تقرير| «سيناء» من التحرير إلى التنمية

صورة خاصة من أرشيف الأخبار
صورة خاصة من أرشيف الأخبار

تحتفل مصر في 25 أبريل  بـ« عيد تحرير سيناء » من كل عام وذلك إحياءً لذكرى خروج أخر جندي إسرائيلي منها تطبيقاً لاتفاقية «كامب ديفيد» في عام 1982، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988.

 


أهمية سيناء


«سيناء» أرض الأنبياء ومعبر الديانات السماوية كرمها الله تعالى بذكرها في القرآن الكريم، وكرمها بعبور أنبيائه أرضها قاصدين وادي النيل، فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسي بن عمران وفيها تلقي الألواح من ربه، وعبرها السيد المسيح و السيدة مريم عليهما السلام إلي مصر .

 

وقد انعكست الأهمية الدينية والجغرافية والاقتصادية لسيناء علي تطورها التاريخي حتى أضحي تاريخها بمثابة سجل شامل للأحداث الكبرى في المنطقة في الماضي البعيد والقريب معاً .

 

كُتِبَ عنها أرض «الفيروز» وأرض «البطولات» باعتبارها بوابة مصر الشرقية وكُتب لها أن تكون في خطِ المواجهةِ الأول دائما، فقد تصدت لحملات صليبية ودوّن أهلها بطولات وانتصارات هائلة مروراً بإفشال خطط «رينالد» للسيطرة على البحر الأحمر وتدمير أسطول الصليبيين، وكذا دور المقاومة الشعبية في التصدي للعدوان الثلاثي سنة 1956، وبعده حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967.

 


سيناء حلم اليهود


وظلت سيناء حتى عصرنا الحالي مطمعًا لليهود على مر التاريخ، حاولوا الاستيلاء عليها وفشلوا مرارًا وتكرارًا، فاليهود لا يريدون أن تكون أرض سيناء مصرية لأن سيناء تعنى لهم الخراب وبمعنى آخر يصفونها بأنها "مقبرة اليهود"، ولذا فقد كانت سيناء مجال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 التي احتل بها الإسرائيليون أرض سيناء حتى تم طردهم في حرب أكتوبر 1973.

 

اليهود يؤمنون أن وطنهم يمتد من النيل إلى الفرات، ولديهم رغبة كبيرة في السيطرة على سيناء ولا ننسى حكايات موسى ديان من سرقة بعض الآثار المصرية إبان الاحتلال الإسرائيلي لمصر ورفضهم إعادتها لنا فسيناء في معتقداتهم شيئًا غاليًا ونفيسا .

 

وبعد أن تحررت سيناء من أيديهم "القذرة" بعد حرب أكتوبر عام 1973 ، وحتى انسحاب أخر جندي إسرائيلي منها ورفع العلم المصري عليها تطبيقا لاتفاقية «كامب ديفيد» في 25 أبريل 1982، ظلت هدفا لهم ولغيرهم من أعداء الوطن يحاولون نصب شراكهم حولها، حتى حانت اللحظة الحاسمة لهم عقب أحداث ثورة 25 يناير 2011، وبدؤوا في استهداف سيناء بالإرهاب .

 

 

سيناء تحارب الإرهاب


دخلت إلى أرض سيناء الآلاف من العناصر الإرهابية من خلال الأنفاق والسواحل كما تم إدخال كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات وتمركزت تلك العناصر في شمال ووسط سيناء، وبالأخص في المثلث رفح والشيخ زويد والعريش، وتم تسلل تلك العناصر مستغلين حالة التخبط الأمني في الدولة آنذاك.

 

وعند وصول الجماعة الإرهابية إلى حكم مصر دعمت بقوة تلك الجماعات في سيناء بل إنه كان يتم تقديم الدعم اللوجيستي الكامل لها، كما أن المعزول محمد مرسي وقتها أصدر عفوًا عن أخطر الإرهابيين في السجون المصرية وأرسلهم إلى سيناء حتى يكونوا داعمين له، أو معتقدًا أنه سيقوم بتشكيل جيش موازٍ في سيناء.

 

في تلك الأثناء كان يتم تزويد تلك العناصر بالسلاح وكان يتدفق من الأنفاق على الحدود الشرقية، كما تم إدخال مجموعات من الأسلحة عبر الحدود الغربية بعد انهيار ليبيا، لكن كل ذلك لم يكن ببعيد عن القوات المسلحة فتم الاستعداد الجيد للقضاء على تلك العناصر، وتطهير سيناء بالكامل.

 

 

جهود القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب


وعملت القوات المسلحة خلال الأعوام على وأد تلك العناصر الإرهابية والقضاء عليها وقامت بتنفيذ 7 عمليات عسكرية موسعة، وهي « العملية نسر 1 و 2» و« الضربة الجوية بليبيا 1 و 2» «حق الشهيد 1 و 2» وحققت خلال تلك الفترة إنجازات غير مسبوقة في مكافحة الإرهاب، حتى الوصول إلى العملية الشاملة سيناء 2018 ، التي أطلقتها القوات المسلحة فبراير الماضي .

 

حيث تم الدفع بأعداد من القوات والمعدات والتي تعد الأضخم في تاريخ الجيش المصري من خلال نشر قواته في سيناء، واستطاعت القوات المسلحة السيطرة على الوضع وتصفية الآلاف من تلك العناصر الإرهابية، وتدمير مخازن للسلاح وقطع طرق الإمدادات وتدمير آلاف الأنفاق .

 

العملية الشاملة سيناء 2018 لها 4 أهداف هي: "إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية وضمان تحقيق الأهداف لتطهير المناطق من البؤر الإرهابية وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهاب والتطرف بالإضافة إلى مواجهة الجرائم الأخرى ذات التأثير".

 

 


تنمية سيناء

 


وبالتوزاي مع العملية العسكرية فقد حرصت الدولة على تنمية سيناء، وقد أعلنت محافظة شمال سيناء مؤخرا عن الإنجازات التي تمت على أرض المحافظة خلال الأربع سنوات الماضية، وما هو مقترح تنفيذه في مختلف القطاعات. 

 


مدينة بئر العبد
 


تم تنفيذ عدة مشروعات في مجال الطرق والكهرباء وتحسين البيئة ودعم الوحدات المحلية والأمن والمرور بتكاليف إجمالية بلغت نحو 100 مليون جنيها، ومن المقترح إنشاء مشروعات أخرى خلال الفترة القادمة في مختلف القطاعات بإجمالي نحو 60 مليون جنيها. بخلاف الاعتمادات المركزية والمشروعات المنفذة من جانب بعض الوزارات.
 
 


مدينة الشيخ زويد


 
 خلال الفترة الماضية تم تنفيذ مشروعات قيمتها نحو مليوني جنيها، ومن المقترح إنشاء مشروعات أخرى خلال الفترة القادمة بتكلفة نحو مائتي مليون جنيها.
 
 


مديرية الأوقاف
 


تم إنشاء وإحلال وتجديد مساجد بقيمة 22 مليون و795 ألف جنيها خلال الفترة الماضية، ومقترح إقامة مقر للمديرية ومركز للتدريب الدائم ومعهد لإعداد الدعاة وعدد 16 مسجدا وإحلال وتجديد وصيانة عدد آخر بتكاليف إجمالية تبلغ 34 مليون و200 ألف جنيها.
 
 


مديرية التضامن الاجتماعي
 


جرى تنفيذ مشروعات خلال السنوات الأربع الأخيرة بتكاليف 791 مليون جنيها، ومن المقترح خلال السنوات الأربع القادمة تنفيذ مشروعات أخرى قيمتها 790 مليون جنيها.
 


 
مديرية الزراعة


 
سبق تنفيذ مشروعات قيمتها 612 ألف و800 جنيها خلال السنوات الأربع الأخيرة، وتم إعداد مقترح بإنشاء مشروعات تتكلف 13 مليون و650 ألف جنيها خلال السنوات الأربع الجديدة.
 

 

مديرية الشباب والرياضة
 


تم خلال السنوات الأربع الأخيرة إنشاء وصيانة نحو 60 ملعبا منجلا بخلاف الدعم المركزي للأندية ومراكز الشباب والمشروعات المركزية، وأنه من المقترح استكمال إقامة ملاعب جديدة ودعم وتطوير الأندية ومراكز الشباب بتكاليف تصل إلى أكثر من 50 مليون جنيها.

 

 

هيئة التعاونيات
 
تم إزالة وإنشاء عدد 26 عمارة سكنية بتكاليف أكثر من 98 مليون جنيها، ومن المقترح استكمال إزالة وإنشاء باقى العمارات لعدد 27 عمارة أخرى بتكلفة 180 مليون جنيها.
 
 


منطقة التعمير
 
جرى تنفيذ العديد من المشروعات في قطاعات الطرق والكهرباء والإسكان الاجتماعي والمنازل البدوية والتجمعات التنموية المتكاملة وتأهيل عمارات التعاونيات وغيرها من المشروعات التي تجاوزت تكلفتها المليار جنيها، ومن المقترح إقامة مشروعات أخرى خلال السنوات القادمة قد تصل إلى مليار جنيها آخر.


 

مياه الشرب والصرف
 
 كما تم تنفيذ العديد من مشروعات محطات المياه وشبكات المياه والصرف الصحي، ومن المقترح إقامة مشروعات أخرى بتكاليف إجمالية تتجاوز المليار جنيها.