السياحة العلاجـية.. تنتظر «الإنعاش»!

تعبيرية
تعبيرية

مواقع فريدة للاستشفاء في كل المحافظات تترقب وضعها علي الخريطة السياحية

 

كنز حقيقي تملكه مصر في كل ربوعها.. مواقع فريدة للاستشفاء وأدوية طبيعية لا تقارن يمكن أن تجتذب مئات الآلاف من الباحثين عن العلاج من مختلف أنحاء العالم.. لكن كل هذه الكنوز تبقي حبيسة الاهمال وغياب التسويق..من حلوان إلي الأقصر وأسوان.. ومن سيوة إلي شرم الشيخ وحمامات موسي وفرعون.. ومن الغردقة إلي سفاجا تنتشر عيون الشفاء وواحات العلاج بطرق شتي ربما تمثل أملا يسعي وراءه آلاف المرضي ممن أعياهم البحث عن علاج في غرف المستشفيات..وفي الوقت الذي تحقق دول مثل تايلاند وغيرها مليارات الدولارات من عائدات السياحة العلاجية، تبقي عائداتها في مصر هزيلة ولا تتناسب مع ما تمتلكه بلادنا من إمكانيات هائلة في هذا المجال نتيجة غياب الاستغلال الأمثل والتسويق المناسب.. »الأخبار»‬ تفتح هذا الملف وترصد معاناة السياحة العلاجية في العديد من المواقع وتسأل الخبراء عن أفضل السبل لإحياء السياحة العلاجية وتحويلها إلي مصدر دخل للاقتصاد الوطني.

 

حلوان »‬سرطان الإهمال».. ينهش »‬الكابريتاج»


سجائر الحشيش وزجاجات البيرة والقمامة تحتل »‬مصحة الملوك والرؤساء»


علي مسافة ٢٤ كيلومترا جنوب القاهرة اتجهنا إلي قلعة السياحة العلاجية بحلوان.. الشمس في كبد السماء والجو العام بالمدينة الخالية من الرطوبة نموذجيا.. وكان مقصدنا »‬كابريتاج حلوان» والذي اشتهر في مرحلة الستينيات كأكبر مركز علاجي بالمياه الكبريتية في مصر والشرق الأوسط.. دخلنا إلي مدينة حلوان لتستقبلنا مصانع الأسمنت المتوقفة ومن هناك سألنا عن كابريتاج حلوان.. ليرد علينا المارة وسكان حلوان. »‬دي خرابة رايحين تعملوا ايه».


وقررنا الذهاب إلي قلعة السياحة العلاجية نظرا لأهميتها التاريخية ففي الماضي وبعد الفتح الإسلامي سنة ٦٧٠ هـ حيث كان والي مصر عمر بن عبدالعزيز بن مروان في ذلك الحين، حدث أن انتشر وباء الطاعون في أنحاء مصر وبقيت حلوان بمنجاة منه، فاتخذها الوالي مقرا له وأقام بها، وأمر بصيانة العيون الموجودة بها والاستفادة منها، وفي عهد الخديو عباس الذي كان بصحبة جنود له عسكروا بالقرب من حلوان وقد أصيب عدد كبير منهم بمرض جلدي واكتشف أحد الجنود أحدي العيون ليغتسل بها ويجد نفسه تماثل للشفاء وانتشر الخبر بين الجنود حتي وصلت للخديو عباس الأول، الامر الذي دفعه إلي إقامة حمامات حلوان الكبريتية إلا أنه اغتيل قبلها وقد جني ثمار هذه الحمامات الخديو عباس حلمي الثاني، وقام بافتتاح هذه الحمامات عام ١٨٩٩ ذات الطراز العربي للعلاج بالحمامات لتكون ملاذا للمرضي بالامراض الروماتيزمية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مركز حلوان الكبريتي للطب الطبيعي والروماتيزم.. ولكنه أصبح الآن في ٢٠١٨ خرابة.

_____________________________________________________

مطار القاهرة الدولي     

_____________________________________________________


الطب الطبيعي


»‬الأخبار» رصدت في هذا التحقيق انهيار قلعة السياحة العلاجية بحلوان ورصدت بالصور معاناة عين وكابريتاج حلوان ومركز حلوان الكبريتي للطب الطبيعي والروماتيزم.


البداية كانت من كابريتاج حلوان الذي لا يوجد له مثيل في الشرق الأوسط لما يملكه من عيون كبريتية علاجية بها أعلي نسبة كبريت قادرة علي الشفاء من أمراض كثيرة بالإضافة إلي القيمة التاريخية للمكان ولكنه مع للأسف ترك للحيوانات الضالة وللمدمنين والقمامة ليكونا فندقا خاصا بهم فكان الكابريتاج يجذب السياح من مختلف دول العالم ولكنه الآن يحتاج إلي علاج جذري حتي يعود لمكانته الطبيعية.


وتصل كمية الكبريت في المياه بالعيون إلي ٢٧٪، وتعد بذلك من أجود المياه الكبريتية في العالم مقارنة بمراكز الاستشفاء الأخري في العالم، إلا أن وضعه الحزين الآن لا يسر عدوا ولا حبيبا فهو يعاني من الإهمال.


دخلنا إلي المكان الذي كان يسمي بالكابريتاج ولكنه الآن أصبح خرابة.. الأبواب الحديدية الصدئة والمتآكلة تكشف سوس الإهمال الذي نخر في جسد هذا البنيان التاريخي.. وبمجرد صعودك درجاته البالية تجد نفسك تتمايل يمينا ويسارا من كثرة القمامة والأتربة وبقايا الأشجار الميتة والسيراميك المسروق، وإذا عدنا بالزمن للوراء فسنجد أن افتتاح كابريتاج حلوان لأول مرة كان عام ١٨٨٩، وتم إنشاؤه علي أسس صحية حتي أصبح مزارا للسياح من كل صوب ومشفي للوافدين من جميع انحاء العالم، وبدأت أهميته كمركز علاجي تلفت الانتباه فتم إلحاق كازينو شهير بنفس الاسم، وأصبح »‬الكابريتاج» وقتها من أشهر الأماكن الترفيهية في مصر وكان يرتاده أشهر المواطنين في مصر والعالم ولكنه الآن لا يرتاده سوي الكلاب الضالة والحشرات ومتعاطي الكيف.

 

_____________________________________________________

مطار القاهرة الدولي     

_____________________________________________________

لمطالعة الموضوع كاملا تابعوا جريدة «الأخبار» بعددها الصادر صباح الإثنين 23 أبريل 2018 .
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي