بعد نصف قرن..

مصر تستعيد جالياتها القبرصية واليونانية بـ«العودة للجذور»

صورة أرشيفية للجالية اليونانية والقبرصية
صورة أرشيفية للجالية اليونانية والقبرصية

تفتح مصر أحضانها لتضم الجالية القبرصية واليونانية وتعيدهم إلى موطنهم الثاني، في احتفالية العودة للجذور، حيث غادر اليونانيين والقبارصة مصر في القرن الماضي، ولكنهم تركوا أرواحهم بحواريها، والآن مصر تعيد الروح للجسد مرة أخرى.

 

وتواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع بعض أعضاء الجاليتين اليونانية والقبرصية المشاركين في أسبوع الجاليات، والذي أعلنت عنه السفيرة نبيلة مكرم - وزيرة الهجرة، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي من المقرر أن يحضره.

 

وقال جورج الفثريو، رئيس الجالية القبرصية بالإسكندرية، «إن أسبوع الجاليات «العودة للجذور» يؤكد للعالم كله أن باب مصر مازال مفتوحا أمامهم، مضيفا أن القبرصيون يستطيعون أن يروجوا لمصر، ويدعوا جميع القبرصيين في قبرص لاستثمار في مصر.

 

وأضاف جورج في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الجالية القبرصية في مصر عندما تزيد من استثمارها في مصر سيؤدي ذلك على تشجيع الاستثمار القبرصي في مصر، مشيرا إلى أن نبيلة مكرم - وزيرة الهجرة، أكدت لهم أن قلب مصر مفتوح لهم دائما ولكل العالم.

 

وأكد رئيس الجالية القبرصية، في الإسكندرية، أن العلاقات المصرية القبرصية قوية منذ قديم الأزل، وبديل لتوقيع عدد من الاتفاقيات منذ عامين في جميع المجالات، مؤكدا أن مصر تستطيع أن تقوم بعملية تسيل الغاز القبرصي، في المصانع المصرية، وبالتالي تستطيع قبرص أن تصدر ذلك الغاز إلى أوروبا، وبذلك تكون مصر هي التي أنارت أوروبا بأكملها.

 

ومن جانب آخر أكد رئيس الجالية القبرصية، أن مصر تستطيع أن تستعين بالخبراء القبرصيين في مجال السياحة من أجل تنشيطها مرة أخرى فمصر تمتلك ثلثي آثار العالم، وبها الكثير من المناطق السياحية الغير مستغلة بعد.

 

وأكد رئيس الجالية القبرصية بالقاهرة - أندريس مافروماتس، أن الكثير من القبارصة مازالوا يعيشون في مصر، وتربطهم علاقات أخوة ومحبة لا يمكن وصفها للشعب المصري، خاصة إن هناك الكثير من الأشياء التي تربطنا ببعض، سواء في مجالات العمل أو الثقافة والعادات والتقاليد وروتين الحياة اليومية.

 

وأضاف أندريس، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن القبارصة لا يعتبرون مصر مجرد بلد يعيشون فيها أو بلد عاش فيها أجدادهم، ولكنها بلدهم الأم مثلها مثل قبرص، فنحن تطبعنا بطبع الشعب المصري، وأخذنها منه سمة الطيبة التي يتميز بها، واكتسبنا منه الكثير من العادات والتقاليد.

 

وأشار رئيس الجالية القبرصية بالقاهرة، أن كل الجاليات اليونانية والقبرصية، سعداء سعادة بالغة بالمشاركة في أسبوع العودة للجذور الذي تنظمه وزارة الهجرة، فهناك الكثير من الذكريات التي نرتبط بها خاصة في مدينة الإسكندرية؛ فالكثير من القبارصة عاشوا في المدينة القديمة على ميناء الإسكندرية، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الأماكن التي كنا نقوم بزيارتها منذ نعومة أظافرنا منها أبو قير والعجمي.

 

وأضاف رئيس الجالية القبرصية بالقاهرة، إن هناك الكثير من القبارصة الذين كانوا يعيشون في القاهرة، كانوا يذهبوا لقضاء عطلتهم الصيفية في مدينة الإسكندرية، للاستمتاع بشواطئها، كما أن هناك الكثير من القبارصة الذين عادوا إلى قبرص مرة أخرى سيشاركوا في مؤتمر الجاليات، ولديهم الشوق لزيارة الأماكن التي قضوا فيها أجمل سنوات عمرهم.

 

واستكمل أندريس، أن أسبوع العودة للجذور، سيكون له دورًا كبيرًا في توطيد العلاقات المصرية اليونانية القبرصية في الكثير من المجالات سواء الاقتصادية أو المجتمعية والثقافية، وتزيد من تماسك شعوب هذه الدول باعتبار أنه يجمعهم حب مكان واحد وهو مصر.

 

ومن الجانب اليوناني عبرت خريسولا - رئيس الجمعية اليونانية ببورسعيد، عن سعادتها بحضور أسبوع الجاليات الذي تنظمه وزارة الهجرة المصرية، لأنها ستزور الكثير من الأماكن التي كان يعيش بها الكثير من اليونانيين، ولهم الكثير من الذكريات الجميلة بها.

 

وأشارت خريسولا في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إلى أن الكثيرين من اليونانيين يعشقون الحياة في مصر سواء الذين ظلوا بها بعد حرب 56 و76 أو الذين غادروا مرة أخرى إلى اليونان، فهناك الكثير منهم من يأتي كل عام لقضاء إجازته السنوية في مصر؛ لاستعادة ذكرياتها بها من وقت لآخر ليرويها لأحفاده.

 

وأضافت خريسولا، أن العلاقات اليونانية المصرية هي علاقات لها تاريخ طويل في المجالات المختلفة، كما إنه من المتوقع أن يكون هناك زيادة في الاستثمارات والشراكات في الكثير من المجالات بين الدول الثلاثة خلال الفترة القادمة في الكثير من المجالات المختلفة.

 

أما كونستانتينوس اليفثيرو مدير عام واستشاري الاتصالات-و أحد اليونانيين المشاركين في أسبوع «العودة للجذور» وأحد المستثمرين اليونانيين في مصر، قال «إن العلاقات المصرية القبرصية اليونانية هي علاقات قوية منذ قديم الأزل، فهناك الكثير من الجاليات اليونانية التي كانت تعيش في مصر منذ عام 1817، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الروابط المشتركة بين المصريين واليونانيين في العادات والتقاليد وبعض الروابط الأسرية».

 

وأشار إلى أن أسبوع الجاليات سيكون فرصة جيدة لدعم السياحة المصرية، وكذلك دعم السياحة اليونانية والقبرصية، كما إنه فرصة جيدة لجذب الكثير من الفرص الاستثمارية من اليونان وقبرص إلي مصر في القطاعات المختلفة سواء الصناعة أو التعليم أو السياحة.

 

وعبر رئيس الجالية اليونانية بالقاهرة، خريستو كافاليس، عن سعادته بانطلاق ملتقى الجاليات بين مصر واليونان وقبرص تحت شعار العودة للجذور.

 

وأضاف كافاليس، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الجالية تقوم على تشجيع اليونانيون الذين هاجروا من مصر للعودة إلى وطنهم الأصلي والاستثمار فيه، فمصر تعتبر وطنهم الأول، كما أن الحكومة المصرية هي أول حكومة تقوم بتكريم الجاليات الأجنبية داخل أراضيها.

 

وأكد كالفيس، أنه يوجد بمصر 5 آلاف يوناني، يوجد أكثرهم بمحافظة القاهرة، وهم على أتم استعداد لمساندة مصر، والترويج لها بأنها بلد الأمن والأمان.

 

وعلى صعيد آخر قالت سفيرة مصر في قبرص مي طه، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن أسبوع الجاليات التي سيطلق، الاثنين المقبل، يعمل على توطيد العلاقات المصرية القبرصية، ويعمل على تعزيز التعاون بين البلدين.