رغم مرور أكثر من 8 سنوات على وفاته، لا يزال ضحايا «بن لادن» من العمالة المصرية في مجموعة شركات الإنشاء والتعمير الأشهر في المملكة العربية السعودية يتساقطون يوما تلو الآخر، خاصة بعدما توقفت المجموعة عن العمل أكثر من مرة، دون سداد مستحقات ورواتب نحو 2000 من العمال بفرعها في جدة.
وأصدرت وزارة العمل السعودية قرارًا ينص على اتفاق مع المسئولين بالمجموعة، على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للبدء في صرف جميع الرواتب والمستحقات المتأخرة منذ 28 فبراير الماضي، فضلا عن مكافآت نهاية الخدمة لجميع العاملين التي انتهت خدماتهم وذلك اعتبارًا من 8 أبريل 2018.
وقالت وزارة القوى العاملة المصرية، إن الصرف سيتم نقدا للمتواجدين وبالتوكيلات للعائدين، وأضاف هيثم سعد الدين المتحدث الإعلامى باسم الوزارة، في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن قيام شركه بن لادن بتسديد باقى مستحقات العماله المصريه المستحقه لديها، خطوة جيدة لإنهاء هذه الأزمة التي استمرت أكثر من 3 سنوات، وعن طريقه استلام المستحقات قال سعد الدين: «الصرف سيكون نقدا للعاملين المقيمين بالسعودية، والذين وافقوا على الاستمرار في العمل بعد إعطاء فرصة الخيار لهم من قبل الشركة ،أما الذين تركوا العمل وعادوا إلى مصر سيتم إرسال مستحقاتهم عن طريق التوكيلات، التي تمت لذويهم»، وعن أسباب التأخير قال «سيتم صرف كل مستحقات العاملين، حتى آخر شهر فبراير، والسبب الرئيسي وراء التأخير هو إنهاء إجراءات المستخلصات لدى المملكة».
يذكر أن مجموعة «بن لادن» السعودية، قد واجهت أزمات مالية كبيرة منذ هذا العام، وذلك بعد قرار المملكة السعودية وقف نشاط الشركه ومنعها من الدخول في أي مشاريع جديدة، على خلفيه وقوع حادث سقوط الرافعه فى موسم الحج عام ٢٠١٥، والتي راح ضحيتها 111 شخصا، كما أصيب 238 آخرين.
وفي محاوله لحل هذه الأزمة، أثمر اجتماع ثلاثي ضم مندوبي وزارة العمل السعودية وشركة بن لادن ومندوبا من الشرطة فى ٢٠١٦، عن وضع ثلاثة خيارات أمام العمال المحتجين وهي: «الصبر أونقل الكفالة أوالخروج النهائي»، لكن تلك الخيارات لم تؤتي ثمارها حتى الآن .
وفي خطوة جديدة للحفاظ على حقوق ومستحقات العمالة المصرية بالمجموعة، أعلنت مجموعة شركات بن لادن، عن بدء صرف جميع الرواتب المتأخرة والمستحقة للعاملين المصريين بالمجموعة، فضلا عن مخالصات نهاية الخدمة لجميع المنتهية خدماتهم بدءا من ٨ أبريل، وفي هذا السياق تلقى وزير القوى العاملة محمد سعفان، تقريرا عبر مكتب التمثيل العمالي بالقنصلية المصرية بجدة، أشار فيه المستشار العمالي عثمان رمضان إلي أنه تم عقد اجتماع مع مسئولي إدارة الموارد البشرية، وبمشاركة الملحق العمالي ياسر غازي، للعمل على سرعة صرف المستحقات المتأخرة لباقي العمالة المصرية.
وقد أشاد المهندس إسماعيل أحمد علي رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج، بالخطوة التي اتخذتها مجموعة شركات بن لادن، لصرف جميع الرواتب المتأخرة والمستحقة للعاملين المصريين و مخصصات نهاية الخدمة لجميع المنتهية خدماتهم، كما توجه بالشكر لوزير القوي العاملة محمد سعفان والمستشار العمالي بالقنصلية المصرية بجدة عثمان رمضان، على الجهود التي بذلوها من أجل التواصل مع إدارة المجموعة لسرعة صرف المستحقات المتأخرة لباقي العمالة المصرية، مضيفا: «الكل يعلم أن تأخر الرواتب، نتيجة أسباب خارجة عن إرادة مجموعة بن لادن، التي تعرضت لخسائر ومشاكل مالية كبيرة في الفترة الماضية، ووفاء المجموعة بالتزاماتها يؤكد المصداقية التي تتمتع بها المجموعة على مدى تاريخها رأى العمال».
وفى استطلاع لأحد عمال الشركة عن صحة الصرف من عدمه ، قال «م.ح» لـ«بوابة أخبار اليوم»: «بدأت الشركة صرف جزء من الرواتب المتأخرة، وبالنسبة للسنة الجديدة لم يتم صرف مليم حتى الآن».
بينما رأى «ج.ع» عامل: «سمعنا عن صرف المستحقات قريبا، ولكن لم يتم الصرف لجميع القطاعات، فالصرف تم لناس بعينها، وكل ما يقال عن التسويات مع الشركة لم تتم حتى الآن، وكل ما يقال مجرد كلام فقط، وكل ما يذاع في الإعلام غير صحيح على الإطلاق».
«بوابة أخبار اليوم»، حاولت التواصل مع وزارة القوى العاملة، للرد على ما ردده العمال، وفي أول تعليق لوزارة القوى العاملة ، قال هيثم سعد الدين المتحدث باسم الوزارة، إن لديه كشفا تم إرساله من قبل وزارة العمل السعودية، مضيفا أن الكشف يتضمن أسماء جميع العاملين الذين سيتم الصرف لهم بالتسلسل، وأكد سعد الدين أن جميع العاملين سيحصلون على كافه مستحقاتهم، مشددا على حرص الشركة والمملكة السعودية على رد حقوق جميع المصريين العاملين بالخارج.
