قضية القدس .. «التخبط الروماني» وتصريح «نتنياهو» منعطفان جديدان في الأزمة

صورة مجمعة
صورة مجمعة

في السادس من ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، موجهًا وزير خارجيته آنذاك، ريكس تيلرسون، بالبدء في إجراءات نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، التي يزعم الإسرائيليون أنها عاصمةً أبدية لهم.

القرار الأمريكي سبب موجة من الغضب في العالم العربي والإسلامي، باعتبار أن القدس عاصمةً تاريخيةً لدولة فلسطين، احتلتها إسرائيل بصورةٍ غير شرعيةٍ في 1948، قبل أن تغير على شطرها الشرقي عام 1967، وتضم القدس الشرقية إلى الغربية، وتعلنها عام 1980 عاصمةً كاملةً لإسرائيل.

وقبل عام 1980، كانت كثيرٌ من بلدان العالم يتخذون من القدس الغربية عاصمةً لإسرائيل، ويفتحون مقار سفاراتهم هناك، ومن بين تلك البلدان هولندا وفنزويلا وبوليفيا وبارجواي وكوستاريكا والسلفادور، إضافةً إلى بلدانٍ في الاتحاد الأوروبي، بيد أن ضم إسرائيل القدس الشرقية إلى الغربية، وجعلها عاصمةً لها، دفع مجلس الأمن لاتخاذ قرارًا بعدم الاعتراف بالخطوة الإسرائيلية، وتوجيه لكافة البلدان التي تفتح سفاراتها بالقدس الغربية نقلها إلى تل أبيب.

واُعتمد قرار مجلس الأمن آنذاك بموافقة 14 دولة داخل المجلس(روسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا الشرقية والمكسيك والنرويج وجاميكا والنيجر وبنجلادش والبرتغال وتونس والفلبين وزامبيا)، في مقابل امتناع الولايات المتحدة آنذاك عن التصويت.

وأعادت كوستاريكا والسلفادور بعد ذلك السفارة من جديد إلى القدس عامي 1982 و1984 على الترتيب، قبل أن يعدلا في أغسطس عام 2006 عن تلك الخطوة، التي تسببت في حالة من العداء بين البلدين والعالم العربي والإسلامي من جهة.

تلك هي قصة الأمس في قضية القدس، لكن الواقع الآن، هو ما بدأنا به هذا التقرير، هو القرار الأمريكي الصادر من ترامب حول المدينة، والمنتظر أن يدخل حيز النفاذ في السادس عشر من مايو المقبل، تزامنًا مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل (ذكرى النكبة عند الفلسطينيين والعرب).

جواتيمالا في صف أمريكا

ولن ينقل ترامب وحده سفارة بلاده إلى القدس، فجواتيمالا أعلن رئيسها، جيمي موراليس، هو الآخر نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، كما انتوى حضور مراسم نقل السفارة بنفسه في منتصف مايو المقبل.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال إن ست دول تدرس موضوع نقل سفاراتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، حسب زعمه.

تخبط في رومانيا

وبدت رومانيا أولى تلك البلدان الستة حينما أعلن رئيس الحزب الديمقراطي الحاكم في البلاد، ليفيو دراجينا، أن الحكومة اتخذت قرارًا بنقل السفارة لدى إسرائيل إلى القدس، متحدثًا عن رئيسة الحكومة الرومانية، فيوريكا دانسيللا، سوف تصل إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة القضية.

أمرٌ بدده الرئيس الروماني، كلاوس يوهانس، الذي نفى نية بلاده، المنضوية تحت راية الاتحاد الأوروبي، نقل السفارة إلى القدس، الذي اعتبر حدوثه انتهاكًا للقانون الدولي.

وفي رومانيا، بموجب القانون يقع القرار النهائي بشأن نقل مكان السفارة في يد الرئيس، مما يجعل نقلها أمرًا صعبًا، في ظل رفض الرئيس المنتمي لتيار الوسط الأمر، والذي قال إنه لم يجر استشارته قبل اتخاذ هذا القرار من قبل الحكومة.

وكانت رومانيا من الدول الخمسة والثلاثين التي امتنعت عن التصويت في منتصف ديسمبر الماضي، على مشروعٍ عربيٍ يبطل قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول الاعتداد بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

بلدان مع قرار ترامب

وأيدت 128 دولةً من جميع أنحاء العالم المشروع العربي، فيما رفضته تسعة بلدان فقط من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، التي صدقت على قرار الرئيس الأمريكي.

وقد تكثر التكهنات إن صح حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي حول نية ست دول نقل سفارتها إلى القدس، عن البلدان السبعة الأخرى التي صوتت لصالح قرار ترامب، وهي توجو وجزر مارشال وهندوراس وميكرونيزيا (دولة تقع في المحيط الهادي شمال شرق بابوا غينيا الجديدة ضمن منطقة أوقيانوسيا) وناورو (دولة عبارة عن جزيرة في المحيط الهادي ضمن منطقة أوقيانوسيا) وبالاو (دولة جزيرة تقع شرق الفلبين ضمن منطقة أوقيانوسيا) إضافةً إلى جواتيمالا، التي ستنقل سفارتها بالفعل.