«أزمة كل عام».. خبراء يضعون 5 طرق لمواجهة كوارث السيول

غرق السيارات والمنازل بسبب الأمطار
غرق السيارات والمنازل بسبب الأمطار

كوارث تخلف مئات الخسائر، حوادث وإزهاق أرواح وإصابات بين المواطنين.. أزمة شبه مزمنة يستقبلها الشعب المصري سنويا مع كل فصل شتاء وفي توقيتات مختلفة من العام بسبب تقلبات الطقس، سيناريو متكرر تشهده البلاد، تواجه بالأقوال لا بالأفعال، وتكثر في كلام المسئولين «السين وسوف» والحديث عن المستقبل حتى تفاجئهم سيول جديدة تصيب ما تشاء دون تخطيط مسبق، أو خطة محكمة من قبل جميع الجهات المعنية، للخروج منها دون خسائر.. «بوابة أخبار اليوم» استطلعت آراء عدد من الخبراء لوضع حلول لكوارث الأمطار والسيول.

«أزمة كل عام»

لا يزال المسئولون يبحثون عن طرق لمواجهة السيول رغم تسبب الأمطار في كوارث فشل بعضهم في حل أزمتها خلال الساعات الأخيرة، وخاصة في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، التي فضحت تقاعس البعض عن مهامه، وهروب آخرين من دائرة المسؤولية، وكذلك التباطؤ في تدارك الأزمة وإنهائها بعد أكثر من 24 ساعة.

 

«سوء البنية التحتية»

يقول الدكتور أسامة عبدالمنعم، خبير التنمية المحلية، قائلا: «إن ظروف الطقس السيئة خلال الأيام الأخيرة كشفت سوء البنية التحتية للقاهرة والمحافظة، وكذلك المدن الجديدة وخاصة منطقة التجمع الخامس، كذلك كشفت سوء تخطيط المحافظات ورؤساء المدن، الذين تاخروا عن إصدار أوامر لمواجهة المياه المتراكمة في الشوارع، فهي كارثة كما وصفها المصريون».

وأضاف «أن مصممي المدن الجديدة لم يراعوا رفع كفاءة شبكة تصريف مياه الأمطار، أو زيادتها كما يحدث في كل الدول المتقدمة، والمسؤولية هنا تقع على عاتق الجميع، لكن الحل في منع تكرار تلك الأزمات، يتمثل في إعادة النظر في شبكة الطرق بالمدن الجديدة، مع مراعاة رفع كفاءة شبكة صرف مياه الأمطار بحيث يسهل التخلص من كل الكميات المتراكمة في الشوارع وأسفل البيوت، والتي تسببت في غرق أثاث مواطنين كثر، بالإضافة إلى تهالك عشرات السيارات».

وشدد على ضرورة تعزيز البنية التحتية لمصر، عن طريق إعادة بالنظر فيملف البنية المتهالكة، مع التخطيط بدرجة أكثر دقة وأمانا أثناء بناء مدن جديدة، مع ضرورة محاسبة رؤساء الأحياء المقصرين في شفط مياه الأمطار، بجانب المسؤولين في الإدارة المحلية بالمحافظات.

 

 

«الدراسات الهندسية للطرق»

أما المهندس علاء سعداوى، خبير النقل، والأمين العام للجمعية المصرية للنقل، فقال: «إن موجة الطقس السيئ التي ضربت مصر كشفت عدم اهتمام مصممى شبكات الطرق بالدراسات الهندسية الخاصة بصرف مياه الأمطار والسيول بعد ساعات من سقوطها» .

وأضاف «سعداوي» أن هناك قصورا هندسيا في تصميم الطرق السريعة التي يقصدها كل المصريين، والتي تحولت إلى برك لمياه الأمطار، وكشفت سوء التخطيط والصيانة، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا الشأن.

وأشار إلى ضرورة تدشين شبكة جديدة لصرف مياه الأمطار على غرار الدول الأوربية ومعظم دول العالم، للتخلص من تلك البرك التي تسبب في كوارث على الطرق، وينتج عنها مئات الحوادث، ويقتل فيها مئات المواطنين بسبب الإهمال وسوء التخطيط.

وكشف أنه من الضروري تنظيم حملات صيانة مستمرة من حين لآخر  للتعرف على مشاكل الطرق، وإيجاد حل سريع وفعال لها، وإعادة النظر في الطرق المتهالكة التى تحولت إلى مقابر للمصريين، مطالبا المسئولين بضرورة إعادة النظر في التخطيط الهندسي للطرق وخاصة في المدن الجدية والمحافظات حتى نأمن مخاطر الأمطار .

 

خسائر  تستدعي المحاسبة

 وعلق الخبير الاقتصادي رشاد عبده، قائلا: «إنه لا يمكن السكوت على غرق المدن الجديدة في مياه الأمطار، فهذا الأمر يستدعى محاسبة سريعة المسئولين، حيث كشفت تلك الموجة السيئة كوارث أبرزها سوء منظومة الطرق، وانسداد بالوعات الصرف الصحي، فضلا عن تأخر المسئولين عن حل الأزمة».

وأوضح أن ما حدث سبب خسائر بالملايين للمصريين، فالبعض غرقت بيوتهم، وآخرون تهالكت سيارتهم، فضلا عن ضحايا حوادث الأمطار، مشددا على ضرورة تحديث البنية التحتية الأساسية وخاصة للطرق، واستبدال البالوعات بنظام حديث، وتشديد الرقابة عن المسؤولين عن عمليات التنفيذ. 

وتابع: الأمطار تخلف الكوارث كل عام، نطالب المسؤولين بتنفيذ مقترحاتنا لعدم تكرار السيناريو الكارثي العام المقبل.