شاهد.. ماذا قالت «ناهد نصرالله» عن أزياء أشهر الأفلام السينمائية؟

ناهد نصرالله
ناهد نصرالله

«ناهد نصرالله».. امرأة حفرت اسمها في دنيا الفنون بالعمل والجهد والمثابرة، وتعد الرائدة في مجالها، فيما مضى كان شادي عبد السلام، وسامح ولي الدين، هما من قاما بأشهر التصميمات في الأفلام السينمائية، لتأتي ناهد، وتتحدى "شطحات" المخرج العالمي يوسف شاهين، وتقنعه بموهبتها لتكون السبب الرئيسي وراء إنشاء قسم تصميم الملابس بنقابة المهن السينمائية منذ أربع سنوات.

 

من اقتصاد وعلوم سياسية للإخراج وعالم الأزياء والملابس كيف كانت البداية ؟


هناك صدف غير متوقعة تلعب دورا في الحياة، أنا من جيل السبعينيات الذي تميز بالحركة الطلابية السياسية، انخرطت في هذا الطريق، وعملت وظائف مرتبطة بدراستي عملت كمرشدة سياحية في إحدى الشركات، وكان شقيقي يسري نصرالله، يعمل في مجال السينما هذا العالم قريب مني، لم اتصور أن أعمل معه، حتى جاء الصديق عمر أميرالاي، المخرج السوري لعمل فيلما عن المرأة، ولأن لدى اهتمام بمجال حقوق المرأة وكنت أساعده، في هذه الأثناء وصلت في شركة السياحة لدرجة وظيفية مرموقة، وحدث سوء تفاهم بين عمر ومساعدته، في الوقت الذي كنت أتعاون معه على هامش وعرضت عليه التعاون، واستقلت وعملت مساعد مخرج، وكان شاهين يبدأ فيلم "وداعًا بونابرت" وتعاونت معه، كنت همزة الوصل بين المساعدين الأجانب وساعدني اللغات التي أتقنها، وفي فيلم اليوم السادس كان هناك سيدة فرنسية هي "إيفون ساس ينو" وافقت على الاشتراك بالفيلم شرط وجودي معها.

 

في الفترة التي بدأت أخرج بها أعمال خاصة بي وغضبت ولكن وافقت، أما الصدفة التي لعبت دورا هاما في حياتي ولم أكن متأكدة أن هذا هو "الكارير" الذي أريده وفضلت اتعلم كنت أبحث عن نفسي عملت في "المونتاج"، وحاولت دخول معهد السينما ولم يقبلوني، ونصحني يوسف شاهين، أن الحياة العملية أهم وهى أكبر مدرسة. 


حتى شعرت أن التصميم وهو مجالي بالرغم من أن هناك أدوات لا أتقنها حتى أعبر عن خيالي، وعلمت نفسي الرسم والتحقت بفنون جميلة القسم الحر وسافرت أدرس في فرنسا  بمدرسة رسم الموضة، وكان شاهين يعمل "كاليجولا"، وعندما عدت أخذت قرارا إنني لن أعمل تنفيذا لشغل آخرين وسوف أصنع أعمالي الخاصة، وهو ما قلته ليوسف شاهين، أنى متأكدة أنني لن أنفذ إلا شغلي، ووضعني في اختبار، ومشهد ليسرا، وصممت فستانا على هيئة أفعى وحاز إعجاب شاهين، وكانت الانطلاقة.


هل ندمت في لحظة ما من حياتك على اختيار مهنة تصميم الملابس بدلا عن الإخراج؟


لحظات قليلة كنت أطرح هذا التساؤل على نفسي لأنني عملت مساعد مخرج فترة قبل التفرغ للتصميم، لم أندم  وعندي الإصرار على عمل اختلاف في مجال تصميم الملابس كعنصر مؤثر في الصورة.


مؤخرا بدأ الاهتمام  بتصميم الملابس في الأعمال الفنية، رغم أن هذه المهنة من أقل الأجور في الميزانيات السينمائية، ويكفيني فخرا أن قسم الملابس في نقابة المهن السينمائية تم إنشاؤه بسببي كما قال لي المخرج عمر عبد العزيز، ولم أكن عضوة في النقابة حتى أدرك القائمون على النقابة أهمية هذا القسم.  

 

وكان أشهر من صمم الملابس في تاريخ السينما المصرية هما شادي عبد السلام، وولى الدين سامح، ويرجع الفضل في دخولي النقابة هو المخرج عمر عبد العزيز، وتامر حبيب، بعدما  تم إنشاء قسم التصميم من 4 سنوات.

 

ما الأسماء التي تعلمت من مدرسة ناهد نصرالله في مجال تصميم الملابس؟


أكيد المساعدين معي على مر 30 سنة، منهم مونيا فتح الباب، وإيمان النجار التي تحولت للإخراج، وليلي سليمان، وهى مخرجة مسرح، وريم العدل.
 
كيف تتعاملين مع السيناريو؟ 


بداية  أنظر له كنص أدبي وأحلل العوالم التي تدور خلف الشخصية.

 

وهل التصميم للمرأة يختلف عن الرجل؟


حسب الشخصية والقصة، المرأة قد يكون لها تفاصيل أكثر خاصة في المراحل العمرية المختلفة، وأحيانا في دور الرجل مثل شخصية "عشري" التي لعبها عمرو واكد في إبراهيم الأبيض، كانت متضمنة تفاصيل لتبرز الشخصية أكثر لأنه ولد حابب نفسه وطول الوقت يحب يغير من نفسه شخصية عشري أخذت مني جهدا كبيرا.
 
لماذا جاءت ملابس شخصية هند صبري في فيلم الجزيرة كامرأة صعيدية بعيدة عن الواقع المصري؟


الطابع الملحمي لفيلم الجزيرة ساعد علي عدم الالتصاق بالواقعية، ولجأت إلى اللعب بالألوان، ففي مرحلة  شبابها وفترة الفرحة في حياتها كانت الحبرة سوداء من الخارج وبألوان زاهية من الداخل، أما في مرحلة الحداد كان الأزرق هو السائد ليكسب الصورة جمالا، بحيث تظهر الألوان مع الحركة.


كمصمصة أزياء أين اختفى الزى المصري؟ ولماذا لا نملك زيا خاصا بنا؟


الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات والهجرة للخليج ساهم في اختفاء الزي المصري والتأثر بالآخر ساهم في طمس الهوية، إلى جانب أن أهل القرى كي يتملصوا من جذورهم بدأوا يعتمدون على ملابس الخليج، أما الزى الصعيدي الرجالي مازال موجودا قليلا في جنوب مصر، وللأسف تأثرنا تأثيرا سلبيا بالزى الخليجي والعامة غير مدركين لهذا، رغم أن زينا أجمل.


كيف هو الوجه الأخر لناهد الانسانة؟


فيما مضى كنت شخصية صاخبة ومع مرور الوقت والعمل اكتسبت عادات جديدة، أثناء الشغل نعيش 4 أشهر متواصلة من الصخب الرهيب بين البلاتوه والتصوير أكثر من 150 إنسانا كل مختلف عن الآخر، عوالم متغيرة تتعاملي معهم ، الآن أصبحت استمتع بالجلوس بالبيت والقراءة ومتابعة أفلام والمكوث مع نفسي عكس السابق كنت أخشى الحياة بمفردي، طول الوقت كان لدي خطة بديلة لقهر الوحدة.

 

ما الفيلم الذي يعد أصعب الأعمال التي شاركت بها عبر سنوات العمل؟ 


كان فيلم باب الشمس لأنه تم في بلدة غير وطني المعتادة عليه، وكان  بين سوريا ولبنان إضافة إلى القضية التي يتناولها، وهي  القضية الفلسطينية كما أن التراث الفلسطيني غزير جدا وهم شعب حساس على تراثهم للحفاظ على هويتهم،  كان لدي رعب  واعتمدت على المراجع رغم صعوبتها، وتطلب الفيلم أزمنة توضح سوق صيدا جيش التحرير العربي والجيش الانجليزي ومرحلة النزوح كان لدى معضلات كبيرة وصعوبة المراجع ولجأت إلى التخيل، وحاولت أن أعكس هذا الشتات على الصورة  كنت متخوفة من رد فعل الفلسطينيين وسعدت برد فعلهم في مهرجان كان وأشادوا بالملابس  وهذا العمل كان تحدي كبير لقدراتي.

 

ما آخر أعمالك؟


انتهيت من فيلم تراب الماس وهو عمل ضخم يتناول حقب زمنية متعددة من الخمسينيات حتى الآن.