مكرم محمد: الإعلام والصحافة استعادا أصولهما المهنية

 الدكتورة هالة السعيد
الدكتورة هالة السعيد

أكد مكرم محمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط قدمت إسهاما مهما في إصلاح أوضاع الصحافة والإعلام المصري على كافة المستويات التنظيمية والمالية خاصة الصحف القومية لتمكينها من معالجة أوجه القصور على إمتداد أعوام طويلة من الفترة الإنتقالية.


وأوضح مكرم، في كلمته ببداية الدورة التدريبية التي تنظمها الهيئة الوطنية للصحافة اليوم، أن تلك الفترة الانتقالية سادت فيها الفوضى وتبددت معايير المهنية والحرفية وسقطت كل صنوف المسئولية التي تُنظم الحريات العامة والخاصة بما فيها حرية الرأي والتفكير وإختلط الحبال بالنابل وضاع إحترام القانون وتبددت حقوق القراء في صحافة جيدة ونزيهة وأصبحت حرية الصحافة والإعلام مجرد عدوان على حريات الآخرين وإفتئات على حق المجتمع، وضاعت معايير الصدق والموضوعية وحق الرد والتصحيح .

وتابع مكرم "نحمد الله أن نجحت جهود الإصلاح أخيرا، واستعاد الإعلام والصحافة الكثير من أصولهما المهنية ونهض في المجتمع قوة تصحيح جديدة، تتمثل في ثلاث هيئات مستقلة عن السلطة التنفيذية لكنها لا ينبغي أن تبقى مُستقلة عن بعضها لبعض مهمتها وضع الأمور في نصابها الصحيح بما يضمن الإقتران الصحيح بين الحرية والمسئولية، والإرتقاء بجودة المهنة إلى معايرها العالمية، وتطبيق معايير الثواب والعقاب في إطار مؤسسي يحفظ للإعلاميين والصحفيين حقوقهم في تداول المعلومات من مصادرها الصحيحة، والإرتقاء بأساليب عملهم وفقاً لأحدث تكنولوجيا المعلومات، عبر برامج تحديث وتدريب مستمرة، تعوض فقدان المدارس المهنية القديمة التي كانت تُميز الصحف المصرية الأهرام والأخبار وروزاليوسف على وجه التحديد، وتعطيها تميزها الخاص في مصداقية الخبر وشيوع الانتشار والتحديث المستمر للغة الكتابة الصحفية".

وتقدم مكرم بالشكر لوزيرة التخطيط لرعايتها لهذة الدورة التدريبية متمنيا أن تكون جزءاً من برنامج متكامل, ينهض به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام متعاوناً مع الجميع, ينطوى على برامج نوعية للصحفيين والإعلاميين فى تخصصاتهم المختلفة الإقتصادية والمالية وغيرها.

لافتا إلى أنه تم تدريب 100 منهم مع تقديم حاسب إلكتروني لكل متدرب للإرتقاء بأدواته المهنية، فضلاً عن برنامج متكامل بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية لتدريب كل من يشغل وظيفة رئيس قسم في كافة مؤسسات الصحافة والإعلام المصري على التحديات الاستراتيجية الأمنية الأساسية التي تواجه خيارات مصر السياسية، على دفعات متواصلة تبدأ هذا الشهر إضافة إلى برامج أكثر تقدماً للنابهين من الصحفيين والإعلاميين يشغلون مراكز مهمة أو مقدمي برامج توك شوك الذين ينبغي أن يكونوا على مستوى مسئولية تشكيل الرأي العام .

وتابع "ما يهمني في مجال التدريب الصحفي والإعلامي ألا يكون هناك تمييز بين الصحفيين والإعلاميين في المؤسسات القومية أو الخاصة، لأنهم جمعياً في خدمة أهداف مصرية يتحتم بالضرورة أن تكون أهدافاً مشتركة، وأن يتوقف تفكيرنا تماماً في الفصل بينهما عندما يتعلق الأمر بالمساءلة عن آداب المهنة ومواثيقها الأخلاقية التي ينبغي أن تحكمها معايير واحدة لا تُفرق بين المؤسسات القومية والمستقلة خاصة أن قوانين المجلس الأعلى لا تعرف هذه التفرقة والتمييز ".

ووجه كلامه لوزيرة التخطيط قائلا "سوف يكون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام جاهزاً لتنظيم جهوده مع كل المؤسسات المعنية بما في ذلك وزارة التخطيط والهيئتين الوطنيتين للصحافة والإعلام ونقابتي الصحفيين والإعلاميين".