أخر الأخبار

عسكريون عن «قصف سوريا»: بلطجة أمريكية وإهانة للعرب

الضربات على سوريا
الضربات على سوريا

«ترامب» يحتفل.. و«الجامعة العربية» تبحث الحل

«فرج»: صراع قوى دولية.. وتكرار السيناريو العراقي

«كامل»: لطمة لـ«موسكو».. وتؤثر على مصر

مطالبات بقرارات حاسمة من الجامعة العربية لإنهاء التدخل السافر

 

«من دمار لدمار.. ومن حرب إلى حرب.. قطعة من الجسد العربي أنهكها نزيف لا يزال تنهمر من بينه الدماء منذ سنوات، لكنه لا تعرف سوى الصمود رغم كل المؤامرات والصراعات التي تحاك ضدها.. آخرها عدوان ثلاثي.. أو ليلة سوداء.. دبر أمرها قادة غربيون يشاهدون بلدا أعجزه خبث الشياطين».. هذا ملخص ما شهدته بلاد الشام «سوريا» خلال الساعات الأخيرة، بعد أن قصفت بهجوم صاروخي، حول أرضها إلى كتلة دمار تضاف إلى دمار الحرب القائمة هناك.

 

 عدوان يتخفى بثوب الفضيلة

واستهدفت القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية ليل أمس، عددا من المواقع في سوريا في عملية ادعى الغرب أنها جاءت لمعاقبة دمشق على شنها هجوما كيميائيا مزعوما في دوما بالغوطة الشرقية قبل أسبوع.

 

دمشق تغرقها النيران

وأطلقت 4 طائرات من سلاح الجو الملكي البريطاني من طراز «Tornado GR4»، قادمة من قاعدة سلاح الجو البريطاني الملكي أكوتيري في قبرص، صواريخ « Storm_Shadow »، مستهدفة منشأة عسكرية - قاعدة صاروخية سابقة غربي حمص.

كما نفذت الـ«Tornado» البريطانية عملياتها بجانب قاذفات وقنابل أمريكية من طراز «B1» بالإضافة إلى المقاتلات «F15 وF16»، ومقاتلات فرنسية من طراز «Rafale» حيث أطلقت الأخيرة 12 صاروخا على أهداف محددة.

 

نشوة نصر زائف

من جابنه، احتفل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالضربات على سوريا، قائلا «إنها نُفذت بإحكام، وأن المهمة أُنجزت».

وذكر «ترامب» في تغريدة على تويتر: «تم تنفيذ ضربة محكمة الليلة الماضية، شكرا لفرنسا والمملكة المتحدة على حكمتهما وقوة جيشيهما، لم يكن بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل، المهمة أُنجزت».

وكان للخبراء العسكريين رأيًا آخر بشأن تلك الضربات، تستعرضها «بوابة أخبار اليوم» في السطور التالية...

 

صراع على الجسد المريض

يرى اللواء أركان حرب سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية الأسبق، أن هدف التحالف الثلاثي لضرب سوريا ليس فقط عقابها على استخدام غاز ضد المدنيين، بل لأهداف أخرى تتعلق بحروب الدول الكبرى في البلاد.

وقال «فرج» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»: «بالفعل تم تنفيذ الضربات قوات التحالف اليوم، وركزت الضربة على الأهداف ذات الطابع الكيماوي للجيش السوري، كما ركزت على اقل خسائر ممكنة للمدنين السوريين».

 

وذكر أن الضربة حققت هدفها، كما أن «ترامب» كان يهدف إلى التخطيط لضربة شاملة لإضعاف القدرة القتالية للجيش السوري عن طريق تدمير مراكز القيادة والمدارات والقواعد الجوية والرادارات والتجمعات العسكرية ووحدات الحرس الجمهوري.

 

وأوضح أن قرار البنتاجون كان يرى أن التوسع في هذه الضربات من شأنه أن يؤثر على القوات الروسية في سوريا، وهذا يشعل أعمال القتال في المنطقة، لافتًا إلى أن البنتاجون نجح في إقناع «ترامب» باقتصار الضربة على الأهداف الكيماوية فقط.

 

تكرار سيناريو العراق

«فرج» استنكر تلك الخطوة، قائلًا: «كان يجب على التحالف الدولي انتظار تقارير لجنة تقصى الحقائق الموجودة في سوريا للتأكد من وجود كيماوي من غيره، حتى لا يتكرر السيناريو العراقي في سوريا، الذي انتهى بإعدام صدام حسين».

وبالنسبة للمنطقة العربية، ذكر الخبير العسكري «أن تلك الضربات أثارت مشاكل في منطقتا، مطالبًا الجامعة العربية بسرعة اتخاذ قرارات حاسمة لوقف وإنهاء هذا التدخل السافر في سوريا والمنطقة العربية».

 

إنذار أمريكي للقوى العالمية

فيما قال اللواء مصطفى كامل، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، «إن هذه الضربات لها تأثيرات على المستويين العالمي والإقليمي، أبرزها استبعاد روسيا من المشهد العالمي تماما، واعتبارها قوى إقليمية وليست قوى عالمية، لأنها لم تأخذ أي قرار بشأن الضربة رغم أنها الحامية لنظام بشار الأسد».

 

وذكر أن قرار إخلاء قاعدة طرطوس ومن بعده تنفيذ الضربات بمثابة انتفاصًا من روسيا، كما أنه يجرد سوريا من المقدرة العسكرية، لافتًا إلى أن ذلك يوجه رسالة لجميع المعترضين على قرار الولايات المتحدة بعدم الاعتراض، بالإضافة إلى أنه إنذارًا وتحذيرًا لتركيا من التمادي في المنطقة العربية.

 

وأشار إلى أن هذا السيناريو يمهد لما سيكون عليه الوضع العربي مستقبلا، وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي.

 

التأثير على مصر

وبالنسبة لتأثير الضربات على مصر، قال «كامل» «إن مصر جزء من العالم العربي، وما حدث يعد إهانة لنا جميعًا دون تصريح دولي»، مضيفًا:  «بلطجة لا فائدة منها، ونحن جميعنا جزء من الأزمة، حتى لا تتكرر الإهانة بعد تقسيم العراق وإعدام صدام حسين».