التقرير أبرزت الخلافات السياسية التي ألقت بظلالها على مباريات بكأس العالم.

حرب السلفادور وهندوراس

البداية ستكون من أمريكا الوسطى، ففي 14 يوليو 1969، أُجريت مباراةً فاصلةً بين منتخبي السلفادور وهندوراس لتحديد المتأهل لكأس العالم عام 1970، الذي جرى بالمكسيك، وانتهت المباراة بفوز السلفادور على جارتها هندوراس لتتأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخها.

بعد انتهاء المباراة التي جرت بين بلدين بينهما أجواء مشحونة سياسيًا مسبقًا، نشرت الدولتان قواتهما على طول الحدود بينهما.

وفي 3 يوليو انتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت على كتيبة من السلفادور النيران داخل الأراضي السلفادورية مما أدى لقيام السلفادور برد الهجوم، والقيام بهجوم واسع النطاق، وقد استمرت الحرب بين البلدين لمدة ستة أيام، قبل أن تتدخل منظمة الدول الأمريكية، وتتوسط لإنهاء الحرب بين البلدين، بعدما أودت الحرب بحياة الآلاف وشردت الآلاف الآخرين.

مباراة إيران وأمريكا في مونديال 98

في كأس العالم 1998، والذي أُقيم بفرنسا بمشاركة 32 منتخبًا للمرة الأولى، تواجد المنتخبات الأمريكي والإيراني معًا في المجموعة السادسة إلى جانب منتخبي ألمانيا ويوغسلافيا - سابقًا-.

والتقى المنتخبان في الجولة الثانية في مباراة شهدت أجواء عصيبة ومشحونة، نظرًا للخلافات السياسية الأزلية بين البلدين منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وسقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، وانتصرت إيران وقتها على أمريكا بهدفين لهدف، في مباراة وُصفت بأنها أكثر المباريات المشحونة سياسيًا في التاريخ.

وبعد عودة المنتخب الإيراني خالي الوفاض من فرنسا بعد خسارته في المبارتين الأخريين أمام يوغسلافيا بهدفٍ نظيفٍ، وأمام ألمانيا بهدفين نظيفين، استُقبل في طهران استقبال الأبطال بعدما تمكن من تدشين الانتصار على المنتخب الأمريكي.

المغرب وإيران في سان بطرسبورج

وستكون المباراة التي تجمع المغرب بإيران في مدينة سان بطرسبورج محورًا للجدل في ظل قطع العلاقات السياسية بين البلدين، وهو ما سيلقي بظلاله على تلك المواجهة.

وقبل انطلاق كأس العالم بيومٍ واحدٍ سيصوت كونجرس الفيفا على الدولة التي ستنظم كأس العالم عام 2026، ويقتصر التنافس بين المغرب والملف المشترك الثلاثي الأمريكي الكندي المكسيكي، فلم يذهب صوت إيران في ظل عدائها التاريخي للولايات المتحدة، وقطيعتها الحالية للمغرب، أم إنها ستمتنع عن التصويت.