«ملك الألياف».. الكتان المصري من الكنوز المنسية

زراعة الكتان
زراعة الكتان

يعد الكتان أحد الكنوز المصرية المنسية، بعد أن كان أبرز المحاصيل التي عرفتها مصر منذ عهد الفراعنة، ويحتاج الكتان المصري إلى عملية تطوير شاملة نظرا لأهميته لأنه يدخل في العديد من الصناعات المهمة.

 

وتسعي وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى التوسع في زراعة الكتان واسترجاع  هذا الكنز الحقيقي لمصر نظرا لاستخداماته الكثيرة وأنه من المحاصيل الأقل استهلاكًا للمياه مقارنة بالمحاصيل الشتوية الأخرى، من خلال المراكز البحثية والخبرة العملية التي تمتلكها في عمليات إنتاج الخيوط الأولية وإنشاء الصناعات التكميلية  التي تقوم على زراعة الكتان والتي تزيد من الناتج القومي المصري.

 

«برامج للنهوض بالكتان»

 

وأوضح د.على العزوني رئيس قسم بحوث الألياف في مركز البحوث الزراعية، أن هناك برامج للنهوض بمحصول الكتان الذي  يعتبر واحد من أهم المحاصيل التصديرية ومصر تتميز بزراعته وتم إنتاجه منذ عهد الفراعنة ويتميز الكتان بأن خيوطه متينة ويدخل في العديد من الصناعات، مشيرا إلى أن الكتان القديم الحديث بمعنى أن أجدادنا من حوالي 6 آلا ف عام قاموا بزراعة الكتان وكان هو المحصول الوحيد الذي يعطي منسوجات في مصر لدرجة أن القدماء المصريين برعوا في غزل أنسجة من الكتان لم نستطيع غزلها الآن، وفي عهد محمد على في القرن التاسع عشر ادخل زراعة القطن وبدأ الكتان يحتل المركز الثاني في محاصيل الألياف في صناعة المنسوجات.

 

«التوسع في زراعة الكتان»

 

قال د.حسام عوض مدير محطة البحوث الزراعية بجميزة، إن محصول الكتان من المحاصيل الإستراتيجية التي أولت لها الدولة اهتماما كبيرا في الآونة الأخيرة نظرا لأنه يدخل في العيد من الصناعات مشيرا إلى أن دور محطة بحوث جميزة قامت بزيادة المساحة المنزرعة بالكتان إلى 80 فدان منهم 20 فدان تتبع قسم بحوث الألياف لإنتاج بذور الكتان التي تستخدم في الإكثار ويتم توزيعها على المزارعين.

 

«حقول إرشادية » 

 

أشارت د.أماني الرفاعي رئيس برنامج نقل التكنولوجيا لمحصول الكتان، إلى أنه يتم عمل حقول إرشادية  للكتان بالاتفاق مع مجلس القطن والألياف ويتم عقد الندوات الإرشادية للمزارعين يتم فيها إمداد المزارعين بكافة المعلومات والإرشادات التوعية الخاصة بمحصول الكتان منذ بدء الزراعة وحتى عملية الحصاد وما بعد الحصاد، كما يتم زراعة الصنف الذي انتشر في الحقول الإرشادية على مستوي الجمهورية في محافظات ومراكز مختلفة للنهوض بمحصول الكتان.

 

«استنباط أصناف جديدة»

 

أكد د.أحمد موسى رئيس الفريق البحثي في محطة الجميزة، أن وسط الدلتا معقل الكتان الأساسي بحيث أن مصانع الكتان كلها تتركز في محافظة الغربية ، ووجود الباحثين وسط الدلتا  يساهم في الاحتكاك  اليومي والمباشر بالمزارعين لتقديم المساعدة وحل المشاكل والصعوبات وهذا يعتبر دور جديد لقسم بحوث الألياف، مشيرا إلى أن هناك من 8 إلى 10 أصناف محلية تم استنباطها مؤخرا وتتحمل الظروف المناخية المصرية  وذلك بعد أن كانت الأصناف المستوردة مسيطرة على السوق في السنوات الماضية.

 

وأوضح أن مزارعين الكتان هذا العام واجهوا مشكلة كبيرة نظرا لزراعة تقاوي كتان مستوردة أصيبت بالأمراض الفطرية لدرجة أنها دمرت محاصيل كثيرة وكان لمحطة بحوث جميزة دور في حل هذه المشكلة وتقديم الإرشادات والتوعية اللازمة للمزارعين مشيرا إلى أن محطة بحوث جميزة بدأت بالتوسع في إكثار التقاوي المحلية حتى يتجنب المزارع المخاطر الموجودة في أصناف تقاوي الكتان المستوردة.

 

«أهم الصناعات التي يدخل فيها الكتان»


تدخل زراعة الكتان في العديد من الصناعات االتكميلية المهمة، حيث تستخدم بذرة الكنان في إنتاج  بعض المستحضرات الطبية، وتستخدم ألياف الكتان الناعمة والطويلة في صناعة المنسوجات الكتانية والأقمشة الخاصة بالمفروشات ويستخدم الكنان في عمل الدوبارة وأقمشة قلوع المراكب وخراطيم الحريق، كما يدخل في صناعة أوراق البنكنوت، ويستخرج من بذوره الزيت الحار، كما يدخل في صناعة البويات والخشب الحبيبي، كما يدخل في صناعة الأعلاف.