عواقب استرضاء «هتلر» .. هاجس «بن سلمان» من محاكاته مع «إيران»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنذارًا شديد اللهجة من امتلاك إيران لأي أسلحةٍ نوويةٍ، قائلًا "لا ينبغي لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا ولا يجب تكرار اتفاق عام 1938 الذي تسبب بحرب عالمية".

تصريح ولي العهد السعودي جاء خلال لقائه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بقصر الأليزيه، خلال جولة بن سلمان الخارجية، اتفقا الجانبان على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

لكن ماكرون كانت له وجهة نظر مختلفة بعض الشيء عن روية ولي العهد السعودي، حيث طالب الرئيس الفرنسي بتكملة الاتفاق النووي الإيراني، معتبرًا أنه الضامن الوحيد لعدم توجه إيران لصنع أسلحة نووية.

وأعلن الأمير السعودي، خلال زيارته لواشنطن، مشاطرته لرغبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تعديل الاتفاق النووي الإيراني، الذي صرح ترامب في أكثر من مناسبة برغبته في تعديله أو الانسحاب منه، وهاجس ولي العهد السعودي يتمثل في تكرار ما حدث من قبل عام 1938.

نقض هتلر للمعاهدات

وبالعودة للتاريخ ثمانين عامًا للوراء، ففي الثلاثين من سبتمبر عام 1938 وقعت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا على معاهدة ميونخ، والتي تقضي بقبول بريطانيا وفرنسا طلب ألمانيا بضم منطقة سوديتنلاند في تشيكو سلوفاكيا، مقابل كبح جماح أطماع الزعيم النازي، أدلف هتلر، في التوسع في أوروبا.

وسعت بريطانيا وفرنسا خلال تلك المعاهدة إلى استرضاء هتلر، بغية الحيلولة دون نشوب حربٍ عالميةٍ على غرار التي كانت في الفترة ما بين عامي 1914 و1918، بيد أن هتلر نقض وعوده، وانطلق بعد اجتياح تشيكوسلوفاكيا إلى احتلال بولندا، لتندلع على أثر ذلك الحرب العالمية الثانية عام 1939، بعد عامٍ واحدٍ من توقيع معاهدة ميونخ.

سيناريو ما حدث وقتها هو ما يخشاه ولي العهد السعودي، حيث يعتقد أن استرضاء إيران سيسهم في زيادة أطماعها، وجنحها إلى السعي نحو امتلاك أسلحة نووية، مثلما فعل هتلر من قبل.

الجدير بالذكر، أن إيران وقعت رفقة ستة من القوى العظمى في العالم (الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين وألمانيا) على اتفاق لوزان النووي عام 2015، وكانت واشنطن من ضمن الموقعين على الاتفاق، إبان حقبة الرئيس السابق باراك أوباما.

و يقضي الاتفاق النووي بإعفاء إيران من العقوبات الغربية الموقعة عليها مقابل توقف طهران عن المضي قدمًا في برامج الصواريخ الباليستية والأنشطة النووية غير السلمية.