عاجل

زعماء إسرائيليون من أرض «إيران»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

أحيانًا يجعل منك القدر تحمل كثير من الأضداد داخل نفسك، فأن تكون يهوديًا من أصل إيراني، فهذا الأمر يكون معتادًا فلا علاقة للدين بالوطن الذي تنتمي إليه، وكما تعلمنا منذ نعومة أظافرنا "الدين لله والوطن للجميع"، لكن المفارقة أن تجعل منك الظروف أحد زعماء بلد تنعت بلدك الأصل، التي ولدت فيها، وتشاطرها العداء على العلن، تلك هي قصة زعماء إسرائيليين كانت إيران شاهدةً على نشأتهم الأولى.

ويعيش في إسرائيل نحو 250 ألف يهوديٍ من أصلٍ إيرانيٍ، قدموا تباعًا من بلاد فارس إلى الأراضي المحتلة مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

ومن بين اليهود من أصلٍ إيراني، تبوأ ثلاثة منهم أعلى المناصب في إسرائيل، ومن بين الثلاثة من وصل إلى منصب الرئيس في دولة الاحتلال، سنسرد في هذا التقرير قصتهم.

رئيس من أصل إيراني

البداية ستكون مع الرئيس الإسرائيلي الأسبق، موشيه كاتساف، المولود في مدينة يزد في إيران في الخامس من ديسمبر عام 1945، فمكث غير بعيدٍ في موطنه الأصل قبل أن يغادره عام 1951 رفقة والديه متوجهًا إلى إسرائيل، وهو بعمر الست سنوات.

اُنتخب كاتساف رئيسًا لإسرائيل في نهاية يوليو عام 2000، خلفًا لعيزر فايتسمان، بعدما حاز على 60 صوتًا بالكنيست الإسرائيلي مقابل 57 لمنافسه شيمون بيريز، ليصبح الرئيس الثامن لإسرائيل.

ويعتبر منصب الرئيس في إسرائيل شرفيًا إلى حدٍ كبيرٍ حيث تتركز السلطات في يد رئيس الوزراء، الذي يحظى حزبه بالأغلبية البرلمانية.

وخلال فترة رئاسته، شهدت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية حالة من الجمود نتيجة الخلاف القائم بين البلدين منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، بيد أن الرئيس الإسرائيلي التقى نظيره الإيراني آنذاك، محمد خاتمي، أثناء مراسم تأبين بابا الفاتيكان، يوحنا الثاني، وتبادلا المصافحة، إلا أن الجانبين أكدا حينها أنها لم تكن لها أي مغزى سياسي، وكانت مصافحة شكلية.

ورحل كاتساف عن منصبه عام 2007، بعد انتهاء ولايته (مدة الرئاسة في إسرائيل سبع سنوات)، ولم يكن بمقدرته الترشح لولايةٍ ثانيةٍ عقب اتهاماتٍ موجهةٍ ضده بالتحرش الجنسي وبارتكاب جرائم اغتصاب، ثم حُكم عليه بعد ذلك بالسجن سبع سنوات، وقد غادر السجن في نهاية ديسمبر عام 2016.

وزير الدفاع ذو الجذور الإيرانية

ثاني الزعماء الإسرائيليين من أصلٍ إيراني، هو شائول موفاز، الذي وصل لمنصب وزير الدفاع الإسرائيلي،  خلال الفترة ما بين عامي 2002 و 2006، وقد وُلد بطهران عاصمة إيران عام 1948، قبل أن يأتي إلى إسرائيل مع أسرته عام 1957.

التحق موفاز بالجيش الإسرائيلي عام 1966، وتدرج في المنصب إلى أن وصل إلى رئاسة الأركان في يوليو عام 1998، قبل أن يصبح وزيرًا للدفاع في نوفمبر عام 2002.

وبعد أن رحل عن وزارة الدفاع تولى منصب وزير المواصلات، وقد تولى زعامة حزب كاديما لفترةٍ، وهو حاليًا عضوٌ بالكنيست الإسرائيلي، ويشغل رئاسة لجنة الخارجية والأمن.

وفي حق إيران، فقد وصف موفاز في عام 2008، موطنه الأصل إيران بأنها "أصل كل الشرور"، معتبرًا أن برنامجها النووي يشكل خطرًا على المستوى العالمي، حسب قوله.

كما حث موفاز الغرب حينها على فرض عقوباتٍ أشد صرامةٍ على طهران للضغط عليها لوقف برنامجها النووي الذي تعتقد إسرائيل أن الغرض منه هو إنتاج قنابل نووية، حسب زعمه.

آخر الثلاثة

ثالث الأسماء هو قائد الجيش الإسرائيلي السابق، دان حالوتس، الذي وُلد بتل أبيب عام 1948 لأبٍ إيرانيٍ وأمٍ عراقيةٍ، وقد تدرج في المناصب العسكرية أثناء خدمته بالجيش الإسرائيلي ضابطًا به، إلى أن وصل إلى رئاسة الأركان في يونيو عام 2005، واستقال من منصبه بعدها في فبراير عام 2007.

أشرف حالوتس على قيادة الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الأخيرة في أغسطس عام 2006، وقد تسبب إخفاقه في قيادة الجيش أثناء تلك الحرب، وتكبيده خسائر فادحةً جراء ضربات عناصر حزب الله اللبناني في التعجيل برحيله من منصبه، بعدما أقر بمسؤوليته تجاه ما حدث في تلك الحرب.

ومن بعد رحيله عن منصبه توارى حالوتس عن المشهد السياسي في إسرائيل، وقد خلفه في منصبه جابي أشكنازي في فبراير عام 2007.