غول الانتحار يهدد الأطفال..

بوابة «أخبار اليوم» ترصد ضحايا الألعاب ومشاهد العنف

أرشيفية
أرشيفية

في عقل الطفل تستقر المشاهد التي يشاهدها في التلفزيون، خاصة العنيفة منها ويحاول تقليدها، وبعضهم يدفع حياته ثمناً لها وأخرها حالات الانتحار المسجلة بسبب لعبة «الحوت الأزرق».
في هذا التقرير ترصد «بوابة أخبار اليوم» وقائع الانتحار التي كان ضحيتها أطفال في الآونة الأخيرة.. 

«فيلم كارتون»


أنهت طفلة تدعى إيمان، تبلغ من العمر 11 عامًا، من المرج، ، حياتها بعدما شاهدت فيلم كرتون، ثم اندمجت في أحداثه، وأخذت تقلد ما شاهدته بعد دخولها غرفتها، ما أودى بحياتها.

وتمكن أهل الطفلة من اكتشاف الواقعة بعد موت الطفلة، إذ شعروا بتغيبها، وبعد مرور بعض الوقت ذهب الوالد ليطمئن عليها في غرفتها، فوجدها قد انتحرت مستخدمة "شال" لفته حول رقبتها، بعدما شاهدت فيلم كرتون كان يفعل ذلك.


»فتاة أكتوبر«


وأيضًا من أشكال الانتحار، أقدمت فتاة في عمر 14 سنة على الانتحار، بإلقاء نفسها من الطابق السادس بمدينة 6 أكتوبر في الجيزة، بسبب عدم استكمال تجهيز منقولات عرسها، بعد أن مرت عائلتها بضائقة مالية


تم نقل الجثة إلى أحد المستشفيات العامة، وأثبتت التحريات أنه لا توجد شبهة جنائية وراء الحادث، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

»بسبب المذاكرة«
في هذه الواقعة أقدم «إبراهيم مجدي عبده» 15 عاما بالصف الثالث الإعدادي، على الانتحار بشنق نفسه في غرفة النوم في منزله بالهرم، بسبب قيام أهله بمطالبته بمذاكرة دروسه.

كشفت تحقيقات النيابة، أن الطالب دخل حجرته، وقام بإحضار سلك كهربائي وعمل مشنقة ووضع رأسه بها بعد أن أحضر كرسي المكتب الذي كان والده قد اشتراه له لكي يقوم بعمل الواجبات المدرسية، إلا أنه قام باستغلاله للوقوف عليه وشنق نفسه

فيما ذكر والد الطالب في تحقيقات النيابة، أن نجله كان يمر بحالة نفسية سيئة نتيجة كثرة مطالبته بالتوقف عن اللعب والالتفات إلى مذاكرته.

»تلميذ إبتدائي«


وفي أكتوبر 2016، أقدم طفل بالصف الخامس الابتدائي، لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره على الانتحار، بعد أن ربط حبلا في سقف غرفته بقرية جزيرة ببا التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف جنوب القاهرة.

وترك الطفل «على محمد عيد» رسالة لعائلته، أبلغهم فيها أنه اعتاد الكذب عليهم ويشعر بالذنب تجاههم، طالبًا مسامحتهم على ما فعله.

وكتبت الطفل في الرسالة لأمه: «اعتدت الكذب على والدي في وقائع، فتولد لدي شعور بالذنب دفعني لشنق نفسي، فأنا لا أستطيع أن أكمل الحياة"، مطالبا والديه وأسرته بمسامحته على فعلته».

فيما أمرت نيابة مركز شرطة ببا جنوب بني سويف، بإشراف المستشار عماد على المحامي العام لنيابات بنى سويف، بتكثيف تحريات الشرطة حول الواقعة، والتأكد من صحة الوصية التي تركها الطفل بخط يده من عدمها

»خبير نفسي«


من جانبه، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن أسباب لجوء بعض الأطفال للانتحار عند مشاهدة أفلام الكرتون، إن الأطفال دائمًا يقلدون ما يشاهدونه خاصة إذا تعرض الطفل في الأمور الحياتية لمواقف مشابهة لما شاهده، أما المراهقين فيعتبر الإعلام المرئي هو مصدر ثقافة أساسية لهم.

وأضاف فرويز أن بعض الأطفال يعانون من اضطرابات التواصل، وذلك يأتي للطفل قبل سن الـ16 عامًا، فيميلون إلى الاستعراضية للفت انتباه الآخرين، فيحاولون دائمًا تقليد البرامج التي يشاهدونها خاصة إذا كانت تقترب بشيء ما في عقله الباطن، مثل شغف الطفل بتقليد "سبايدر مان"، فمشاهدته لبرامج أو أفلام تتناول هذه الشخصية فيميل إلى تقليدها، أو مشاهدته لموقف في برنامج أو فيلم يقترب من موقف أثر عليه في حياته.

ونصح "فرويز" الأباء بضرورة الحديث مع الأطفال والمراهقين في المحتوى الذي يشاهدونه عبر البرامج المختلفة وأفلام الكرتون، لمعرفة آرائهم حولها، وذلك يفيدهم في معرفة مكامن شخصية الطفل أو المراهق، وضرورة وضع الرقابة على جميع المحتويات المقدمة وخاصة "المحتوى الأجنبي"، والتقرب من الأطفال لفهم مشكلاتهم.