اللص الذئب.. وفتاتا الآداب والتجارة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

علت وجهها علامات الرعب والهلع، تتسابق دقات قلبها، وتملكت جسدها رعشة شديدة كمن أمسك بسلك كهربائي، انعقد لسانها عن الكلام، ووضعت كفها فوق فمها في بلاهة يشوبها دهشة تتعاظم على وجنتيها.

 

وبصرخات مكتومة تكاد أن ينفجر على إثرها قفصها الصدري، عندما فوجئت بأحد الأشخاص يقتحم عليها غرفة نومها، بينما بريق نصل مطوته يجذب عينيها بخيط غير مرئي، يهددها بعدم الصراخ أو الاستغاثة وإلا سيكون مصيرها القبر، استجابت لتهديده، وبأنامل مرتجفة تخلع مشغولاتها الذهبية في محاولة لإرضائه  لكي يتركها، مع الوعد بعدم الإبلاغ عنه.

 

لبس عباءة إبليس بعد أن خيل له بأنها صيد سهل فانقض عليها كالذئب، وقام بتقبيلها والتعدي عليها جنسيًا، وهتك عرضها، وبدموع اليأس توسلت إليه بأن يتركها ولا يؤذيها، وأثناء محاولتها الفرار من بين براثنه قام بعضها في وجهها، محكما أنيابه التي ارتسمت على إحدى خديها كحيوان مفترس ليشل حركتها، ولكنها قاومته بشدة، ودفعته بيدها محاولة الهرب من تحت قبضته التي أحكمها على جسدها، وأرسل القدر صديقتها التي أخرست المفاجأة صرختها، وتسمرت قدميها بالأرض، وقبل أن تنطق بكلمة باغتها اللص الذئب بضربة قوية في أنفها فقدت على إثرها الوعي للحظات، وانطلق بريق رعب من عينيهما وهي تتابع الذئب وهو يهرول مسرعا، سابحة هي وصديقتها في أخر مشاهد لهما قبل فقدان الوعي واللص يهرب بعد أن نال ما اشتهاه منهما.

 

وأمام المقدم تامر فراج رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، الذي هدئ من روعهما، جلست الفتاة تعلوها وجهها الضمادات والقطن، بينما صديقتها التي امتدت يدها تمسح قطرات الدم المتساقطة ببطئ، وقدمتا هويتهما له حيث المجني عليها الأولى حاصلة على ليسانس الأداب، وصديقتها بكالوريوس تجارة.

 

على الفور تم تشكيل فريق بحث قاده رئيس المباحث ومعاونيه بإشراف العميد حازم الديربي مفتش المباحث، وبالاستعانة بالتقنية الحديثة وتفريغ كاميرات المراقبة بمكان الواقعة تم تحديد اللص الذئب، وألقي القبض عليه، وكان قد سبق اتهامه في قضيتي سرقة بالإكراه، وسرقة مسكن، واعترف بصحة الواقعة واعتدائه على الفتاة واغتصابها، والتعدي بالضرب على صديقتها، وأرشد عن المسروقات والمطواة المستخدمة في الجريمة.