في عيد تحرير سيناء| حكاية «زي الجيش المصري» قبل 1300 عام

زي الجيش المصري
زي الجيش المصري

في عيد تحرير سيناء.. لم يتسنى دور الجيش المصري على حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر فقط، ولكن دور الجيش عُرف من أكثر من 1300 عاما، حيث كان الجيش المصري في العصر الإسلامي يتميز، ويتحلى بطراز خاص يُعرف من خلاله جنود مصر.

 

ويقدم «متحف الفن الإسلامي» تفاصيل زي الجيش المصري من قديم الأزل، وشرح تفاصيل الزخارف المنقوشة عليه والتعريف بمعانيها.

 

وقالت «صفية الطباخ» رئيسة الإرشاد بمتحف الفن الإسلامي أن الأسلحة الفردية تنوعت ما بين الخفيفة مثل «السيوف، الخناجر، الرماح، الأقواس، الدبابيس»، وكذلك الأسلحة الجماعية التي كانت تستخدم بعضها في دك الحصون والأبراج ولعل من أهمها «المنجنيق والدبابة».

 

وتابعت الطباخ: كما استخدم المسلمون ما يشبه الأسلحة الكيميائية مثل قوارير، وجلل النفط التي كانت تمتلئ بمواد سريعة الاشتعال مثل «الكبريت، والنفط، الراتنجات، والأدهان»، هذا إلي جانب «الكفيات»، التي كانت بمثابة القنابل المسيلة للدموع في عصرنا الحديث وتسبب الاختناق.

 

ومع ظهور البارود في منتصف القرن السابع الهجري الذي يعادل الثالث عشر ميلادي برع المسلمون في استخدامه كقوة دافعة لقذائف الأسلحة النارية، وأنتجوا أبدع النماذج من المدافع والبنادق والغدارات.

 

وأضافت الطباخ، أن الدولة العثمانية اشتهرت بقوة مدافعها التي كانت سببًا رئيسياً في انتصاراتها الباهرة في حروبها مع الأوروبيين، أما عن الأسلحة الوقائية فقد وصلنا منها أنواع مختلفة مثل الدروع والتروس والزرد والخوذات، كما صنعوا كذلك دروعا للخيول والحيوانات المستخدمة في القتال.

 

محتويات قاعة «العملة والسلاح» في المتحف الإسلامي:

 

وصفت الطباخ محتويات القاعة المتنوعة في المتحف الفن الإسلامي، لـ«بوابة أخبار اليوم» أثناء جولتها التفقدية داخل المتحف، وأبرزت مجموعة من السيوف والخناجر يرجع عمرها إلى القرن 10-12 هجري \ 16-19 ميلادي من مصر وإيران وتركيا والهند واليمن، وهي متنوعة الأشكال والأحجام التي صنعت نصالها من الصلب، بينما زخرفت مقابضها بالذهب والأحجار الكريمة وزُخرفت أعمدتها بألوان براقة.

 

وأضافت الطباخ أن القاعة المتنوعة تحتوي على مجموعة نادرة من السيوف متنوعة الأشكال، صُنعت نصالها من الصلب بينما صنعت مقابض بعضها من الذهب والعاج، ويبدو من الكتابات والزخارف التي نقشت عليها أنها كانت تستخدم للزينة والاحتفالات الرسمية من قبل السلاطين والملوك والأمراء وترجع إلي القرن 9-12 هجري / 15-19 ميلادي.

 

تعرف على أنواع السيوف في العصر المملوكي:

 

احتوت القاعة المتنوعة أيضاً على مجموعة من السيوف التي ترجع إلى العصر المملوكي لكلاً من «السلطان المملوكي قانصوة الغوري» و«السلطان المملوكي طومان باي مصر»، التي تتكون من الصلب، وعلى نصله كتابة بالذهب، ويأتي نصها كالتالي: «السلطان المالك الملك العادل أبو النصر طومان باي، سلطان الإسلام والمسلمين أبو الفقراء والمساكين قاتل الكفرة والمشركين محي العدل في العالمين خلد الله ملكه وعز نصره».

 

أما سيف «السلطان العثماني محمد الفاتح - تركيا»، و«سيف السلطان العثماني سليمان القانوني - تركيا»، وسيف «السلطان المملوكي مراد بك مصر العصر العثماني» وسيفان من اليمن.

 

وترس من الصلب المرصع بالذهب والفضة – إيران، القرن 12 هجريًا، وهو ترس مستدير كان يحمله المحارب ليقيه ضربات السيوف، وتزينه أشكال «جامات» بداخلها زخارف بصور لفرسان يصطادون حيوانات، وتتوسطه أربع أنصاف كرات بارزة ونظرا لزخارفه ذات القيمة الفنية العالية، فربما أنه صنع للزينة، ولم يكن يستخدم في القتال.

 

وهناك خنجر من الصلب مقبضه من حجر «اليشم» إيران – من العصر الصفوي، والخنجر ذو حدين والمقبض منحوت على شكل رأس، والخنجر له جراب مكسو بالفضة تزينه زخارف نباتية بماء الذهب.

 

تعرف على طراز «الخوذة الحربية» في العصر المملوكي:

 

أوضحت الطباخ أن الخوذة الحربية  في العصر المملوكي تتكون من الصلب مطعمة بالذهب وهي تعمل على حماية رأس المحارب، وتتكون من جزئين العلوي مزخرف بزخارف هندسية، والجزء السفلي يحتوي علي شريطين بهما تذهيب، إحداهما به جامات بداخلها كتابة بخط النسخ مدون عليها "الله، محمد، أبو بكر، عمر، عثمان، علي، طلحة، الزبير، سعد، سعيد، عبد الرحمن، عامر".

 

أما الشريط الآخر فيحتوي على آية الكرسي، وكتابات يقرأ منها «نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين يا محمد، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، بسم الله توكلت علي الله».

 

ومن جانب آخر احتوى متحف الفن الإسلامي على «الغدارة أو الطبنجة» وهي مزخرفة بالذهب الخالص، ويرجع عصرها إلى أسرة محمد علي في القرن 13 هجري و19 ميلادي.

 

وجاء وصف الغدارة بأنها محلاة بزخارف نباتية مذهبة ذات طابع أوروبي، وعلي ماسورتها «جامة» عليها اسم الصانع ومكان الصناعة.

 

ويذكر أن متحف الفن الإسلامي بالقاهرة يعتبر من أكبر المتاحف المتخصصة في الفن الإسلامي في العالم، حيث يحتوي على أكثر من مائة ألف تحفة تشمل جميع فروع الفن الإسلامي في مختلف العصور.

 

كما تميزت مجموعاته الفنية بثرائها من حيث الكم والكيف، مما جعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر تاريخه، وأصبح منهلاً لكل الباحثين والمؤرخين والزائرين على مختلف فئاتهم، وذلك للإلمام بتاريخ الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم المختلفة مثل الطب والهندسة والفلك.

 

حيث تشتمل مجموعات المتحف على مخطوطات، وتحف في الطب والجراحة والأعشاب، وأدوات الفلك من «الإسطرلابات» والبوصلات والكرات الفلكية، وفي مجال الفنون الفرعية التي تُمثل مستلزمات الحياة من الأواني المعدنية والزجاجية والخزفية، والحلي والأسلحة والأخشاب والعاج والمنسوجات والسجاد وغيرها.

 

واشتملت مجموعات المتحف على العديد من روائع التحف الفريدة التي تبين مدى ما وصل إليه الفنان من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة.