ماري سورات.. أول امرأة تُعدم في أمريكا .. بسب اغتيال «لينكولن»

ماري سورات وأبراهام لينكولن
ماري سورات وأبراهام لينكولن

في مصر، اشتهرت شقيقتان من مدينة الإسكندرية يُدعيان، ريا وسكينة، شهرةً بليغةً في مطلع عشرينيات القرن الماضي، بعدما ثُبت تورطهما في جرائم قتل للسيدات من مدينة الإسكندرية لسرقة مقتنياتهم الذهبية.

جزاء ريا وسكينة كان من جنس عملهما، بعدما أصبحا أول امرأتين في التاريخ المصري، يُقضى بإعدامهما شنقًا، حيث كانت هذه العقوبة يُقتصر تطبيقها فقط في البلاد على الرجال، وكان هذا يوم الحادي والعشرين من شهر ديسمبر عام 1921.

أول امرأة في أمريكا

وسبقت أمريكا مصر في تطبيق عقوبة الإعدام شنقًا على النساء فكان ذلك يوم السابع من يوليو عام 1865، بإعدام سيدة أعمال تُدعى ماري سورات، والسبب ما حدث ليلة الرابع عشر من أبريل من نفس العام.

في تلك الليلة قام الممثل المسرحي المعروف آنذاك، جون ويلكس بوث، باغتيال الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن، عبر إطلاق النار عليه من خشبة مسرح فورد أثناء عرضٍ مسرحيٍ في ليلة جمعة الآلام، فأرده قتيلًا في صباح اليوم التالي الخامس عشر من أبريل، ولكن ما الذي قاد ماري سورات إلى حبل المشنقة جراء تلك الجريمة.

منفذ الجريمة بوث كان على علاقة بماري، وحينما اتخذ قرارًا بنيته اغتيال الرئيس الأمريكي ذهب إلى منزل ماري سورات الخشبي في العاصمة واشنطن، وطلب منها أن تسلم طردًا إلى حانتها في ماريلاند، كما طلب منها أيضًا أن تخبر المستأجر الذي أقام هناك أن يجهز الأسلحة التي وضعها بوث هناك من قبل ليأخذها الآن، وقد أقرت ماري بأنها امتثلت لطلبات بوث وسافرت برفقة لويس فايكمان صديق ابنها، لكي تنفذ ما طلبه منها بوث، ليتسبب ذلك في تورطها في جريمة اغتيال لينكولن.

اُحيلت ماري بعدها للقضاء العسكري رفقة متورطين آخرين في جريمة اغتيال لينكولن، بعدما قُتل بوث بعد 12 يومًا فقط من ارتكابه جريمته، وتم محاكمتهم عسكريًا بدءًا من الأول من مايو، بأمرٍ من الرئيس الأمريكي آنذاك، أندرو جونسون، الذي كان نائبًا للينكولن وخلفه في منصبه.

دامت محاكمة ماري ومتورطين آخرين لسبعة أشهر لتقضي بعدها المحكمة العسكرية بإعدام ماري سورات وسبعة متهمين آخرين، لتصبح أول سيدة في تاريخ الولايات المتحدة يتم إنزال عقوبة الإعدام بها، وليتم تنفيذه يوم السابع من يوليو من العام ذاته.