رؤية شاملة ومحايدة| ثوابت مصر الخمسة وحل الأزمة السورية

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

في 22 فبراير 1985 أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا وتنازل الرئيس السوري شكري القواتلي عن الحكم للزعيم المصري جمال عبد الناصر، وعرفت سوريا بالإقليم الشمالي، ومصر بـ«عاصمة الوحدة» وتمثل الإقليم الجنوبي، من وقتها وحلف «القاهرة - دمشق» هو القلب النابض لقوة العرب.


وبعد ضربات العدوان الثلاثي على سوريا فجر السبت 14 ابريل، لم يجد المصريون والعرب أمامهم سوى التعاطف ومساندة الشعب السوري، ولم يعرف الشعبان البعد أو القطيعة طوال التاريخ سوى لأيام وأسابيع قليلة أثناء حكم الجماعة الإرهابية لمصر.


إخوان الشقاق
في 15 يونيو 2013؛ وقبل أيام قليلة من ثورة 30 يونيو وقف الرئيس المعزول محمد مرسي في وسط الصالة المغطاة باستاد القاهرة ليعلن عن قطع العلاقات مع الدولة السورية، أصيبت الأوساط السياسية والديبلوماسية والشعب المصري بأكمله بصدمة من القرار.
وفي كلمة ألقاها في مؤتمر «لنصرة سوريا» أن مصر قررت قطع العلاقات تماما مع النظام الحالي في سوريا وإغلاق سفارة النظام الحالي في مصر وسحب القائم بالأعمال المصري" في دمشق.


السر وراء صدمة المصريين، أن مرسي قد توهم أن قراراً مثل هذا يمكن أن يرجع له ولجماعته بعض الشعبية التي فقدها تماماً على مدار عام من حكم مصر، واعتبر العديد السياسيين والخبراء وقتها أن هذا القرار لا هدف له سوى التشويش أو محاولة إجهاض شرارة الثلاثين من يونيو، أو مجرد غطاء للأوضاع السياسية والاقتصاية المتردية. بينما رأى آخرون أن ما حدث مجرد استمالة للجهاديين ضد الشعب المصري.


السيسي .. الرؤية الشاملة للحل


حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على وضع أسس جديدة لرؤية مصرية وطنية نحو الأزمة السورية، وخلال 4 سنوات أكد الرئيس عليها مراراً وتكراراً.


وفي لقاء مع الصحافة الأمريكية خلال زيارته لنيويورك في سبتمبر 2015، قال الرئيس السيسي إن «مصر حريصة أن تظل سوريا أمة ودولة واحدة، ولا تنقسم إلى دويلات صغيرة».


كما حذر الرئيس من أن «انهيار سوريا سيعني أن كافة الأسلحة والمعدات الموجودة لديها، ستقع في أيدي الإرهابيين، وإذا حدث ذلك فإن الضرر لن يصيب سوريا فقط، بل سينتشر إلى الدول المجاورة، وسيمثل تهديداً خطيراً لباقي دول المنطقة، وهو ما تخشاه مصر.


وفي لقاء مع قناة العربية الإخبارية، تحدث الرئيس السيسي عن ضرورة وجود حل سلمي وسياسي للأزمة السورية، مشدداً على أن الحل العسكري آثاره مدمرة للدولة السورية بالكامل. وتسائل الرئيس السيسي خلال اللقاء الذي أذيع في فبراير 2015 عن دور الناتو في ليبيا بعد الإطاحة بنظام القذافي هل بقى الناتو لكي يبني ما تم هدمه أم أنه ترك ليبا في خراب؟، وبالتالي تحولت إلى بؤرة إرهاب تهدد مصر وحدودها.


وفي مقابلة مع التلفزيون البرتغالي، تم إذاعتها في 22 نوفمبر 2016، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن بلاده تدعم الجيش السوري في مواجهة العناصر المتطرفة.


وفي رد على سؤال بشأن إرسال قوات مصرية إلى سوريا، قال السيسي إن "الأولوية لنا الأولى أن ندعم الجيش الوطني على سبيل المثال فى ليبيا لفرض السيطرة على الأراضي الليبية والتعامل مع العناصر المتطرفة وإحداث الاستقرار المطلوب، ونفس الكلام في سوريا.. ندعم الجيش السوري وأيضا العراق".


وأكد أن هناك "حساسيات" في مسألة إرسال قوات مصرية إلى سوريا، وقال: "من المفضل أن القوات الوطنية للدول هي التي تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مثل هذه الأحوال".


وأشار السيسي إلى أن "سوريا تعاني من أزمة عميقة منذ 5 سنوات وموقفنا في مصر منها يتمثل في أننا نحترم إرادة الشعب السوري، وأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو الحل الأمثل، ولا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، بالإضافة إلى وحدة الأراضي السورية حتى لا يتسبب في تجزئة مشكلة سوريا، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب فى سوريا".


ولم تنس مصر دورها نحو محيطها العربي، في استقبال اللاجئين فقد صرح الرئيس السيسي بأن مصر استقبلت 5 ملايين لاجئ من بلدان مختلفة، منهم 130 ألف سوري يعيشون وسط المصريين «وهم أهالينا وعايشين وسطينا»، وأضاف أنه :"ليس لدينا الكثير، لكننا مستعدون لتقاسمه".


وفي حوار للرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية في أغسطس 2016، وأوضح الرئيس أن الموقف المصري من سوريا يقوم على خمسة مبادئ، وهي إيجاد حل سياسي للأزمة، واحترام وحدة الأراضي السورية، وإرادة الشعب، ونزع أسلحة الميلشيات والجماعات المتطرفة، وتفعيل مؤسسات الدولة، وإعادة إعمار سوريا.


وحول التصعيد العسكري الراهن وضربات «أمريكا – بريطانيا - فرنسا» لمواقع عسكرية سورية، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانا أعربت فيه عن قلقها البالغ من التصعيد العسكري الراهن في سوريا.


قالت فيه إن « جمهورية مصر العربية تعرب عن قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر».


وتابع: «مصر تعبر عن تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار، والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه، وتدعو المجتمع الدولي والدول الكبرى لتحمل مسؤولياتها في الدفع بالحل السلمي للأزمة السورية بعيدا عن الاستقطاب».