اللواء نصر سالم يكشف دور جهاز الاستطلاع خلال حرب أكتوبر

اللواء أ. ح. نصر سالم
اللواء أ. ح. نصر سالم

تحل علينا اليوم الذكرى الـ 36 لتحرير سيناء، التي تم استردادها ورفع العلم المصري عليها في 25 أبريل عام 1982، بعد احتلال جيش العدو الإسرائيلي لأراضي سيناء في عام 1967 م، بعد النكسة، ليتحول هذا اليوم إلى عيد لكل المصريين، يحتفلون فيه برجوع الأرض المصرية بقوة وبسالة جنودها. 

 

«بوابة أخبار اليوم» التقت اللواء أركان حرب نصر سالم ، وهو أول قائد مجموعة عملت خلف خطوط العدو لمدة 180 يوما، خلال حرب أكتوبر 1973، ليحدثنا عن تلك الفترة الهامة من تاريخ مصر. 

 

في البداية قال اللواء أركان حرب نصر سالم، إن وظيفته الرئيسية هى جمع المعلومات وتقديره للموقف عن العدو، وذلك من خلال معرفة نقاط قوته وضعفه، موضحا تقدير الموقف وإصدار القرار المناسب فى الوقت المناسب لأن طبيعة الضباط والصف ضباط والجنود لابد أن يكونوا على درجة عالية من الدقة فى الأداء لأن طبيعة العمل لا تتحمل الخطأ وإلا سوف يتعرض كل افراد المجموعة إلى الخطر. 

 

وأوضح أنه ظل يقوم بجمع المعلومات التى قدمتها مجموعات الاستطلاع عن العدو قبل الحرب من خلال الملاجئ والمعدات، ويتأكد ويتحقق من صحتها ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن الساتر الترابى "خط بارليف" لأنها كشفت الأوضاع الداخلية للعدو فأصبحت الضفة الشرقية للقناة ومسرح عمليات الجيش الإسرائيلي كتابا مفتوحا للقيادة العامة للقوات المسلحة. 

 

وكشف أول قائد مجموعة عملت خلف خطوط العدو لمدة 180 يوما، أنه كان يقوم بجمع المعلومات عن أهم تحصينات ومواقع العدو الإستراتيجية وساعدت تلك المعلومات التى تم إعطائها للقيادة العامة للقوات المسلحة فى توجيه ضربات لأهم الحصون والدشم ونسف مطارات العدو. 

 

 

رد فعل إسرائيل

 

أشار اللواء نصر سالم خلال حديثه لـ «بوابة أخبار اليوم» أن صدمة قادة إسرائيل كانت كبيرة نتيجة ما قام بها الجيش المصري، حيث أصبحت سيناء والمواقع الحصينة للعدو كتابا مفتوحا أمام الجيش المصري، وهو ما أصابهم بحالة من الصدمة والذهول لأنهم لم يتوقعوا ذلك. 

 

 

أهالي سيناء

 

شدد اللوء أ.ح نصر سالم أنه كان هناك تعاونا كبيرا من أهالي وشيوخ وعواقل سيناء طوال خدمته خلف خطوط العدو، وكانوا يتميزون بالوطنية والشجاعة وإنكار الذات، موضحا أن بدو سيناء لديهم روح وطنية عالية وكانوا يرفضون الإحتلال الإسرائيلي رغم محاولة الإسرائيليين الدائمة للضغط عليهم لعدم مساعدتنا أو أن يكون لهم ولاء لغير مصر، تارة بالإغراء المادي وتوفير الكثير من حاجاتهم، وتارة أخرى بالتعذيب والتنكيل بهم ليخافوا، لكنهم،–"البدو"-، قدموا لنا كافة المساعدات الممكنة لإعاشتنا وإخفائنا عن أعين مخابرات العدو ودورياته. 

 

 

دوريات الاستطلاع التي نفذها

 

كشف اللواء نصر سالم أنه كان ينفذ دوريات إستطلاع من أعلى الجبال ويتخفى بين الصخور في منطقة عيون موسى وسدر الحيطان وجبل المر، وبعد عبور الجيش المصري إلى الضفة الشرقية ورغم تحقيق الإنتصارات، مهمته هو وزملائه لم تنتهيِ، بل كانوا يقوموا بإبلاغ القوات العابرة بأوامر القيادة في الأماكن التي كان يصعب فيها الاتصال خصوصًا عند تغيير بعض الخطط.

 

 

مواقف لا تنسى

 

وعن أكثر المواقف التي لا يمكن نسيناها، قال رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن هناك موقف أعتبره معجزة لا أصدقها حتي الآن، ففي أحد الأيام كلفت باستطلاع مكان ما، فتحركت مسافة لا تقل عن 7 كيلو مترات، ثم اكتشفت من علي الخريطة أن هناك لسانا جبليا صخريا يحيط بموقع العدو، ويشرف عليه فاخترت أعلي نقطة فيه، وتسلقتها لكنني لم أكن أعلم أن هذه النقطة ستكون قريبة جداً من العدو، فبعد أن تسلقت الجبل في تمام الساعة الثامنة صباحاً فوجئت أنني في قلب معسكر العدو، وأن برج مراقبة العدو علي مرمي حجر.

 

وتابع: أيقنت أن الشهادة قادمة، لكنني أصررت علي إكمال مهمتي وتمنيت الشهادة ثم فردت سلك الإرسال، وأرسلت المعلومات في خمس دقائق مرت كالدهر، وفي هذه الأثناء لم أجد أحداً يتقدم ناحيتي، وبنظري إليهم وجدتهم منشغلين، ولم يكتشفوا أمري بعد فرجعت غير مصدق أنهم لم يروني بالرغم من وجودي في قلب معسكرهم.