«الرصاصة ستكون في رأسك».. سيدات فلسطين في مواجهة بنادق الاحتلال 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«أمسك الجندي الإسرائيلي بمُكبر الصوت وقال.. لو اقتربتي من الجدار الفاصل مرة ثانية ستكون الرصاصة تلك المرة في رأسك.. لكني لم أخف» كلمات وصفت بها واحدة من المتظاهرات في قطاع غزة ما حدث لها خلال مسيرات العودة.


شهدت المسيرات التي انطلقت في غزة منذ 4 أسابيع تصدر نساء القطاع بردائهن الأسود وأيدهن الصغيرة القابضة على الحجارة للصور التي نشرتها وكالات الأنباء العالمية والمواقع الإخبارية للتظاهرات.


وأشارت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى نساء قطاع غزة لم يكتفين بالمشاركة في التظاهرات بل كن في الصفوف الأمامية لها، لافتة إلى بعضهن شكلن دروعًا لتوفير حماية للرجال.


وتابعت أن تواجد النساء في الصفوف الأمامية للتظاهرات لم يجعل القناصة الإسرائيليين يتوقفوا عن استهدافهن، حيث سقطت خلال المظاهرات قرابة الـ160 سيدة.


الرصاصة ستكون في رأسك


واستعرضت الصحيفة البريطانية شهادات عدد من المتظاهرات اللاتي شاركن في مسيرات يوم الأرض، حول اعتداء الجنود الإسرائيليين عليهن.


وقالت تغريد البراوي إن النساء يتواجدن في الصفوف الأمامية للمظاهرات لتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين الرجال، والذين يكونوا أقل عرضة للتعرض لإطلاق النار منهم.


وأضافت أنها نزلت إلى التظاهرات متأثرة بما فعلته الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي تخضع للمحاكمة في إسرائيل بعد الفيديو الذي انتشر لها وهي تقاوم مجموعة من الجنود الذين حاولوا اقتحام منزلها.


وأشارت إلى أنها قامت خلال المظاهرات بإحراق العلم الإسرائيلي، مما دفع واحد من الجنود للإمساك بمكبر الصوت وتهديدها بأنه سيطلق الرصاص على رأسها لو اقتربت من الجدار الحدودي مرة أخرى.

 


لا نراهم


وأشار واحد من المشاركين في التظاهرات إلى أن تلك المرة تختلف عن انتفاضة الحجارة والتي كان الجنود الإسرائيليين يتواجدون أمامهم مباشرة على عكس تلك المرة فهم لا يرون القناصة الذين يطلقون عليهم النار.


وأضاف أن عدم القدرة على رؤية العدو أو ضربه خلق حالة يأس حولها سكان قطاع عزة بشكل فريد إلى مظاهرات غاضبة بالقرب من الجدار الحدودي.

4 أسابيع 32 شهيدًا


ويشهد قطاع غزة عدد من التظاهرات الغاضبة الممتدة على مدار 4 أسابيع كاملة، والتي سقط خلالها 32 شهيدًا بالإضافة إلى آلاف المصابين بينهم 160 سيدة على الأقل.


وبدأت التظاهرات في شهر مارس الماضي بعد الدعوات التي تم إطلاقها من أجل الخروج بمسيرات غاضبة في ذكرى يوم الأرض، وحملت تلك المظاهرات اسم مظاهرات العودة الكبرى.


وتهدف التظاهرات إلى التذكير بحقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيهم والتي أصبحت تقع خلف الجدار الحدودي الذي أنشأه الكيان الصهيوني على الحدود مع قطاع غزة.


وهددت إسرائيل وقتها المتظاهرين الذين ينون الخروج بأنها لن تسمح لأحد منهم باختراق الجدار الحدودي والمرور إلى داخل الأراضي المحتلة، وأنها لن تتردد في أمر القناصة باستخدام الرصاص الحي لإيقافهم.