الشباب الأكثر إقبالًا على «الاستروكس»

فيديو| مسئول بـ«مكافحة الإدمان»: 500% زيادة في الاتصالات بعد إعلان محمد صلاح

د. محمود محمد ربيع، أخصائي علاج الإدمان
د. محمود محمد ربيع، أخصائي علاج الإدمان

 د. «محمود ربيع»: استقبلنا 104 ألف حالة في 2017.. ومحمد رمضان أعلن تبرعه بـ600 ألف جنيه

نعالج «مرضى الإيدز».. والهيروين ينقل فيروس «سي»

لا نغلق الباب في وجه أحد.. ولدينا 21 مستشفي لعلاج المدمنين

 

 كشف د. محمود محمد ربيع، أخصائي علاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، والمشرف على مستشفيي الإسماعيلية للقوات المسلحة، والحسين، أن الحملة الإعلانية للفرعون محمد صلاح «أنت أقوى من المخدرات» ساهمت في زيادة نسبة الاتصالات والاستفسارات عن التعاطي بنسبة 500% .

وقال «ربيع» في حوار خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»: إنهم يستقبلون  مكالمات واستفسارات عن طريق فريق متخصص خلال 24 ساعة، ويتم الرد عليها عن طريق الخط الساخن 16023، كما ينجحون في حل كل مشاكل المتعاطين من المنزل.

وكشف أيضًا عن تبرع مشاهير لصالح الصندوق، مشيرًا إلى رحلة علاج المريض منذ قرار العلاج حتى الخروج من المستشفى، موضحًا تفاصيل كورس العلاج، وأصعب حالات أثناء العلاج في 21 مستشفي على مستوى الجمهورية، في الحوار التالي...

 

بداية.. حدثنا عن تاريخ الصندوق وأبرز مهامه؟

يمثل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الآلية الوطنية لتنفيذ برامج الوقاية من التدخين والمخدرات، وله دورين، الأول توعوي يستهدف توعية المواطنين من أخطار تلك الآفة، والأخر علاجي، فلدينا 21 مستشفي لعلاج الإدمان بعضها تابع لوزارة الصحة كمستشفيي العباسية والخانكة وبنها، وأخرى تابعة للقوات المسلحة كالإسماعيلية والمعادي، وثالثة جامعية كقصر العيني والدمرداش والحسين.

كما نستقبل مكالمات من خلال فريق متخصص خلال 24 ساعة، ونرد على كل الاستفسارات عن طريق الخط الساخن 16023، كما نحل كل مشاكل المتعاطين من المنزل عن طريق التوجيه إلى أقرب مكان علاجي.

 

وما دوركم منذ استقبال مكالمة من أسرة متعاطي؟

نستقبل عشرات الاستفسارات يومًا، وبعد ذلك نوجه المريض إلى المستشفى الأقرب له، ومن هنا تبدأ رحلة العلاج التي تبدأ بسعر 5 جنيهات، قيمة التذكرة .

استقبلت مرضى فقدوا الأمل في الحياة، وآخرون لديهم إصرار على هزيمة الإدمان، وأقوم مع الفريق الأول بتعزيز دافع الخلاص من المخدر، وتقوية إرادتهم من خلال برنامج علاجي وسلوكي منتظم ومتميز، فنعزز رغبة المريض في العلاج حتى يصبح إنسانًا إيجابيًا في المجتمع .

 

لمن تقدمون الفرصة؟

نقدم الفرصة لكل المدمنين بهدف العلاج، ولا نغلق الباب في وجه أحد.

 

وما تفاصيل المشوار العلاجي منذ اتخاذ القرار حتى الخروج من المصحة؟

في البداية، يبدأ المريض في أعراض الانسحاب بعد دخوله المستشفى، وتستمر لمدة 5 أيام ، فلا يسمح له خلالها بالخروج حتى لا يعود للمخدر، وقد تستمر تلك الأعراض 15 يومًا أو أكثر، فهي مرتبطة بقوة إرادة المريض، وطول مدة التعاطي، وعوامل أخرى تتعلق بالبيئة المحيطة.

 

هل هناك مدة معينة للتعافي؟

التعافي غير مرتبط بمدة، بل بالانتظام في برنامج علاجي حتى تخرج آخر نقطة مخدر من جسد المريض، فهناك حالات أقلعت منذ 7 سنوات وتواصل برنامجها العلاجي حتى الآن .

 

وما السر؟

التعافي غير مرتبط بترك المخدر فقط، بل بتهيئة الظروف المحيطة بالمريض التي دفعته للإدمان، وكذلك هناك جانبا سلوكيا وأخلاقيا يعتمد على المعالجين، فضلا عن الاستمرارية في الكورس.

 

فترة الانسحاب.. هي أصعب لحظات المريض؟

نعم، وبعد خروج السم «المخدر» من جسد المريض، نقوم بإعادة تأهيله لمدة 4 أسابيع، ونركز عل الجوانب النفسية والاجتماعية ودعم المريض نفسه، وخلال تلك المدة نوجه الأهل بدعمه لكل الطرق .

وبعد فترة الانسحاب، نبدأ في التأهيل (أ) وهو برنامج متكامل يستمر حتى 4 أسابيع، ويتخلله زيارات الأهل، وهنا نوجه الأهل حتى لا يساهموا في انتكاسة المرض، ثم  نقوم بجرد يومي لكل تفاصيل حياة المريض، فنقيمه بدرجات الالتزام والسلوكيات والاستجابة للبرامج العلاجية، ونجمعها خلال الشهر، وفي ثالث أسبوع ينزل المريض في زيارة لأهله لمدة 8 ساعات ويعود مجددًا، وفي الأسبوع الرابع والأخير، بعد قضاء 33 يوما، نسمح للمريض بالعودة إلى منزله، ويجلس مع أهله، وبعد العودة من الإجازة يتم تقييمه من جديد.

 

هل يتم العلاج بشكل منفرد أم جماعي؟

طبعاً منفرد، وكل مريض له برنامج خاص به يختلف عن غيره بسبب السلوكيات المختلفة، وكذا مدى الاستجابة، وبعد 90 يوما يواجه المريض نفسه بعد انتقاله للعيادة الخارجية، وهنا يبدأ في وضع خطته العلاجية ويدرك تماما هنا خط سيره القادم، ويتخذ قرارات مصيرية حول حياته القادمة.

 

المريض السلبي.. كيف تتعامل معه؟

لا أحرقه، وأعطيه فرصة جديدة، والمثلث العلاجي المكون من الطبيب والأخصائي والأهل، لا يسمح بانتكاسة المريض، ونعتمد بشكل قوي على العنصر الثالث وهو أهلية المريض، لأنهم قد يكونون سبب انتكاسته، أو سر شفاءه.

 

كبار السن.. هل لديهم أسرة لديكم؟

نعم لكنهم قليلون، ونسبة الشباب هي الأكبر، ولدينا مستشفيات متخصصة للفتيات .

 

ماذا عن إحصائية 2017؟

استقبلنا 104 ألف مريض في عام 2017، و87 ألف مكالمة عبر الخط الساخن، وبعد الحملة الإعلانية للفرعون محمد صلاح «أنت أقوى من المخدرات» زادت الاستفسارات والمكالمات بنسبة 500%.

 

وماذا عن دور الصندوق بعد التعافي؟

لا نترك المريض أبدًا، ونواصل دعمه بكل الطرق حتى يندمج ويبقى في أفضل حال.

 

ومن هو أصعب مريض؟

المدمن المريض بفيروس سي، فيتعاطى رغم مرضه، وعقدنا بروتوكولًا مع صندوق «تحيا مصر» لتقديم فرصة لعلاج تلك الفئة من المرضى على حساب الصندوق، فالهيروين ينقل فيروس «سي» بنسبة 80%، والايدز بنسبة 60% .

 

هل لديكم مرضي دائمين؟

غير موجودين، وكل مرضانا إيجابيون، وإذا انتكس المريض لا نتركه،  كما لدينا فريق كامل في العيادة يحدد موعد خروج المريض.

 

وماذا عن التكلفة؟

المريض مبيدفعش جنيه، والصندوق يتحمل كل التكلفة.

 

الأطفال والمراهقين.. ومدمنى الاستروكس؟

لدينا عيادات لهم في مستشفيي العباسية وحلوان، وكذلك كبار السن ولكن نسبتهم قليلة جدا، وأغلبهم مصابون بأمراض مزمنة مثل السكر والضغط، كما نستقبل كل أنواع المدمنين، وكذلك مدمني الاستروكس، وأكثرهم شباب، والمراهقين، فتلك المادة تؤثر بشكل كبير عليهم.

 

«أنت أقوى من المخدرات» من صاحب الفضل في الحملة.. وما سر اختيار الفرعون محمد صلاح؟

محمد صلاح هو أمل لكل شاب مصري حاليًا وحافز لكل شاب، فهو وحي لقيم افتقدها بعض الشباب، بأخلاقياته وروحانياته الراقية ، وكل مرضانا يعشقونه، فالفرعون لم يحصل على قرش واحد من الحملة، ويتبرع لصالح الصندوق، كما أن محمد رمضان أعلن عن تبرعه لصالح الصندوق بـ600 ألف جنيه.

 

وأخيرًا.. في حالة شفاء المريض.. كم نسبة عودته للكيف؟

هناك  عوامل أساسية لضمان ذلك، فريق متخصص ومتابعة دورية ودعم أهله، مع مراقبة سلوكه وتصرفاته.