البراءة.. والشهوة القاتلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جريمة يهتز أمام بشاعتها عرش السماء، وحالة شاذة تطفو على مسرح الجريمة التي لم يكن يعرفها مجتمعنا من قبل، حيث تجردت أم من كل مشاعر الأمومة، والإنسانية، وسعت وراء شهواتها المحرمة.

ارتكبت وطليقها جريمة تبكي لها الفضيلة، وتنعاها المروءة، ولم تتذكر يومًا بأن طفليها كانا داخل أحشائها، ونسيت ضعف، ومسكنة صغرهما، وأن نموهما كان لايزيدها إلا ثقلًا، وضعفًا.

انفردت الأم بطليقها داخل الغرفة تاركة الصغيرين، يلهوان مستغلة عدم إدراكهما، وأخذ في إثارة الضوضاء والبكاء، وكأنهما يستشعرا بأن هناك شيئًا، وانطلق أحدهما في البكاء في محاولة للفت نظرهما والاهتمام بهما.

فما كان منها ومن طليقها إلا أن خرجا من الغرفة، وكأنهما ذئبين شرسين،وأوسعوهما ضربًا وتعذيبًا، وقام الطليق الذي يحمل بين ضلعيه قطعة من الصخر، بحرق جسديهما بالسجائر، وسط صرخات وتوسلات لأمهما التي لبسها شيطان أيضًا، ولم تبال، وقاما بتقييد أحدهما، بينما لم يتحمل الآخر، وأصيب بحالة إعياء شديدة، تقطعت أنفاسها، وانعقد لسانها عن الكلام، وأطلقت صرخة مدوية أسرع على إثرها الجيران وقاموا بنقله إلى المستشفى، باءت كل محاولات الأطباء بالفشل في إنقاذ حياة الطفل البريء، وتوفي متأثرًا بجراحه، نتيجة توقف بعضلة القلب، ووجود كدمات بجميع أنحاء جسده، وآثار حروق نتيجة إطفاء السجائر.

وما إن علمت الأم، تمكنت من الهرب مع طليقها تاركة طفلها الآخر مقيد اليدين، والذي أصيب بحالة من الذعر والهلع، وانفجر في بكاءً مرير، يتوسل إليهما بفك قيده، وبدموع منهمرة يشوبها ألم وغصة يسأل عن شقيقه.

على الفور انتقل المقدم محمد السيسي رئيس مباحث عين شمس، وأصدر تعليماته للقوة المصاحبة له بعمل التحريات السريعة، والمكثفة، بإشراف اللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، وتمكنوا من القبض على الأم المتهمة وطليقها الجاحد، وذكرت في أقوالها بأنها كانت تريد تأديب الطفلين هى وطليقها الذي تربطه بها علاقة محرمة، بعد حبس زوجها والد الطفلين على ذمة إحدى القضايا، لإحداثهما ضوضاء، وبكاء أثناء تواجد طليقها برفقتها.

تم تحرير المحضر اللازم وأحيلت الأم المتهمة وطليقها إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الطفل البريء بعد العرض على الطب الشرعي.
ويبقى السؤال بأي ذنب قتل الطفل، وأصيب شقيقه، ولو أمطرت دموعها تراب قبر الصغير، فما عاد ينفع الندم.