«التجمع الليبي» يطالب الليبيات بقيادة حركة الرفض للجريمة المنظمة

«التجمع الليبي» يطالب الليبيات بقيادة حركة الرفض للجريمة المنظمة
«التجمع الليبي» يطالب الليبيات بقيادة حركة الرفض للجريمة المنظمة

طالب رئيس التجمع الليبي حسن طاطاناكي، المرأة الليبية بالنزول إلى الشارع، وقيادة (حركة الرفض) للجريمة المنظمة، مشددًا على أن الشعب الليبي بكامل فئاته معني بالتصدي لهذه الظاهرة، ومحاربتها بكل الوسائل المشروعة.

جاء ذلك في كلمة له اليوم الثلاثاء بالعاصمة الليبية (طرابلس)، خلال افتتاح مؤتمر نسوي يناقش واقع المرأة الليبية في ظل تفشي ظاهرة الجريمة المنظمة.

 وجدد طاطاناكي التأكيد على أن الليبيين باتوا اليوم في معركة حقيقية ومشروعة ضد الجريمة المنظمة بكافة أشكالها، وأنواعها، كلُ من يتخاذل أو يتقاعس عن المشاركة فيها، هو في الحقيقة صنّف نفسه في خانة أعداء الشعب.

وخاطب رئيس التجمع الليبي للإصلاح المشاركات في المؤتمر قائلا: مثلما لا نقبل أن تبقى المرأة الليبية مشروع ضحية دائم للجريمة المنظمة، لا نرضى بالمقابل، أن تتخلى المرأة عن مسؤوليتها في حماية الأبناء من الانحراف، أو أن تتقاعس عن أداء دورها الحيوي في تحقيق الأمن المجتمعي.

وأكدّ على أن معدلات الجريمة المنظمة لن  تتناقص إذا أكتفت المرأة الليبية بإقامة مؤتمرات أوندوات حول هذه الظاهرة داخل جدران القاعات، داعياً النخبة المتعلمة والمثقفة من النساء إلى النزول للميدان، وقيادة حركة الرفض ضد من يروّع المواطنين بسلاحه أو من  يتعاطى ويتاجر بالمخدرات أو من يمارس السرقة والحرابة، أو من يسطو على المال العام أو من يقوم بتهريب الوقود والنفط، أو من يرتكب فعل الرشوة  أو من يتاجر بالبشر،  فهؤلاء جميعهم يقعون اليوم تحت تصنيف الجريمة المنظمة بحسب توصيف طاطاناكي.

واعترف رئيس التجمع الليبي للإصلاح بأن مقولة الأسرة هي خط الدفاع الأول في مواجهة الانحرافات الفكرية  ليس لها وجود على أرض الواقع، مرجعًا أسباب ذلك  إلى التهميش غير مبرر لدور المرأة في مكافحة الانحراف، والتشكيك في قدراتها على تحصين النشء من الوقوع في براثن الجريمة.

وقال : إن وصف المرأة أو الأم بأنها ربة بيت فحسب، هو وصف منقوص، ولا يعبّر عن المهمة الكبرى التي تقوم بها المرأة في المجتمع، فالصحيح أن نطلق عليها وصف ربة الوطن لأنها باختصار هي من تربي وتعلّم وتزرع قيم الخير والمبادئ الإنسانية في نفوس الصغار، وهي المسؤول الأول عن مستقبل الوطن المتمثل في أجياله الحاضرة والقادمة.

وأكد طاطاناكي على  قدرة  المرأة الليبية على  المشاركة بفاعلية في وضع الحلول والمعالجات للأزمات التي تعصف حالياً بليبيا متى ما أتيحت لها الفرصة وتوفرت لها الإمكانيات، حتى وإن كانت محدودة، مدللا على ذلك بمشاركتها الواسعة والنوعية  في هذا المؤتمر الذي يناقش أخطر قضية تواجهها ليبيا اليوم بحسب وصفه.

وطالب المشاركات في المؤتمر بكشف الحقائق وتقديم الإحصائيات الدقيقة عن المتضررات من الجريمة المنظمة بشكل مباشر،  واستعراض الحالات اللواتي تعرضن للعنف الجسدي والمعنوي في الفترة الأخيرة وإشهارها أمام  الرأي العام، داعيا إياهن ـ في ذات الوقت ـ إلى التفكير في الطرق والوسائل التي تمكّن المرأة فعلا لا قولا من قيادة حركة التغيير، فما تملكه المرأة الليبية من وطنية وحب لبلادها، وما يتوفر لها من مهارات وقدرات، يعززان الثقة لديها في مواجهة هذه التحديات والمخاطر، بحسب نص كلمته.  

وختم رئيس التجمع الليبي للإصلاح كلمته قائلا:  نحتاج إلى صوت المرأة الداعم لمراكز الشرطة باعتبارها القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها العمل الأمني، ومصدر الطمأنينة لنفوس المواطنين.. نحتاج إلى عقل المرأة القادر على تحصين أبنائنا من الانحراف والإجرام.. نحتاج إلى حكمة المرأة لتقديم الدعم النفسي والمعنوي لأفراد العائلة، .. نحتاج إلى المرأة لتكون الرقم الصعب في مواجهة خطر الجريمة المنظمة على المجتمع ومستقبل أجيالنا القادمة .

يشار إلى أن مؤتمر( واقع المرأة الليبية في ظل تفشي ظاهرة الجريمة المنظمة) الذي دعا إليه وأقامه التجمع الليبي للإصلاح، انطلقت فعاليات صباح اليوم الثلاثاء في العاصمة الليبية طرابلس بمشاركة أكثر من 250 شخصية نسائية، كان من بينهن العشرات من الناشطات الحقوقيات والمحاميات والمعلمات وأستاذات الجامعات، وحضور العديد من القيادات الأمنية والمحلية.

وقدمت في المؤتمر تسع أوراق علمية بحثية، ناقشت قضايا العنف ضد المرأة، ودور ربات البيوت في الانتشار أو الحد من الجريمة، ودور المرأة والمجتمع في التنشئة الاجتماعية وتصليح مسار الشباب في ليبيا، كما تطرقت الأوراق في جوانب أخرى إلى الصعوبات التي تواجه المرأة في الوظائف القيادية، ودورها في فض النزاعات ونشر السلام. 

وبحث المؤتمر في محوره الرئيسي التحديات التي تواجه المرأة في ظل انتشار الجريمة المنظمة في أجواء من الشفافية والصراحة، لدرجة أن أحد الأوراق المقدمة تطرقت إلى جريمة المرأة في المجتمع الليبي.