فيديو| كواليس يوم كامل .. أبطال السيرك: «إحنا فنانين مش موظفين»

أبطال السيرك القومي
أبطال السيرك القومي

على الرغم من صعوبة الحياة عليهم فإنهم يرسمون البهجة في نفوس وقلوب عشاق فنهم طوال الوقت، فلا عائد مادي يجعلهم يشعرون بالأمان ولا مساندة حقيقية من الدولة تدفعهم لبذل الأفضل، لكن كل ما يكفيهم هو عشق الجماهير وضحكات الأطفال وصوت التصفيق أو علامات الانبهار على الوجوه.


البلياتشو.. الساحر.. مروض الأسود ..لاعبوا الأكروبات .. كلهم يعملون في تفانٍ مبهر حتى تعلو أصوات الضحكات والتصفيق لتزلزل ساحة العرض.


على مدار 3 ساعاتٍ كاملة بين الواقع والخيال تمر كدقائق معدودات .. يبهر الساحر الجميع بألاعيبه المثيرة، ومدربة الأسود الجميلة تجعل من الوحوش المفترسة قططاً مطيعة لها.


هنا على نيل العجوزة، حيث يوجد السيرك القومي المصري منذ أكثر 55 عامًا، قضينا يوما كاملا، مع نجومه للتعرف على طبيعة حياتهم، واختيارهم لتلك المهنة التي هي بمثابة عشق لهم، الذكريات والأمنيات محفورة في كل ركن من أركان السيرك، بيتهم الثاني، اللذين قضوا فيه عشرات السنين، بحلوها ومرها، ويتوارث أبناؤهم منهم حب السيرك، يبثون فيهم روح الاستمرارية والانتماء، لتخطي أية صعوبات قد تشكل عائقًا في طريقهم.


«محمد النوبي»

 

يقول «محمد النوبي» مدير عام شعبة الجيزة بالسيرك القومي، إن الرئيس «جمال عبد الناصر» أنشأ السيرك، وكان هناك اهتمام كبير به في عهده، مضيفا: «كل ما نحتاجه من الدولة أن تتعامل معنا كفنانين وليس موظفين، مع ضرورة توفير ملابس ومعدات لنا، وتأمين صحي يليق بنا، نحن لا نأخذ ملايين مقابل مهنتنا، ولكن حب الجماهير وتحيتهم لنا، هي المكسب الحقيقي، هذه هي سعادتنا الحقيقية، السيرك يربح 4 ملايين جنيه في الموسم، ومن يصاب نعالجه على نفقتنا الخاصة».


 ورغم الصعاب التي يواجهها أبطال السيرك القومي، إلا أن محمد النوبي انتابه شعور بالأمل خلال حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم» قائلاً: «نشعر في ولاية د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقاقة، ود.عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، بالأمل من جديد، في أن تتحسن الأوضاع».


لوبا الحلو «مدربة الأسود» 

 

«أنا بنت محمد الحلو، وأول حفيدة لمدربة الأسود العالمية محاسن الحلو»... هكذا استهلت لوبا الحلو مدربة الأسود - والتي بدأت عملها وعمرها 3 سنوات -حديثها معنا، كاشفة أن أول نمر بابر، في حديقة الحيوان كان إهداءً من والدها.

 

وأوضحت لوبا الحلو، أنها تمتلك أسودا إفريقية وأسيوية قائلة: «علاقتي مع الأسود قائمة على الحب، لدي فريق خاص للتعامل مع الأسود، وتنظيفهم ورعايتهم وإطعامهم، تحت إشراف والدي، علاقتي مع السيرك عبارة عن تعاقد مع الدولة لمدة زمنية معينة، مع تغذية الحيوانات التي يتم التعاقد عليها، لدي عشق خاص للأسود، توارثته من عائلتي، وفقرة الأسود هي عنصر أساسي لا غنى عنه في السيرك».


« إبراهيم عبدالسلام»الساحر

 

توارث إبراهيم عبدالسلام عشقه لفن الساحر، من والده، مستطردا: «هذا كان اختيار والدي لي، تطور حبي لهذا الفن، لدرجة العشق، لأستمر على مدار أكثر من 20 سنة في تقديم هذا الفن، ولكن للأسف أشعر بالخيبة لأننا أصبحنا «expired» وفقا لمسلسل الإهمال الذي يعاني منه السيرك على مدار سنوات عديدة».


« إبراهيم الحلو» مدرب الخيول

 

خلال معايشتنا في السيرك، التقينا إبراهيم الحلو، مدرب الخيول، والذي حكى لنا عن حجم المعاناة التي يلاقيها: «إحنا بنصرف على الفقرة من جيبنا الخاص في بعض الأوقات، ولا نحصل على الأجر اللائق من الوزارة، لا يوجد طبيب بيطري، ولا إمكانيات لشراء ملابس لنا أو للخيول، حتى نقدم العرض على أكمل وجه».

 

« لويزا»الراقصة مع الثعابين

 

التحقت «لويزا» راقصة الثعابين، بالسيرك سنة 1962 وتدربت داخل حديقة قصرعابدين، لمدة 3 سنوات فى مدرسة السيرك، مضيفة أن ثلاثة خبراء روسيين في تخصصات شتى كانوا معها، وأوضحت لويزا أنها تدربت مع «مسترنكو» الذي كان ملمًا الثلاثة تخصصات بما فيها الأجهزة الهوائية، والذي قام بتدريب لويزا وعمرها 16 سنة.


وقالت  لويزا: «الجمهور يعشق فقرتي مع ثعابين «الأناكوندا» الضخمة، عقدي مع السيرك عبارة عن عقد  إيواء وتغذية علاج وسايس ومساعد ولا يوجد حوافز ولا خلافه، أغنى وأرقص وأتحدث عن تاريخ وعظمة مصر، أثناء العرض، وتفاعل الجمهور معي وهذا شئ يسعدني ويدفعني للاستمرارية رغم تقدمي في السن».


«وائل فتحي » الخناجر

 

واحد وعشرون عاما، هي المدة التي قضاها وائل فتحي في مهنة رامي الخناجر،وسرد وائل لـ«بوابة أخبار اليوم» قصته مع تلك المهنة قائلا: 

  «بدأت معي بهواية ومع الممارسة انتهت باحترافية وعمل، ومن يمارس هذه الفقرة يجب أن يتمتع بصفات معينة أولها الشجاعة والقوة، و«قلب جرئ» لأنها تعتمد في المقام الأول على قوة الأعصاب والدقة والمهارة، لأن مخاطرها وخيمة، فأي خطأ يهدد حياة الزميلة التي تشاركني في العرض بوقوفها وسط الطابلوه الخشبي وإلقاء الخناجر حول جسدها بمسافات قريبة للغاية، يمين وشمال وأعلى وأسفل منها، أعمل في السيرك القومي منذ عام 1985، سبب مواصلتي في هذا الفن هو حبي له».


 وأضاف وائل فتحي «تركيزي يكون مع الزميلة التي تشاركني العرض، وإذا شعرت للحظة واحدة أن ذهني شرد، أتوقف دون تردد، لا يمكنني ترك الأمر للاحتمالات، هذه حياة شخص، تتطلب منى التحقق جيدا من سلامة من يشاركني العرض أولا، بعيدا عن المغامرة، لان الأمر يعتمد على الحاسة والتركيز وتحديد المسافات».


واستكمل فتحي حديثه: «المفاجأة هنا، أن زميلتي التي تشاركني في هذا العرض الخطير الذي يعرض حياتها للخطر، هي نهي إسماعيل زوجتي»

 

بدورها قالت نهي إسماعيل: «أشارك زوجي وائل فتحي، العرض دون خوف لأني أثق به، وأعلم قدراته جيدا، ولا أشعر في أي لحظة بالخوف، وإذا وجدت أي خطأ أنبهه وأعطيه الضوء الأخضر، قبل أن يبدأ مهمته خاصة وهو مغمض العينين، لأكون له بمثابة عينه التي يري بها، هو شريك حياتي وشريكي في العمل، أشعر بالمتعة في العمل معه، لأنه موهوب بحق، ويحب ما يقدمه، وأكون فى منتهى السعادة وفخورة لغاية عندما أجد الجمهور يتفاعل معه، وأنا جزء من هذا النجاح، الذي يعود علينا بالسعادة ومواصلة النجاح، لدينا 3 أولاد في مراحل تعليمية مختلفة، يحبون ما نقدم ولا يشعرون بالقلق لأنهم تعودوا، حياتنا العملية منفصلة تماما عن حياتنا في المنزل».


نهى إسماعيل «الكرباج»

 

بدأت نهى إسماعيل، في ممارسة لعبة الكرباج منذ عام 2005، فتلك اللعبة بحسب نهى، تتطلبت تدريبات لسنوات، موضحة أنها تقوم بمشاركة زوجها في تلك اللعبة، موضحة: «زوجي يحمل في يده ورقة أقوم بتقطيعها إلى قطع صغيرة من خلال ضربها بكرباج مصنوع من العاج، يبلغ طوله نحو 2 متر، الأمر الذي يتطلب دقة شديدة، لأن الإصابة تترك علامة للشخص الذي يشارك في العرض، وألم شديد يعاني منه في البدايات، من ضربة  الكرباج، لذلك التدريب المتواصل أمر هام لاغنى عنه».

واستكملت  نهى إسماعيل حديثها قائلةً: «مدرسة السيرك اختفت منذ السبعينيات، ومستوى السيرك لم يعد كما سبق، لان لاعب السيرك يجمع بين أمرين الرياضة والفن، نريد السيرك أن يمثل مصر في جميع دول العالم، ويحصد المراكز الأول، عودة مدرسة السيرك لاغنى عنها».


محمود «البلياتشو»

 

بدأ محمود «البلياتشو»، ممارسة المهنة منذ عام 1973، حاكيًا: «في بدايتي كنت أمارس فقرة «السنتريك، وبسكليت، وتشكيلات»، وأنا الآن في عمر السابعة والخمسين، أمارس فقرة البلياتشو، التي يتوجب على من يعمل بها أن يكون به مميزات وقدرات خاصة، مثل القبول لدى الجمهور، وخفة الدم، والتفاعل مع الناس، لأن الشعب المصري بطبيعته خفيف الدم».


بسمة «الكاوتشوك»

 

وقتما كان عمرها 4 سنوات بدأت بسمة «الكاوتشوك»، التمرين بشكل غير مباشر، ومن عمر 6 سنوات بشكل جاد، فوالدها هو الذي أشرف على تدريبها، لأنه مدرب هذه اللعبة حوالي 50 سنة، وتوراثتها من والدها وإخوتها، وأوضحت بسمة أنها تتابع دائما كل ماهو جديد عبر الإنترنت.


وسلطت بسمة الضوء حول عدة تفاصيل: «تعرضت لإصابة في وقت من الأوقات بالقدم، منعتني من التمرين لمدة شهر، ولكن هذه اللعبة لها عمر معين، ووزني لايتجاوز الـ 50 كيلو، أعشق هذه اللعبة وأجد نفسي بها، وأحب تفاعل الجمهور معي وأنا في هذا السن وعمري لم يتجاوز 21 عاما، والدي هو السبب الرئيسي في حبي للعبة».


طاطا «الشرايط»


 

تقول طاطا مقدمة فقرة «الشرايط»:  «15 عامًا قضيتها في تقديم فقرة الشرايط، التي تعتمد على اللياقة والعضلات والليونة، ووالدتي هي من تولت تدريبي، حبي للمكان نابع من عائلتي، عائلة الحلو، 25 عاما قضيتها في السيرك بشكل عام، كل يوم أقدم عرض، وتعرضت بالطبع لإصابات، كسر في الحوض، ونقل في الريست».


سيد أسامة «البسكليت»


 

روى سيد أسامة «البسكليت» حكايته مع تلك اللعبة لـ«بوابة أخبار اليوم»: «عمري 18 عاما، ومازلت في الدراسة، أمارس هذه اللعبة منذ 6 سنوات، توارثت حبي للعبة من الجدود، سأكمل مسيرتي في السيرك، ولكن خارج مصر، نظرا لعدم وجود مقابل يساعدني على المعيشة، مثل أي لاعب كرة إذا أتيحت له الفرصة لا يتركها، هنا يوفروا لنا الإمكانيات المتاحة فقط،  "أسامة ياسين" و"أحمد ياسين" هم أعمامي ومن تولوا تدريبي، توارثنا حب السيرك ولا نعرف غيره».

 


عمر رشاد «جنجلير»


 

واختتمت «بوابة أخبار اليوم» جولتها من السيرك القومي بالحديث مع عمر رشاد «جنجلير» الذي قال: «توارثت حب اللعبة من عائلتي، وأنا حاليا طالب في الثانوية العامة، أمارس اللعبة في السيرك منذ 5 أعوام».