الآلاف يشيعون جنازة «الجد حبيب الكل» مدرس أول الوراق

جنازة محسن عبد الحي
جنازة محسن عبد الحي

شهدت مدينة الوراق جنازة مهيبة لمدرس الرياضيات «محسن عبد الحي»، الشهير بـ«حبيب الكل» واشتهر أيضًا بـ«الجد»، نسبة إلى أن طلابه في الآونة الأخيرة كانوا ينادونه بـ«جدي»، باعتباره أكبر سنًّا من أولياء أمورهم.

 

وتجاوز عدد المشاركين في الجنازه الـ10 آلاف شخص، يرددون في صوت واحد وهم يحملون نعشه «لا إله إلا الله.. حبيب الكل حبيب الله».

 

وويتضح من خلال مقطع فيديو مصور أذاعته فضائية «Ltc» ببرنامج «صح النوم»، أن المتوفي «محسن عبد الحي» كان من أهم شخصيات محافظة الجيزة، بل وعلى مدار التربية والتعليم ككل، إذ امتلك حب الناس من خلال علمه وأدبه وخلقه الكريم والخير الذي بذله طوال حياته، تاركًا لأولاده الخمسة «محمد، أحمد، محمود، عمر، شيماء»، تاريخه العظيم في قلوب الناس يستندون ويفتخرون به طوال حياتهم.

 

ليست هناك مقدمات كثيرة لمعرفة «محسن عبد الحي» الذي بدأ تدريس مادة الرياضيات بمدرسة الوراق، المجاورة لمنزله، منذ 35 عامًا، حتى صار «الجد، وحبيب الكل» كما كان يلقبه أبنائه من الطلاب، فلم تتوقف شهرته داخل المدرسة أو نطاق المنطقة ومحافظة الجيزة، لكنها تخطت ذلك كله، وأصبح معروفًا لدى جميع الطلاب بالوراق وإمبابة ومنطقة الهرم وفيصل، وأيضًا مدينة نصر ومصر الجديدة.

 

ومن أشهر ما تميز به «عبد الحي» طريقته الكوميدية في الإلقاء وتدريس الرياضيات، ما سهّل على الطلاب فهم المادة وتحقيق أعلى الدرجات فيها خلال الامتحانات بالثانوية، ليبدأ الحديث عنه من أولياء الأمور، وتنتقل شهرته من أسرة لأخرى، ودائمًا ما يكون هناك عداء بين المدرسين وأولياء الأمور بسبب الدروس الخصوصية والأجور، لكن الموضوع بين «عبد الحي» وأولياء الأمور والطلاب أيضًا يبدو مختلفًا على الإطلاق، فالمقابل المادي لم يكن الأساس لديه، كما يؤكد «طلاب الوراق الثانوية» على أنه كان لا يطلب أجر الدروس أو المجاميع المدرسية، وكان البعض من الطلاب غير القادرين على الدفع كان يتكفل بها «عبد الحي»، كما أنه لم يكن يطلب أجر دروسه من الأساس، حسبما قالوا.

 

وأكد عدد من المشيّعين على «محسن رحمه الله» كان بشوشًا في وجوه الناس، ومعطاءً بصورة واضحة، كما كان صاحب حكمة وعقل رزين، ما جعل الآلاف يحتشدون لتوديعه قبل أن يوارى الثرى.

 

وكانت الصور ومقاطع الفيديو لجنازة «الجد» خير دليل على علاقة الحب بينه وبين الناس والطلاب، ولم تقتصر الجنازة على طلاب المدرسة، أو من تعلموا منه فقط، لكن حضرها أولياء أمور الطلاب.