من القاهرة: «هنا دمشق».. حين قالت مصر لا لضرب سوريا

صورة من الضربات التي نفذت على سوريا
صورة من الضربات التي نفذت على سوريا

خلافا لما أعلنته بعض العواصم العربية، جاء التأكيد المصري من العاصمة القاهرة  للوقوف مع الشعب السوري الشقيق، ضد التصعيد العسكري بحق سوريا، والذي نفذته ( أمريكا ، وبريطانيا، وفرنسا) على عدة أهداف بالجمهورية العربية السورية في الساعات الأولى من يوم السبت.

 

                                                                  ماكرون وترامب وماي

 

                                             مصر تعلن وقوفها مع الشعب السوري

 

أعربت الخارجية المصرية عن  قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن في سوريا، لما ينطوي عليه من آثار تضر بسلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر.

ودعت الخارجية المصرية، في بيان لها المجتمع الدولي والدول الكبرى لتحمل مسئولياتها، في الدفع بالحل السلمي للأزمة السورية بعيدا عن الاستقطاب، والمساعدة في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضررين من استمرار النزاع المسلح.

 

 

                                                      سامح شكري - وزير الخارجية المصري

 

إذن رفض للحل العسكري، ومطالبات بالحل السلمي، ودعوة للاهتمام بالأوضاع الإنسانية للشعب السوري ..هكذا تعود العالم على مواقف مصر الرامية لحل الأزمة السورية سلميا، ووحدة الأراضي السورية، ورفض أي تدخل في شئونها، والوقوف مع وحدة الجيش الوطني السوري بغض النظر عن من يحكم.

 

                  طائرات تورنيدو بريطانية شاركت في الضربة الجوية بصورايخ «ظل العاصفة» بسوريا

 

                                              موقف البرلمان المصري

لم يتمخض بيان من البرلمان، عن موقفه من الضربات الموجه ضد سوريا، بيد أن هناك مواقفا لبعض النواب، أبرزها ما  صرح به النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، حينما قال إن التاريخ أثبت أن استخدام القوة لحل المشكلات هو «أسلوب فاشل» ولا يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والقتل، مستشهدا  بما حدث قبيل أعوام في العراق وليبيا ، وشدد النائب على رفضه القاطع لاستخدام القوة لحل الأزمة السورية.

 

                                              علاء عابد- رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان

 

وشدد عبدالحميد كمال عضو مجلس النواب عن محافظة السويس، على أن الاعتداء بالصواريخ على سوريا بحجة استخدام الأسلحة الكيماوية، هي نفس المبررات «الكاذبة» التي استخدمت من أجل تدمير وتقسيم العراق.

كما أدان النائب طارق رضوان، استخدام القوة ضد سوريا، مرجعا سبب العدوان  لمحاولة إضعاف الجيش العربي السوري وإسقاط سوريا كما سقطت العراق من قبل على يد أمريكا، متوقعا فشل «العدوان الثلاثي» قريبا خاصة في ظل الرفض الروسي والعربي.

 

                    أثار دمار على موقع في مركز البحوث العلمية في برزق قرب دمشق

 

                      نقابة الصحفيين تصف الضربات بـ«العدوان الغادر» 

 

أما عن موقف قلعة الحرية في مصر، فقد أعلنت نقابة الصحفيين، تضامنها الكامل مع الشعب السوري، ضد «العدوان الغاشم » الذي نفذته أمريكا وفرنسا وبريطانيا على سوريا في الساعات الأولى من صباح اليوم، وقالت النقابة إنها تقف إلى جانب الشعب السوري الذي يعاني من «الاعتداءات الإرهابية الشرسة منذ أكثر من 6 سنوات».

وأضافت النقابة، هذه الضربات الصاروخية «الغادرة»، جاءت لتعرقل مهمة بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دوما التي وصلت بالفعل إلى دمشق، وأعربت نقابة الصحفيين عن استنكارها لاستمرار «المؤامرة» على الشعب السوري المناضل، معتبرة أن الضربات الصاروخية  جاءت خدمة لمصالح الكيان الصهيوني و الإمبريالية العالمية وأصحاب الأجندات «التكفيرية» التي تهدف لضرب وحدة الأراضي السورية وعودة الاستقرار والأمن لشعبها . 

 

                                 عبدالمحسن سلامة - نقيب الصحفيين

 

                          المجلس القومي لحقوق الإنسان: العدوان انتهاك جسيم للاتفاقيات الدولية

 

وصف المجلس القومي لحقوق الإنسان، الضربات التي وجهت لسوريا، بأنها عدوان على الشعب السوري الأعزل وانتهاك جسيم للمواثيق والاتفاقيات الدولية.

واعتبر المجلس، ما حدث بأنه انتهاك جسيم لحقوق الإنسان والمواثيق والاتفاقيات الدولية، وقال المجلس في بيان له: «القصف تم دون أي تحقيق دولي جاد ونزيه لاستخدام الأسلحة الكيماوية، وكذلك لأنه عدوان قامت به الدول الثلاث خارج الشرعية الدولية».

 

                               محمد فايق - رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان

 

                              موقف المنظمات الحقوقية المصرية الخاصة

 

أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الضربات الصاروخية التي تعرضت لها سوريا، وقال علاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية، إن الضربة جرت دون تفويض من الأمم المتحدة، وهو ما قد يندرج معه هذا التصرف تحت جريمة «العدوان» بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

ودعت المنظمة، جميع الأطراف للكف عن الصراع على حساب السوريين، وأن يرتقوا بمستوى المسئولية القانونية والأخلاقية، التي تفرض عليهم وضع حد لنزيف الدماء في سوريا وفرض حل سياسي عادل يتفق وطموحات الشعب السوري.

 

                        علاء شلبى - الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان

 

                                    موقف الأحزاب من الهجوم الثلاثي

 

شدد حزب المصريين الأحرار، على رفضه القاطع لكافة محاولات التدخل في الشئون الداخلية وسيادة الدول العربية الشقيقة، وعبر الحزب في بيان له عن رفضه التام لـ«العدوان الثلاثي الأمريكي- البريطاني-الفرنسي»، على أراضي سوريا، وقال الحزب إن أية محاولات لفرض السيطرة والسطوة من دول بعينها واقتحام نفسها في شئون الدول عنوة بزعم تحقيق السلم أو إرساء العدل وغيرها من المصطلحات الرنانة، لم يعُد ينطلي على الشعوب العربية الواعية .

 

                        د. عصام خليل - رئيس حزب المصريين الأحرار   

                                     

أما الحزب الناصري، فقد استنكر العدوان، وقال الحزب في بيان له: «ندين العدوان على أي دولة عربية، فسوريا استطاعت الانتصار على داعش، الذي زرعته أمريكا في العالم العربي بهدف تفتيت الدول العربية، وخلق بؤر توتر في كل بقاع المنطقة،  والجيش السوري انتصر على جماعات الإرهاب

 

                              
 
                                                         صورة تظهر أحد الصواريخ فوق دمشق وسحابة دخان تنبعث من أحد المواقع   

                     

موقف مشاهير السياسيين                                     

                                        

طالب عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، ‏عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، القمة العربية التي تعقد غدا الأحد، بصياغة رد فعل عربي للرد على الضربات التي طالت سوريا.

وقال عمرو موسى على «تويتر»، إن الغارات الثلاثية على مواقع في سوريا تحمل عدة رسائل متناقضة؛ أولها أنها رد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، ولكنها في الواقع تمثل «ردا غير مؤثر»، وثانيها أنه «إذا كان هذا هو العقاب ضد استخدام الكيماوي فان هناك إذن ضوء أصفر وليس أحمر إزاء هذا الاستخدام، وذلك بالموازنة بين مكاسب الضربات السورية ونتائج العقاب الأمريكي».

وتابع : «وثالثها أنه تم إبلاغ روسيا مسبقا بالغارات ونطاقها، مما يعني أن الأمر لن يستدعي تصعيدًا أو صدامًا أمريكيا أو غربيا مع روسيا إلا من حيث التصريحات والبيانات ومجلس الأمن».

وأضاف موسى : «رابع الرسائل، أن هناك عنصرا لحفظ ماء الوجه خصوصا بعد أن توعد الرئيس ترامب علي تويتر بإجراء عسكري قريب، وخامسها أن هناك تأكيدا لتفاهم أمريكي روسي، تأخذه بالحسبان تركيا وإيران، على أطر التصرف في سوريا وحدوده دون الاهتمام بدور عربي، يلاحظ عدم مساس الغارات بأية مواقع إيرانية أو تابعة لها».

                        

                                                       عمرو موسى - الأمين العام الأسبق للجامعة العربية                                     

 

                                                 موقف خبراء عسكريون

 

وصف اللواء نصر سالم الخبير العسكري والاستراتيجي، الضربة الثلاثية على سوريا، بأنها تهدف لتدمير الدولة السورية ، كجزء من مخطط تدمير المنطقة العربية، كما تستهدف إضعاف سوريا لإخراجها من معادلة القوى العربية.

وأشار الخبير العسكري،في تصريحات على قناة «إكسترا نيوز»، إلى أن تلك الضربات تأتي بعيد النجاحات التي حققها الجيش السوري، وخاصة تحرير معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية وخاصة دوما.

 

                                                     اللواء نصر سالم

 

وبتلك المواقف يتضح أن الشعب المصري، بكل أطيافة يقف بجانب وحدة التراب السوري، ضد أي اعتداءات خارجية.