«حذف آيات من القرآن».. دعوات تثير ردود فعل واسعة بفرنسا

الإسلاموفوبيا
الإسلاموفوبيا

أثار تقرير صحفي نشرته صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، منذ أيام، حول ما وصفه التطرف الإسلامي، ردود فعل واسعة في الرأي العام الفرنسي، بين إعجاب وتأييد ورفض واحتجاج من العديد من الشخصيات العامة، على رأسهم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس.

التقرير حمل عنوان «ضد معاداة السامية الجديدة»، حيث يتحدث كاتبه عن تطرف إسلامي ويدق ما صوفه بـ«ناقوس الخطر» ضد ما اعتبره «تطهيرا عرقيا صامتا» تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية.

 

وتأييد ورفض

جذب التقرير عددا كبيرا من القراء، وحاز على موافقة عالية من الرأي العام، حيث وقع عليه 300 شخص بينهم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس، والمغني شارل ازنافور، والممثل جيرار ديبارديو، وكانت حجتهم في هذا الأمر ضرورة إبطال بعض الآيات من السور القرآنية التي وصفوها بالداعية لقتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين.

بينما لاقت الدعوات التي حملها التقرير من جانب آخر رفضا واستهجانا عاليا، حيث أشار دليل بوبكر عمدة جامع باريس الكبير في بيان «أن الإدانة الظالمة والهذيان الجنوني بمعاداة السامية في حق مواطنين فرنسيين مسلمين عبر هذا المقال، يهددان جديا بإثارة طوائف دينية ضد أخرى».

وأضاف «بوبكر» «أن المواطنين الفرنسيين المسلمين المتمسكين بأكثريتهم بالقيم الجمهورية لم ينتظروا هذا المقال بل هم ينددون منذ عقود ويحاربون معاداة السامية والعنصرية ضد المسلمين في كافة أشكالها.

 

الإسلاموفوبيا..«كراهية تواجه ديمقراطية زائفة»

«الإسلاموفوبيا» كلمة ظهرت في عام 1997 وتعني إرهاب الإسلام أو الخوف منه، واعتبرها العديد من المحللين مصطلحا عنصريا لا يليق وتعرض للعديد من الانتقادات، حيث ظهر بعد تعرض العالم للعديد من الهجمات الإرهابية، أبرزها أحداث 11 سبتمبر عام 2001، حيث تسبب ظهور عناصر ترفع راية الإسلام في إحداث لغط وربط خاطئ بين المفاهيم الإسلامية وما يتعرض له العالم من إرهاب.

نشطت الحوادث الفردية العنصرية ضد المسلمين الذين يعيشون في الخارج، كالقتل والاعتداءات بالسب والضرب والسخرية من الحجاب ومنع النقاب في بعض الدول، وأشارت أرقام صادرة عن مكتب عمدة الشرطة والجريمة إلى ارتفاع حاد في جرائم الإسلاموفوبيا بلندن العام الماضي.

 

1678 جريمة ضد المسلمين

ووقعت 1678 جريمة من جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن في العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 40 في المائة مقارنة مع 1205 في عام 2016، ورجح الكثيرون أن هذه الزيادة الكبيرة ترتبط ارتباطا مباشرا بالهجمات التي وقعت علي بجسر لندن وساحة مانشستر.

 

وسجلت تلك الجرائم زيادة بخمسة أضعاف لهجمات الإسلاموفوبيا في الأيام القليلة الأولى بعد وقوع حادث جسر لندن في 3 يونيو 2017، فزادت الحوادث العنصرية بنسبة 40٪، مقارنة مع المعدل اليومي في العام الماضي، وبالمثل، كشفت شرطة مانشستر الكبرى أن الحوادث ذات الصلة بالإسلام ارتفعت بنسبة 505٪ في الشهر الذي أعقب تفجيرات ساحة مانشستر في مايو 2017.

 

هجوم على 26 مسجدًا

من جهة أخرى، ووفقًا لمنظمة تيل ماما - التي تعمل على رصد الهجمات ضد الإسلام، تم رصد 212 حادثةً وعملاً معاديًا للإسلام، في أقل من 3 أشهر، والهجوم على 26 مسجدًا منهم مسجد بشمال "لندن"، تم تدميره بالكامل، جراء إشعال النار فيه، وانفجارات في مساجد "ميدلاندس"، غرب العاصمة البريطانية في ذلك في 2013.

 

وتعرض أحد الشيوخ المعروفين بلندن البالغ من العمر 60 عامًا، لاعتداء إجرامي على يد عدد من المجرمين؛ حيث جذبوه من سيارته وألقوه على الأرض؛ مما أفقده بصره رغم إجراء عمليتين جراحيتين في عينيه.

 

ومن هذه الاعتداءات أيضا، إلقاء رأس خنزير، أمام مدرسة "أكاديمية المدينة" في 3 ديسمبر 2013، ومنع مشجعين لفريق "ميدلزبرو" من الدخول، لتمزيقهما نسخًا من القرآن، واعتقال عدد من أعضاء رابطة الدفاع الإنجليزي، للدعوة لحرق "مسجد ببريستول".

 

أما في الولايات المتحدة، فقد شهدت الفترة القصيرة التي مضت في إدارة الرئيس الأمريكي تزايدا كبيرا في أعداد جرائم الكراهية والعنصرية ضد المسلمين.

 

نزع حجاب المسلمات والسخرية

وتمثلت غالبية الجرائم في اضطهاد المسلمات، ومحاولة نزع حجابهن أو سبهن أو السخرية منهن وتم رصد العديد من تلك الحالات، وكانت أشهر الحوادث المتعلقة بتلك الأمور تلك التي حدثت بولاية أوريجون حيث تسببت شهامة شخصين في مقتلهم طعنا على يد مجرم اعتدى لفظيا ووجه لامرأة مسلمة سبابا عنصريا.

 

وأشعلت جريمة قتل الفتاة المصرية نبرة حسانين -17 عاما- سخطا كبيرة بولاية فيرجينيا، حيث تم اختطافها من أمام مسجد، فيما أرجع والدها دوافع الجريمة إلى العنصرية ولكون ابنته مسلمة.

 

وفي فرنسا، أظهرت إحصاءات رسمية نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية، أن البلاد شهدت في 2017 تزايدا في الأعمال العنصرية ضد المسلمين، وتنوعت تلك الأعمال ما بين أعمال عنف، حرائق متعمدة، تدنيس، وتهديدات خطية أو شفهية.

 

المسلمون يشتكون من العنف

واشتكى مسلمو فرنسا من ازدياد العنف ضدهم وسط دعوات لإخراجهم من البلاد وتهديدات بالضرب والقتل وحرمان بعض التلاميذ المسلمين من الوجبات المدرسية.

 

وفي ألمانيا، حاكمت السلطات في فبراير الماضي، مواطنا ألمانيا ينتمي إِلى اليمين المتطرف، حاول تفجير مسجد بمدِينة دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا شرق البلاد في 2016، فضلا عن قتل الإمام وأسرته، وغيرها الكثير من الجرائم التي ترتكب تحت زعم الإسلاموفوبيا.